إن الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة لهذا العام له طعم خاص، طعم تفوح منه نكهات الفرح والسرور، بإقراره عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يولي هذا الملف عنايته المعهودة، نعم إن قرار اعتماد رأس السنة الأمازيغية، ما هو إلا امتداد متين للمبادرات الملكية والعناية السامية التي يوليها جلالته لملف الأمازيغية التي اعتبرها جلالته منذ خطابه السامي لـ30 يوليوز 2001 من أهم محددات ومكونات الهوية المغربية.
وكما هو معروف فهذه المناسبة بالنسبة للمواطنين المغاربة خصوصا ولكافة شعوب شمال إفريقيا عموما، تحمل دلالات كثيرة وكبيرة، خاصة وأنها مناسبة نستحضر فيها التأكيد على الإرتباط بالأرض، وهو ما يفسر تسمية هذا اليوم ببداية السنة الفلاحية في الوعي الجمعي للمغاربة. لأن المغاربة كانوا منذ عهود طويلة، ومازالوا متشبثين بأرضهم، أوفياء لإنتمائهم، وبمحيطهم الجغرافي والثقافي، وبهويتهم وبالقيم الجميلة التي تحملها ثقافتهم، وهي مناسبة أراها سانحة لأن نقف فيها، كل من موقعه، وقفة تقييم وتقويم لعملنا فيما مضى وما سيأتي، ولحظة كذلك لرد الإعتبار للفرد كشخصية وطنية ولرموزها اللغوية والثقافية والحضارية من خلال الإعتراف بلغته والإهتمام بمجال تواجده وبثقافته وبتاريخه العميق.
وهي مناسبة لا أريد أن تفوتني لأتقدم فيها لجلالة الملك بالشكر العميق على دعمه لقضيتنا الأمازيغية منذ أن تولى جلالته عرش أجداده، وأتمنى له سنة أمازيغية ميمونة، كما أغتنمها فرصة لأتقدم بتهاني الحارة لكل أبناء وبنات وطني الحبيب وإلى كل أمازيغ العالم.
وقديما قال الحكيم الأمازيغي:
ⵉⵍⵉ ⵖ ⵓⴽⴰⴱⴰⵔ, ⵜⴰⵊⵊⵜ ⵜⵉⵟ ⵏⵏⴽ ⵅⴼ ⵓⵍⵖⵎ ⵏⵏⴽ
Ili gh ukabar, tajjt tiT nnk xf ulghm nnk
بمعنى : كن في القافلة وأبقي بصرك على بعيرك
صرخة العدد 276 يناير 2024/2974 – جريدة العالم الأمازيغي