تحت شعار “الصحة حق مشروع”.. قافلة طبية تتوغل في قرى الهوامش بالجنوب الشرقي “+ فيديو”

بتعاون مع الجمعية الفرنسية ـ قطرة ماء ـ “une goutte d’eau”، نظمت “جمعية إغرمان للتنمية والتعاون” بقصر اجدايد، جماعة الطاوس إقليم الرشيدية، قافلة طبية مجانية في دورتها الثامنة، تحت شعار “الصحة حق مشروع”، أيام 9 الى 15 اكتوبر 2018، لفائدة المناطق الحدودية بجماعتي الطاوس وسيدي علي، ورحل الحدود المغربية الجزائرية، المنتشرة في فيافي أسامر “الجنوب الشرقي”.

رافق طاقم جريدة “العالم الامازيغي” القافلة الانسانية طيلة مدة تواجدها بالمنطقة الحدودية، حيث رصدت عدستها الخصاص المهول في قطاع الصحة بهذه المناطق، وسجلت الجريدة توافد عشرات المواطنات والمواطنين لمقر الجمعية المنظمة، التي تمتلك مقر شبيه بمستوصف ذو معدات طبية، تسهل عملية الفحص للمرضى، وتوفير العلاج لهم.

وحرصا من الجمعية المنظمة إستفادة الجميع من الصحة تماشيا مع شعار الدورة “الصحة حق مشروع”، باشر المنظمين بمعية الأطر الطبية الفرنسية، تنظيم قافلة متنقلة يوميا، لرصد الحالات المعوزة للرحل المنتشرين في منطقة الحدود، بغية تقديم المساعدة الطبية لهم وكذا الارشادات لتجنب الامراض المتنقلة؛ بالاضافة لقافلة خاصة لعمال منجم “تيجخت”، المتواجد بمحاذات جبل “أفردو”.

في تصريح “محمد كراوي” لجريدة “العالم الامازيغي”، بصفته رئيس “جمعية اغرمان للتنمية والتعاون” المنظمة للقافلة الطبية، أكد فيه أن أهدافهم من هذا العمل الإنساني بمعية الاطباء الفرنسيين، تروم بالاساس لتوفير الخدمات الصحية للمناطق النائية والقروية المحتاجة، على أمل محاربة الامراض المزمنة، وتوعية المواطن وتحسيسه بالمخاطر التي يمكن التعرض لها، في أفق توفير الاليات والمعدات لنتمكن في مقر الجمعية من إنجاز عمليات جراحية في عدة تخصصات”.

مضيفا “هذا العمل نقوم به كل سنة بهذه المناطق التي تعرف خصاص مهول في قطاع الصحة، وبصفتنا مجتمع مدني، نحاول قدر الامكان تقديم المساعدة لساكني الهوامش، على أمل بروز إلتفاتة مسؤولة من طرف الدولة لهذه المناطق، لرد الاعتبار لمناطق همشت من كل الجوانب؛ ومقر الجمعية الذي يتوفر على معدات طبية، رهن الاشارة من طرف أي مبادرة بالمنطقة الحدودية، تنزيلا لشعارنا الصحة حق مشروع”.

ملتمسا رئيس الجمعية، من المسؤولين توفير ممرضة بالمنطقة، لمراقبة صحة المرضى، وكذا النساء الحوامل، واضعا مقر الجمعية رهن إشارة الممرضة لحظة تعيينها بالمنطقة، فغرضنا يختم “محمد كراوي”، إستفادة المواطنات والمواطنين من الصحة، معلنا إستعداده بمعية الجمعية تقديم المساعدة المادية والمعنوية، كي تنال الساكنة حقها المشروع في الصحة.

هذا وتحكي “يطو” لجريدة “أمضال” بصفتها من ساكنة المنطقة الحدودية، معاناة الساكنة في جميع القطاعات، وخاصة قطاع الصحة، حيث تفيد “إننا هنا أحياء بقدرة إلاهية، لا طرق معبدة، أو مدارس لأبنائنا، نعاني الأمرين في قطاع الصحة” متسائلة “كيف حال مريض في منطقة يبعد عنها المستشفى الإقليمي بعشرات الكيلومترات؟ ما مصير من وصلها المخاض في هذه القفار، وقد غابت المستوصفات وسيارة الاسعاف؟ لا نرى في منطقتنا غير رياح عاتية، وسيارات خاصة بالسياحة، وأخرى شاحنات قد حملت معادن متجهة بها لوسط المغرب، وبعضها شاحنات محملة بجنودنا المغاربة المرابطون في الحدود، فأين حقنا في وطننا كمواطنين ذنبنا الوحيد أننا نسكن في مناطق حدودية؟”.

مضيفة “هذه القوافل الطبية التي ينظمها شباب المنطقة، رفقة مواطنين أجانب قد قادتهم الانسانية إلينا، نلنا منهم العطف والحنان، الغائب للأسف في مسؤولينا الذين لم يستطيعوا تقريب الإدارة من المواطن، وجعلوا بتصرفاتهم وألا مبالاتهم ولادة حقد وكره لمؤسسات الدولة، من طرفنا نحن أبناء الهوامش”.

داعية مسؤولي الوطن للإلتفاتة للهوامش، وللمناطق الحدودية التي “نُعتبر نحن ساكنها جنود حماية للوطن، فهل حَنَّ فينا الوطن؟ ووفر لنا كهرباء وصحة وتعليم، وطرق وماء شرب، لنتشبت بأرضنا؟!، فخوفي أن يهاجر ما تبقى من هذه المناطق، هجرة جماعية لوسط المغرب أو لدولة الجوار، فقد مللنا من هذا الاقصاء والتهميش، فمن العار والعيب أن نتواجد في أرض المغرب، ويكون أقرب مستشفى إقليمي وجامعي لنا هو مستشفى دولة الجوار الجزائر!!”.

يشار أن الدورة الثامنة للقافلة الانسانية، عرفت إضافة عدة تخصصات طبية، كالكشف عن سرطان الثدي، وعنق الرحم، وكذا الترويض الطبي، وقياس ضغط الدم، مع الرعاية وتتبع الحالات المستعصية والامراض المزمنة من طرف الطاقم الفرنسي، وكذا فحص القلب والجهاز الهضمي وأمراض النساء وطب الأسنان والعيون، بالاضافة للطب العام، وتوفير صيدلية بمقر الجمعية، يُسَلَّم فيها الدواء بالمجان لجميع المواطنات والمواطنين، إلى جانب ذلك عرفت القافلة الطبية، نشاط تحسيسي لفائدة الأم والأطفال، قدمت فيه نصائح وإرشادات صحية، محاولا من طاقم القافلة الطبية، توعية الساكنة بضرورة الاهتمام بصحتهم.

تقرير: حميد أيت علي “أفرزيز”

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *