توصيات في ختام “ملتقى فركلة للشعر الأمازيغي” بالرشيدية

احتضن فضاء قصر أسرير الذي يعتبر من أعرق قصور المنطقة ذات الدلالة التاريخية والحمولة الفنية والثقافية العميقة، فعاليات ملتقى فركلة للشعر الأمازيغي في دورته الأولى، وذلك أيام 22.21.20 يوليوز 2018 تحت شعار “الشعر الأمازيغي… ديوان الجنوب الشرقي”، من تنظيم جمعية النخيل للتنمية والثقافة بتمردولت بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وتعاون مع مجموعة من الفعاليات الجمعوية على الصعيدين الجهوي والمحلي.

ويأتي تنظيم هذا الملتقى الذي عرف حفل افتتاحه ممثلي السلطات المحلية والجماعات الترابية وجمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، حسب بلاغ للجمعية المنظمة كمساهمة في التعريف بالأعلام الشعرية الأمازيغية الوازنة خاصة بجهة درعة تافيلالت، وفسح المجال لها للبوح والصدح والتلاقح وتبادل التجارب في عالم الشعر الأمازيغي الفسيح، الذي يعتبر من أغنى عناصر الأدب الأمازيغي وأغزرها وأكثرها التصاقا بواقع الحياة والمجتمع، خاصة أنه يستقي مواضيعه من حوادث التاريخ، وقيم المجتمع، وممارسات الناس اليومية.

ومن أهداف هذا الملتقى يضيف ذات البلاغ، فتح باب النقاش والتداول حول واقع وآفاق الشعر الأمازيغي بالجنوب الشرقي الذي يزخر بثروة شعرية شفوية مهمة مهددة بالضياع، وبطاقات إبداعية يشتغل أغلبها في صمت بعيدا عن الأضواء بحكم مجموعة من العوامل، التي تتصدرها عزلة المنطقة الجغرافية والثقافية والإعلامية، دون إغفال ضعف الإمكانيات المادية وغياب المبادرات العلمية التي من شأنها النهوض بالشعر الأمازيغي بالشكل المطلوب.

هذا وقد عرف الملتقى، أسمار شعرية باذخة بمشاركة مجموعة من رواد الشعر الأمازيغي وحملة المشعل من الشباب، أمثال حمو أخلا، موحى أزروال، الحسن موعشى (أغطاف)، باسو أعماليك، عمر الطاوس، موحى ملال، حميد طالبي، سعيد بونادم،عبد العزيز مني، حسن وقلو، صفية عز الدين، أحلام التيجاني، مريم الأمغاري، فاطمة الزروقي، بالإضافة إلى ذاكرة شعر باهبي فاطمة عبدو، ونجل المرحومة الشاعرة الحاجة يزي ألكوط الأستاذ مصطفى محبوب.

وإلى جانب الأسمار الشعرية التي شدت الأنظار وحظيت بإشادة واسعة وبتنويه فاق التطلعات، شكل الملتقى فرصة لتسليط الضوء على بعض قضايا الشعر الأمازيغي، من خلال ندوتين فكريتين تناولت الأولى منهما موضوع المقاومة في الشعر النسائي الأمازيغي، فيما تم تخصيص الثانية للشعر الأمازيغي باعتباره هوية وذاكرة، وقد أطرهما كل من السادة الأساتذة حسن كجوط، حميد طالبي، مصطفى محبوب، لحسن أيت الفقيه، وحضر أطوارهما مجموعة من المهتمين الذين أغنوا النقاش يتدخلاتهم وتساؤلاتهم.

وعلى هامش الملتقى تم تنظيم معرض للمنتوجات المحلية واللوحات التشكيلية، ومعرض للكتاب “تيمة الأدب الأمازيغي وتاريخ وتراث الجنوب الشرقي” وخرجتين استكشافيتين على شرف ضيوف الملتقى لكل من متحف منابع لالة ميمونة ومتحف الواحات بقصر الخربات… وسهرات ماتعة تجمع بين الشعر الموزون والكلام المنظوم والحكم والطرائف في جو تطبعه العفوية والودية بين صناع فرجة الملتقى والمولعين الذين حجوا من مناطق مختلفة بجهة درعة تافيلالت.

الحفل الختامي عرف الإعلان عن نتائج “مسابقة النخيل للإبداع الشعري الأمازيغي” التي أطلقتها الجمعية في وجه كافة المبدعين باللغة الأمازيغية بجهة درعة تافيلالت خلال الفترة الممتدة ما بين 10 يونيو و10 يوليوز 2018، حيث عادت المرتبة الأولى للشاعر باسو أعماليك والمرتبة الثانية لحسن أبراهيم والمرتبة الثالثة لخالد بن عدي. ليختم الملتقى أشغاله بتوزيع شهادات الشكر والامتنان على كافة المشاركين، ثم تلاوة التوصيات التي خرج بها الملتقى في دورته الأولى، والتي تعتبر الجمعية تنزيلها هما على عاتق جميع الفاعلين كل من موقعه بالجنوب الشرقي، ومن أهم هذه التوصيات نذكر:
ضرورة إحداث شعبة الدراسات الأمازيغية بكليات الجهة، بفعل إقبال مجموعة من طلبة الجنوب الشرقي على هذه الشعبة، وتحمل مشاق دراستها بمدن أخرى كفاس وأكادير؛

لم شمل المبدعين بالأمازيغية في إطار جمعوي، يرمي إلى توحيد الصفوف وتعميق جسور التواصل والتنسيق فيما بينهم، وتسهيل عملية التعريف بهم على نطاق واسع، والوصول إليهم من طرف الباحثين والمهتمين بالإبداع الأمازيغي؛
توفير الإبداع الأدبي الأمازيغي المكتوب بجهة درعة تافيلالت، ووضعه رهن إشارة القراء والباحثين والدارسين بالمكتبات والخزانات العمومية؛

تشجيع الطلبة الباحثين على استثمار الإنتاج الأدبي الأمازيغي بالجنوب الشرقي في بحوثهم ورسائلهم وأطاريحهم الجامعية، والعمل على فهرسة وتجميع المنجزة منها بالجامعات المغربية؛
دعم ومواكبة الإبداع والمبدعين بالأمازيغية والعناية بأوضاع الرواد الاجتماعية، ومرافقة الإبداع الشبابي الذي يتمثل في وجود مجموعة من الطاقات الواعدة في مختلف مجالات الإبداع الأدبي والفني الأمازيغي؛

تحسيس الجماعات الترابية على أهمية الانخراط الجاد في دعم الإبداع الأمازيغي، وتخصيص جزء من ميزانيتها السنوية لدعم المبدعين الراغبين في طبع إنتاجاتهم الأدبية، مساعدة منها في تخطي عقبة الطبع والتوزيع التي تؤرق الغالبية منهم؛
جمع وتوثيق الشعر الشفوي الأمازيغي، وذلك في إطار صيانة الذاكرة الأمازيغية للجنوب الشرقي وحماية وتثمين التراث اللامادي المشبع بالكثير من الخصائص الأدبية، والقيم التربوية؛

العناية بالأدب الأمازيغي بصفة عامة جمعا وتصنيفا ودراسة، باعتباره يشكل مادة مصدرية مهمة لتدوين تاريخ الجنوب الشرقي، الذي يشكو من ندرة المصادر بشكل ملحوظ؛
تأهيل وتقوية قدرات الفاعلين في مجال جمع وتصنيف التراث الشفوي، وصياغة طلبات تمويل المشاريع الثقافية بقواعد علمية وموضوعية واقتراحها للدعم على الجهات المانحة؛

إحداث فضاء متحفي، يضم صور ونبذ رواد الشعر الأمازيغي بالجنوب الشرقي، وأنواع الرقصات الفلكلورية الأمازيغية، والآلات المستعملة في الشعري الغنائي، وخزانة خاصة بالدواوين والمصادر والمراجع ذات الصلة بالأدب الأمازيغي.

أمضال أمازيغ: مراسلة

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *