مصطفى الخلفي وزير الإتصال السابق: «العالم الأمازيغي» رسخت التعددية الإعلامية والثقافية وبلغت مالم تستطع منابر أخرى بلوغه
«في البداية أهنئ جريدة «العالم الأمازيغي» بمناسبة عيدها العشرين من العمل الجاد، وحفاظها على قيم التعددية والاختلاف، وذلك عبر تجسيدها ونشرها وتلقينها خصال النضال البناء والمبدئي، خاصة وأنه لا يمكننا أن نتطور دون ترسيخ التعددية الثقافية والإعلامية، كما أهنئ هذا المنبر الإعلامي على مستوى تحقيق إستمرارية الإصدار خاصة الصيغة الورقية منها، وهو الأمر الذي لم تتمكن جرائد أخرى من بلوغه، وأحيي الجريدة على هذا العمل المستمر، وجهودها المبذولة من أجل تمكين المجتمع من ثقافته، والعودة به إلى ماضيه العريق، ومواكبتها ما حققته اللغة الأمازيغية من ترسيمها ودمجها في التعليم وغيرها من الإنجازات الإيجابية التي تأتت بالنضال.
كما أهنئ الجريدة على التعريف بقضايا المغاربة الحقوقية التي كانت بالأمس مبهمة، وأصبحت اليوم في المتناول بفضل «العالم الأمازيغي»، التي استطاعت أن تشكل منصة إعلامية وازنة ووجهة نظر أساسية في بلادنا للتعبير عن القضايا الثقافية والاجتماعية والحقوقية…
وأحيي بصدق جريدة «العالم الأمازيغي» على تشكيلها قناة وصل بين البحث العلمي الأكاديمي خاصة مجال تخصصات اللغات والثقافة والعلوم الإنسانية وبين العمل الإعلامي، وهو تنسيق له أهمية بالغة، يساهم في إخراج مادة علمية صرفة من مدرجات الجامعات وتحويلها لمادة خبرية في متناول فئة عريضة من المجتمع، وملفاتها الموضوعية والعلمية جعلت منها مادة ومرجع معتمد بالنسبة للطلاب الباحثين خاصة في الشؤون الثقافية.
وتكمن القيمة المضافة للجريدة في تمكين المجتمع من التعددية الثقافية وجعلها عنصر قوة وفق مقاربة وحدوية وطنية، تجعل من التنوع سبيل تكتل في إطار الوحدة دون تعصب أو تبني مواقف «شوفينية» منغلقة متطرفة، واستطاعت أن تفرض نفسها بتوجهها ومواقفها، وفي الأخير أجدد التهاني لهذا المنبر الإعلامي الوازن وأتمنى له الاستمرارية.