بقلم: أحمد الخنبوبي
في عالم السياسة، هناك مسألة اسمها موازين القوة، حيث لا معنى في السياسة لثقافة البكائيات ولخطاب المظلومية ولا لمنطق التسول من الخصوم.
إن ما تكابده الأمازيغية اليوم في المغرب من تراجعات مهولة ومن سياسة طمس مقصودة، يرجع في نظري إلى خطأين استراتيجيين ارتكبتهما الحركة الأمازيغية.
الخطأ الأول يعود لسنة 2005، لحظة تأسيس الحزب السياسي الأمازيغي، والذي لم تتكتل حوله مكونات الحركة الأمازيغية بشكل فعال، فالحزب السياسي هو القادر على انتزاع الحقوق الأمازيغية المسلوبة، فما انتُزع بالسياسة لا يُسترد إلا بها.
أما الخطأ الثاني فيعود لسنة 2011، لحظة استصدار الوثيقة الدستورية، حيث لم تترافع الحركة الأمازيغية حول تطوير مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتحويلها إلى مؤسسة دستورية تتمتع بالاستقلالية المالية والإدارية، لكي تستطيع تحقيق تراكم أكاديمي في مجال الأمازيغية.
هاتان إذن فرصتان تاريخيتين ضائعتين، فهل سيجود المستقبل بفرص أخرى لصالح الأمازيغية، أم أن بكاء الأمازيغ اليوم ينطبق عليه المثل الأمازيغي: “إمطاون ن تغزنت إشان تاروا نس”، أي “دموع الغولة التي التهمت أبنائها”؟…