خلد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوم الجمعة 23 يونيو بالرباط، الذكرى الـ 19 لاعتراف المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (إيزو) بحرف تيفيناغ، تحت شعار “تيفيناغ.. بصمة تلاقح بين الابتكار والتراث”.
ويتوخى الاحتفاء بهذا اليوم، الذي ينظمه مركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الاعلام والاتصال التابع للمعهد، إبراز جهود وإنجازات المعهد على مدار عقدين من الزمن في مجال رقمنة الأمازيغية، وكذا الاجراءات التي اتخذها لتمكين حرف تيفيناغ من الولوج إلى العالم الرقمي.
وفي كلمة بالمناسبة، قال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، إن حرف تيفيناغ عبارة عن كتابة صوتية قديمة، مشيرا إلى أن هذا الحرف الأمازيغي يتميز، على الخصوص، بـ “البساطة والوظيفية”.
وأضاف أن حرف تيفيناغ يعد أيضا وسيلة للحفاظ على الذاكرة والتاريخ الأمازيغيين، لافتا الانتباه إلى أنه تمكن من الصمود رغم عوادي الزمن على عكس لغات أخرى كثيرة انقرضت.
وفي هذا الصدد، أعرب السيد بوكوس عن فخره بالمجهودات التي بذلها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بمعية باحثين، في إحياء هذا الحرف الأمازيغي”، داعيا إلى الحرص على مواصلة تلقينه للأطفال للحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
من جهتها، أبرزت مديرة مركز الدراسات المعلوماتية وأنظمة الإعلام والاتصال، سهام بولقنادل، أن دخول حرف تيفيناغ في المحارف العالمية “يونيكود” كانت نقطة تحول ليس في تاريخ تيفيناغ فحسب، بل في تاريخ الأمازيغية لغة وثقافة.
وقد مكن هذا الاعتراف، توضح بولقنادل، من تحقيق مجموعة من المنجزات الرقمية كالمعجم العام للغة الأمازيغية والمصحح الآلي وقاعدة المعطيات المصطلحية، وهو ما أتاح معالجة اللغة الأمازيغية آليا، وكذا تعلمها وتعليمها.
وذكرت، في هذا السياق، بأن اعتراف منظمة “إيزو” بهذا الحرف مكن الأمازيغية من الانتقال من لغة شفهية وتراث مادي ولامادي إلى لغة متطورة حاضرة في مجال التكنولوجيا، مشيرة إلى أن المعهد بصدد الاشتغال على موارد رقمية تمكن من المعالجة الآلية للغة الأمازيغية، مما سيمكنها من التمركز في الفضاء الرقمي.
يذكر أن 24 يونيو من كل سنة يرتبط بتاريخ احتفاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وكل المهتمين بالأمازيغية، لغة وثقافة، باعتراف (إيزو) بأبجدية تيفيناغ في إطار المخطط الرقمي متعدد اللغات، والذي يتيح تشفيرها بطريقة معيارية معتمدة لدى مصنعي المعدات ومطوري البرمجيات المعلوماتية.