تثمين الموارد المحلية مدخل لتحقيق التنمية الترابية عنوان ندوة في إطار ملتقى اتسافت

tsaft (3)استمرارا لملتقى اتسافت للتنمية والتراث الذي تنظمه جمعية ثازيري للتنمية والثقافة بتعاون مع جماعة اتسافت ومندوبية التعاون الوطني، يومي 07 و08 من الشهر الجاري تحت شعار “تثمين الموارد المحلية مدخل لتحقيق التنمية الترابية” تم تأطير ندوة مساء اليوم 07 ابريل 2016 في شعار الملتقى من أجل التعمق في فهم شعار الملتقى أكثر وذلك بقاعة الندوات لدار الشباب بقاسيطة.

قبل انطلاق اشغال الندوة التي أشرف على تأطيرها الأستاذ بودرة عزيز والأستاذ الحسين استيتو رحب الكاتب العام لجمعية ثازيري بالحضور الكريم وشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم ملتقى اتسافت في نسخته الاولى، والذي أحال الكلمة للسيد رئيس جمعية ثازيري الذي شكر بدوره كل من يسهر عل إنجاح الملتقى موضحا دور مثل هكذا ملتقيات في الرقي بالمنطقة وإبراز المؤهلات التي تزخر بها جماعة اتسافت، إضافة إلى إيصال الرسائل إلى الجهات المختصة من أجل النهوض بالتنمية والتراث الريفي.

محمد الهجوتي الكاتب العام بجماعة اتسافت بصفته نائبا عن المجلس الجماعي نوه بالمجهودات التي تقوم بها جمعية ثازيري في المجال التنموي كما اعتبر أن الملتقى فريد من نوعه وانطلاقة حقيقية نحو التعريف باتسافت، وفي نفس السياق نوه ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني لإقليم الدريوش هو الآخر بأعمال جمعية ثازيري التي اعتبرها من الجمعيات النشيطة على مستوى الجماعة، وأضاف أن الاهتمام بالتراث يعتبر من النقط المركزية التي تشتغل عليها المندوبية.

بعد انطلاق أشغال الندوة، كانت المداخلة الأولى من نصيب الأستاذ الحسين استيتو، المدير الإقليمي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني لإقليمي الناظور والدريوش تحت عنوان “الصناعة التقليدية ركيزة أساسية للنهوض بالتنمية المحلية” والتي استهلها بكون الريف يزخر بمؤهلات فلاحية وصناعية مهمة كالزيتون والفخار… ، لتميزه بمناخ معتدل، مضيفا أن قطاع الصناعة التقليدية بإقليم الدريوش يحافظ على طابعه الأصيل عن طريق ربط ما هو تقليدي بما هو حديث، بالاعتماد على الموارد المحلية من أجل صناعة منتجات تصنف ضمن المنتجات العصرية.

كما شخص الحسين استيتو قطاع الصناعة التقليدية بإقليم الدريوش حيث قدم عدة معطيات حول القطاع الصناعي بإقليمي الناظور والدريوش، إذ صرح أن عدد المسجلون بصنف حرف الصناعة التقليدية يقارب 6700 مسجل، مع تقديم خريطة توزيع هذه الحرف بهذه المناطق مستعرضا الصناعات التقليدية الأصيلة ذات الحمولة الثقافية بالريف مشيرا إلى دور المندوبية في التكوين بالتدرج المهني عبر القيام بمخطط استعجالي سنة 2009 من أجل تأطير وتكوين ذوي الخبرة في مجال الصناعة التقليدية، هذا وقد أدرج الحسين استيتو في سياق حديثه مجموعة من المعيقات التي تعاني منها الصناعة التقليدية بإقليم الدريوش، والمتجلية في ضعف البنية التحتية وصعوبة التسويق وتمويل للمنتجات وضعف التكوين….، وخلص في الأخير إلى التساؤل حول السبل الممكنة لتطوير القطاع وإعطائه الطابع السياحي خاصة وأن المنطقة تتميز بطبيعة تتوافق والمشاريع السياحية، ما قد يساهم في تسويق المنتوجات التقليدية في المجال السياحي عبر التعريف بالهوية الثقافية للمنطقة.

ومن جهته أكد عزيز بودرة الأستاذ بثانوية قاسيطة التأهيلية والباحث في التاريخ والتراث في مداخلته “رد الاعتبار للمآثر التاريخية يعتبر مدخل اساسي لتنمية جماعة اتسافت” على أهمية التاريخ في تطوير الشعوب، إذ اعتبر أن التطور الايجابي يقترن أساسا بالمصالحة مع التاريخ، حيث أشار إلى أن أي تنمية لا تراعي الخصوصية التاريخية للمنطقة لا يكمن أن تعطي ثمارها بالشكل المطلوب، معتبرا أن الأمر يزداد سوءا عندما نجد أن المنطقة لعبت دورا بطوليا في مواجهة الاستعمار وفي المقابل نجدها هي من استفادت من النصيب الاوفر من التهميش والإقصاء من مخططات التنمية.

الأستاذ بودرة تطرق في معرض حديثه إلى جذور ظهور قبيلة آيث ثوزين، باعتبارها قبيلة قادمة من وهران الجزائرية نتيجة الهجرات حول نهر ملوية، ويضيف الباحث في التاريخ والتراث السيد بودرة، أن آيث ثوزين تعتبر من المناطق التي لم يدون تاريخها، حيث يصادف الباحثون شح كبير في المراجع التي تتحدث عن تاريخ المنطقة باعتبارها قاعدة خلفية لحلبات الصراع مع الاستعمار بكل من ايث وارياغل وكزناية وثمسمان، وعليه فقد كانت تتمتع بموقع استراتيجي يسمح لها بأن تكون القبيلة التي غابت عن ساحة الاحداث بشكل مباشر، لكن مكنها هذا أن تلعب دورها في إمداد القبائل المجاورة بالدعم بامتياز.

وقد خلص المحاضر بودرة عزيز في الأخير إلى ضرورة معرفة تاريخ المنطقة ثم بعد ذلك يتم كتابته، معتبرا أن من لا تاريخ له لا مستقبل له، وعليه يكون الرهان في تنمية المنطقة على رد الاعتبار لتاريخها البطولي ومآثرها التاريخية من أجل النهوض بتنمية المنطقة خاصة على مستوى السياحة التاريخية والتراثية.

وفي الختام تم فتح باب المناقشة أمام تدخلات الحضور من أجل إغناء النقاش عبر تدخلات قيمة لامست مفهوم التنمية في شموليته حيث ذهبت أحد المداخلات إلى ربط التنمية بالمحاسبة، بينما اعتبرت إحدى المداخلات أن التنمية لا يمكن أن تتواجد في ظل غياب إرادة حقيقة للدولة من أجل إحداثها، بينما تساءلت مداخلة أخرى حول نوع التنمية، التي يكمن أن تقدمها هذه الدولة للإنسان في غياب دراسات أنثروبولوجية على هذا الاخير؛ في غياب اهتمام الدولة بالعلوم الانسانية التي تعتبر مدخل اساسي لفهم الانسان والتاريخ.

بوزريوح كريم

tsaft (3)

tsaft (4)

tsaft (5)

tsaft (2)

tsaft (1)

tsaft (7)

شاهد أيضاً

“تدريس اللغة الأمازيغية بين الخطاب الرسمي ومعوقات التنزيل” محور ندوة فكرية بخنيفرة

تنظم جمعية “أمغار للثقافة والتنمية” مساء السبت 20 أبريل 2024، بمركز تكوين وتأهيل المرأة بخنيفرا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *