الأمازيغية تشعل “البوليميك السياسي” بين “الأحرار” و “البيجيدي”

تناسلت ردود فعل عدد من أعضاء شبيبة حزب “التجمع الوطني للأحرار” على التصريحات المنسوبة للكاتب الوطني لشبيبة حزب “العدالة والتنمية”، محمد أمكراز، والتي اتهم فيها عزيز أخنوش، زعيم “التجمعيين” بـ”استغلال الأمازيغية لأهداف انتخابية سابقة لأوانها”، وبأن هذا الأخير لا “يجيد النطق بالأمازيغية ولا يستطيع أن يكوّن بها جملة” حسب ما نسب لـ”أمكراز” الذي جاءت تصريحاته على خلفيات تنظيم “الأحرار” لـ”منتدى أزا الأمازيغي” بمنطقة ايت باها، نهاية الأسبوع الماضي، وهو “المنتدى” الذي انتقد أخنوش في افتتاحه “فلسطنة” أزقة مدينة أكادير من طرف مجلس “البيجيدي” المسير للمدينة.

وفي ردّه على التصريحات المنسوبة للكاتب الوطني لشبيبة “البيجيدي” المتواجد مع “الأحرار” في التحالف الحكومي. قال لحسن السعدي، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة سوس ماسة، إن من “شطحات الإخوان أن يتهجموا من جديد على قيادات الأحرار وبدون أدنى اعتبار لما تمليه أدبيات التحالف”. مشيرا إلى أن “نجاح منتدى أزا الأمازيغي” هو الذي أثار غضب الإخوان وجعل شبيبتهم تفقد البوصلة وتسقط فريسة “التخربيق”. وفق تعبيره

وأضاف السعدي أن “الإخوان” لا يفرقون بين اللغة الأمازيغية وبين القضية الأمازيغية كقضية وجود وهوية، وتناسوا أنهم الحزب الذي حارب مقترح دسترة الأمازيغية”. مضيفا أن “البيجيدي” يعج بـ”الناطقين باللغة الحاقدين على القضية الناكرين للأصول” وفق تعبيره دائما، مبرزا أن الحزب يسير مدينة أكادير وسكت عن تغيير أغلبية أسماء شوارعها وأزقتها إلى أسماء دخيلة على ثقافتنا وحضارتنا”.

وزاد رئيس “المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة سوس ماسة” في ردّه على “أمكراز”:”حزب تهكم أمينه العام على الأمازيغية ووصف حروفها ب”الشينوية”، فضحك البواجدة من أبناء الجهة فرحين بما يسمعون”. كما أن أمينه العام قال ذات يوم، بـ”شحال كيعيش السوسي” فلم يتحرك أمازيغيه ليدافعوا عن ثقافتهم ضد عنصرية بنكيران ونكتته الباسلة”. على حد قوله. وتوجه السعدي لـ”أمكراز” بالقول :”السي أمكراز كان عليك تحشم على راسك بسبب هذه الحقائق، وما أدراك بحقيقة تمكن أخنوش من اللغة بل ويتجاوز مستوى النطق إلى يتبنى القضية والقضية أعمق من النطق باللغة”.

من جهته، قال عضو اللجنة الجهوية التأديبية لحزب التجمع الوطني للأحرار، حسن رزق، إنه من “المؤسف جدا أن يصدر هذا الموقف من قيادي لحزب إسلامي لا تربطه بالأمازيغية إلا العداوة الثابتة والمستمرة في الزمان والمكان”.

متسائلا عمّن خاض معارك ضد ترسيم الامازيغية داخل لجنة المانوني، وجيش كتيبته في البرلمان من اجل إرجاع النقاش إلى نقطة الصفر فيما يخص حرف تيفيناغ ضدا على التحكيم الملكي الذي حسم الأمر؟. كما تساءل المتحدث في ردّه على “أمكراز” عمّن كان ضد “خلق حساب خصوصي خاص للنهوض بالثقافة واللغة الأمازيغية، وعرب شوارع مدينة الانبعاث؟ ومن وصف أهل سوس الذي تعتبرونهم في حزبكم جيوشا واحتياط انتخابي بأقداح الأوصاف؟”

كما تساءل رزق في خطابه الموجه لزعيم شبيبة “البيجيدي” عمن نعت هذه اللغة المتجدرة في تاريخ شمال إفريقيا بـ”الشينوية”، وساوم التجمع من اجل سحب قانون تنظيمي للأمازيغية ووضع هذا الشرط من أجل تحالف هجين أنتج هكذا مواقف”. وأضاف “لا نريد موقفكم فقط نطلب حيادكم في هذه القضية”.

وقال حسن رزق إن “الأمازيغ اليوم واعون بأعدائهم وبحلفائهم الحقيقيون ولن نلدغ مرتين في الجحر”. وزاد ” اسمح لي صديقي أن أقول لك أن خرجتك هذه تبقى خارج السياق المغربي اليوم، وأمازيغ اليوم أكثر وعيا بخطورتكم على الهوية والحضارة المغربية لان أجندتكم خارجية وغير واضحة”. على حد قوله

واتسع “البوليميك السياسي” من شبيبة الحزبين المتحالفين في الحكومة، ليشمل النواب البرلمانين المنتميين للحزبين كذلك، إذ ردّ البرلماني عن حزب “العدالة والتنمية”، الحسين حريش؛ بدوره على تحركات حزب “التجمع الوطني للأحرار” الأخيرة اتجاه الأمازيغية، وقال ” حينما تكرر نفس الأسباب فانك حتما ستجني نفس النتائج”، معتبرا أن مشروع “البام” هو نفسه مشروع أخنوش، الأول لعب ورقة الريف و تقنين تجارة الكيف، وانتهى به المطاف بإشعال الريف، وأخنوش يلعب ورقة سوس والأمازيغية، ونحن نقول له سير تلعب مع أقرانك هنا لا مجال للعبث”. وفق تعبيره.

من جهته، قال النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ، مصطفى بيتاس، في تعليقه على تصريحات أعضاء”البيجيدي”، “قبل أن تحاسبوننا و تقيموا لنا محاكم تفتيش وتحاكموننا على إتقاننا للأمازيغية من عدمه و تنصبوا لنا المشانق، حاسبوا أنفسكم أولا ماذا قدمتم للأمازيغية وأنتم (سيبويه) اللغة الأمازيغية لست بحاجة إلى أن أذكركم كيف خذلتموها وتآمرتم عليها غير ما مرة، وتتذكرونها فقط مع كل موعد انتخابي حيث تروج تجارة الدين التي أضحت لا محالة تعرف الكساد”.

وأضاف البرلماني التجمعي “اليوم سقط القناع وانكشف الستار، حتى وأنتم تحاولون التهجم علينا لمجرد أننا نقوم بدورنا الذي يكفله لنا الدستور والمتمثل في التأطير لم تنتبهوا لأنفسكم ولألفاظكم، تهاجموننا للنيل منا لكن ولـ”غبائكم” لم تنالوا إلا من أنفسكم لأنكم اختزلتم الثقافة الأمازيغية بكل حمولاتها في الجانب اللغوي فقط، وأنا في الحقيقة لا ألومكم لأنكم هكذا تفهمون هذه الحضارة، لست مسؤولا عن سطحية فهمكم، لكنني اعرف أنكم لستم قادرين على إعطائنا الدروس”. حسب تعبير المتحدث

لـ” العالم الأمازيغي/ منتصر إثري

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *