“المرأة القروية ركيزة التنميلة المحلية”

كان “المرأة القروية ركيزة التنميلة المحلية” شعار اللقاء التواصلي الخاص بفتيات ونساء أيت عبد الله، الذي نظمته جمعية تيويزي للتنمية الإجتماعية بشراكة مع الجمعية الوطنية للتنمية والتعاون الدولي، وبتعاون وإحتضان من الثانوية الإعدادية أيت عبد الله، التابعة ترابيا لإقليم تارودانت. اللقاء من تأطير الأستاذة زهرة أعراب رئيسة الجمعية الوطنية للتنمية والتعاون الدولي، صحبة عضوة الجمعية أمينة بادوج، شهد اللقاء مداخلات فاعلات محليات، أمثال فاطمة بوست، عضوة مكتب جمعية تيويزي ورئيسة تعاونية تكيدار، والمستشارة الجماعية رقية بندالح، ونائبة رئيسة جمعية زغنغين النسوية مليكة إكنفر. وحضر اللقاء وتفاعل معه بشغف أزيد من 160 إمرأة من المنطقة.
وشهد إفتتاح النشاط توقيع إثفاقية شراكة وتعاون بين جمعية تيويزي للتنمية الإجتماعية لأيت عبد الله، والثانوية الإعدادية أيت عبد الله من أجل المساهمة في النهوض بالحقل التربوي والدور الإشعاعي الذي تلعبه المؤسسة التعليمية العمومية داخل محيطها الإجتماعي.
اللقاء النسوي كان مناسبة كذلك لتكريم المرأة القروية والإعتزاز بممارسة حقها في المساهمة في إتخاذ القرارات التي تهمها والتعبير عن أفكارها بلسانها وبكل حرية. كذلك كان فرصة للإدماج الفعلي للمقاربة التشاركية في العمل الجمعوي وممارسة التنمية المستدامة لما له من دور تحسيسي إيجابي يساهم في تقوية ثقة المرأة القروية في قدراتها، وتعزيز دورها الفعال في المساهمة في تحريك العجلة الإقتصادية المحلية، إذ يعتبر العنصر النسوي الفئة المستهدفة، وأكثر عدد من الساكنة المقيمة بشكل دائم بدواوير القبيلة.

من جهة، تسعى هذه المبادرة لخلق دينامية تواصلية بين النساء في أمور توعوية خاصة: كصحة المرأة والأم والطفل، والإستفادة من إرشادات في مجال التوعية الصحة وتعزيز السلوكات الإيجابية للصحة الفردية والجماعية.
كما عرف النشاط التطرق لدور المرأة في تحسين ظروف عيش الأسر الهشة، ومكانة المرأة المتقدمة كرافعة للنهوض بالتنمية المحلية.
ومن جهة أخرى، يهدف اللقاء التواصلي لخلق تفاعل بين العنصر النسوي، و تشجيع المرأة لتبني مشاريع صغرى مدرة للدخل، في أفق التكتل داخل تعاونيات نسوية منتجة، للمساهمة في تمكين المرأة إجتماعيا وإقتصاديا. مما قد يساهم دون شك في إسترجاع المرأة لمكانتها كطرف فاعل ومنتج داخل النسيج المجتمعي السوسي العبداللوي.
ويأتي الحدث كردة فعل في مواجهة ظروف قساوة الحياة في زمن كسر الخواطر، وتدني مستوى الأحوال المعيشية القروية، بعد تدهور الفلاحة المعيشية المعتمدة عادة بالمنطقة، نتيجة شح الأمطار، ونقص في المياه الجوفية، وإجتفاف الأرض. وتكاثر الخنزير البري وفساده المتكرر للمزروعات، في غياب التنوع البيولوجي؛ وإجهاض الرعي الجائر على ما تبقى من عائدات الأشجار المثمرة والأعشاب البرية كمورد رزق موسمي للساكنة، كما قضت الدودة القرمزية بشكل نهائي على ثمر التين البري بالمنطقة.

للإشارة، في زمن غير بعيد، إرتبطت حياة المرأة السوسية الجبلية بالأرض والطبيعة والدورة الفلاحية والأعمال اليدوية بشكل يومي، لكن لعوامل خارجة عن إرادتها، منها ما هو راجع لفعل الطبيعة ومنها ما هو من فعل الإنسان.هذه العوامل مجتمعة أبعدت المرأة عن الأرض وقزمت دورها من عنصر منتج للثروة إلى مستهلكة بسيطة تناضل في الخفاء من أجل البقاء، فظلت المرأة السوسية الجبلية لمدة طويلة داخل قاعة إنتظار فرضها عليها الواقع المر الذي هزم الوعود الكاذبة التي تلمع على اوراق مسؤولين مروا من هنا ونسوا ان يعودوا وفاءا للعهد.

عموما، المبادرة هي محاولة لتشخيص واقع مر وتقديم بدائل للتصدي له، وعبارة كذلك عن إلتفاتة للمرأة الصبورة المقاومة لشتى أنواع اليأس والتهميش ببوادي جبال الأطلس الصغير، وفرصة لرد الإعتبار لمجهودات الساكنة التي تكافح في صمت وبقناعة وكرامة وسمو الروح من أجل البقاء والاستمرار داخل رقعة جغرافية شبه منسية تتسع فيها الهشاشة يوما بعد يوم.
ختاما، يمكن القول ان الحضور النسوي المكثف للنشاط والتجاوب الإيجابي والتفاعل المستمر مع كل فقرات البرنامج، عربون على إرادة المرأة القروية القوية بمنطقة أيت عبدالله في التغيير وتحسين ظروف عيشها.
عن مكتب الجمعية

 

 

 

اقرأ أيضا

في الدفاع عن العلمانية المغربية: رد على تصريحات ابن كيران

اطلعت على تصريحاتك الأخيرة التي هاجمت فيها من وصفتهم بـ”مستغلي الفرص لنفث العداء والضغينة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *