بدعم من وزارة الثقافة المغربية، صدر للكاتب المغربي لحسن ملواني كتاب جديد تحت عنوان” جمالية التراث الأمازيغي في الفن التشكيلي”، ويتضمن مقالات عن الفنانات والفنانين التشكيليين المغاربة المهتمين بتجسيد التراث الأمازيغي بجماليته وروعته.
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: ” نحن في عصر تسعى فيه الشعوب إلى توثيق وإبراز عناصر الجمال في مقوماتها التراثية، فالتراث محدد قوي لتجسيد الهوية الكفيلة بتحديد الخصوصيات الثقافية التي تحاول حملات العولمة محوها نهائيا،ففي التراث مكمن تاريخ الأمم والشعوب وما قطعته ثقافتها من مراحل تطورية فكرا وفنا ورؤية للعالم.
وقد انخرط الفن التشكيلي بمختلف أقسامه في استحضار المكون التراثي للشعوب، وكانت علاقته بتراث الأمم والشعوب منذ القدم علاقة وطيدة من حيث اتخاذها منبعا للإلهام والإبداع في علاقة بالهوية والثقافة.
وخضعت الإنتاجات الإبداعية ومنها التشكيلية لدراسات تحاول استكناه عقلية ورؤية الناس إلى العالم ضمن ثقافة تميزهم عن غيرهم،لذا فكل الأعمال التشكيلية المستوحاة من التراث تصير بوابة للوقوف على سمات ثقافية لهذا البلد أو ذاك.
ولأن الفنان التشكيلي أبلغ في التعبير عن مفردات الواقع الذي يحيط به، فإن توثيق أعمال فنانين وفنانات مهتمين بالثقافة الأمازيغية أمر مهم للغاية.فالفنان يتعامل مع التراث بحس جمالي يحمل عمق العلاقة بين الناس وتراثهم مما يجعل توثيق ملاحظاتنا وتحليلنا لمفردات أعمالهم يضيف الشيء الكثير لجمالية التراث الأمازيغي والذي ينبغي العمل على المحافظة عليه من الزوال أوالنسيان في زمن طغت فيه الملهيات المستقطبة للجيل الصاعد مما سيفقدهم الصلة المفروضة بتراث أجدادهم، ويمنعهم من التعرف على عناصر الفرادة في هذا التراث العريق. ونظرا للمجهودات التي يبذلها المبدعون والمبدعات في هذا في هذا المجال، فإن منجزهم الإبداعي يستحق التوثيق ليكون ذلك نموذجا نرجو البناء عليه من أجل مواصلة التوثيق لأعمال أكبر عدد من الفنانات والفنانين المهتمين بالتراث بصفة عامة في كل ربوع وطننا المغرب.
واضاف “جعلت بحثي فصلين، الأول خصصته لأهمية التراث بصفة عامة، والتراث الأمازيغي من حيث جماليته ورقيه الفني وكيفية الاستيحاء منه فنيا،وأما الثاني فيتعلق باستعراض أعمال مبدعين ومبدعات في المجال التشكيلي الخاص بتجسيد التراث. وقد تمت قراءة هاته الأعمال بعد الاتصال بأصحابها توثيقا وقراءة لمنجزهم الفني.”