طنجة.. انطلاق فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان “باشيخ” للسنة الأمازيغية

تم، مساء يومه الجمعة 12 يناير 2024، افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان “باشيخ” المنظم على مدى يومين تحت شعار “المملكة المغربية: أيقونة 28 قرنا من النظام الملكي بشمال افريقيا“، بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، وتكريسا للاعتراف الملكي بهذه المناسبة العريقة.

افتتاح المهرجان الذي دأبت “جمعية أمازيغ صنهاجة الريف” على تنظيمه منذ سنة 2013، شهد تقديم عروض موسيقية من فن “الهايت” وعرضا لفلكلور “باشيخ” الأسطوري، بالإضافة إلى تقديم معرضا للمنتوجات والكتب الأمازيغية التي تشرف عليها الجمعية، وكذلك معرضا فنيا.

وتضمنت البرمجة الافتتاحية للمهرجان، ندوة علمية تحت عنوان “المملكة المغربية: أيقونة 28 قرنا من النظام الملكي بشمال افريقيا“، شارك في تأطيرها باحثون وأساتذة مهتمون، حيث استعرضوا في مداخلاتهم التاريخ الأمازيغي الطويل للممالك الأمازيغية في المغرب.

وأكد شريف أدرداك، رئيس “جمعية أمازيغ صنهاجة الريف”، أن تنظيم المهرجان هذه السنة بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2974 يأتي تكريسا للاعتراف الملكي السامي بهذه المناسبة واعتبارها يوم عطلة مؤدى عنها اسوة بعطلتي رأس السنة الميلادية والهجرية، وهو الأمر الذي دفعنا لاختيار تيمة “المملكة المغربية: أيقونة 28 قرنا من النظام الملكي بشمال افريقيا”، وذلك من أجل إبراز مكانة النظام الملكي عند الأمازيغ عموما والمغاربة خصوصا.

وقال أدرداك لـ”العالم الأمازيغي” إن اختيار شعار الدورة العاشرة لـ”باشيخ” احتفاءً بهذه المناسبة العريقة وكذلك احتفاء بالبلاغ الملكي، وحتى نُبرز بأن المغاربة متشبثون بنظامهم الملكي منذ قرون عدّة، وبأن هذا النظام الملكي هو الضامن لوحدة المغاربة واستقرارهم الاجتماعي والسياسي، والمغاربة اختاروه عن قناعة وإن دل على شيء فهو يدل على أن المغاربة يملكون تاريخا عريقا مع النظام الملكي.

واعتبر المتحدث مهرجان “باشيخ”، فرصة لإبراز التنوع اللغوي لمنطقة صنهاجة الريف ولخصوصياتها اللغوية والثقافية والدفاع عنها بحكم أنها أقلية لغوية في جبال الريف والمغرب.

وذكر الدكتور شريف أدرداك أن “باشيخ” يعتبر إحدى أهم الاحتفالات الشعبية التي تميز بها سكان جبال الريف عموما وأمازيغ صنهاجة سراير خصوصا. فقد احتفل به هؤلاء على مدى قرون امتدت من قبل مجيء الاسلام كما أشار إلى ذلك استاذ التاريخ القديم د. سعيد البوزيدي ابن قبيلة كتامة.

وأضاف أن هذه العادة التي يحتفل بها باقي الأمازيغ خلال حلول السنة الأمازيغية الجديدة او خلال عاشوراء او مباشرة بعد عيد الاضحى، تسمى في مناطق أخرى بشمال إفريقيا ب: “بيلماون”-“بوجلود”-“بوهيدورا”-“هراما”-“سونا”-“أيراد”-“بوفيف”-“باباحاج”… أما في صنهاجة سراير فقد كان يتزامن مع حلول رأس السنة الأمازيغية المعروفة محليا بالسنة الفلاحية أو لحاﯕوز، وكان يستمر لمدة أسبوع كامل؛ قبل أن يندثر في نهاية ستينيات القرن الماضي.

ويتكون احتفال “باشيخ” من فقرتين: الأولى موسيقية و الثانية مسرحية، حيث يتم استقدام “لمعلمين” (الموسيقيين التقليديين) الذين يحيون جولات موسيقية في المداشر مستعملين الطبل و الغيطة، فيما يتكلف شباب المنطقة بإحياء الفقرات المسرحية التي تكون غالبا فكاهية ذات طابع انتقادي لوضعية المجتمع. مبرزا أن “اسم “باشيخ” يطلق كذلك على الفكاهي و العرض المسرحي، فلا تخلو أعراس بعض المداشر في “صنهاجة سراير” من عروض مسرحية او كما يسميها الصنهاجيون بالأمازيغية “باشيخ”.

وأشار شريف أدرداك إلى أن تقليد “باشيخ” و تقاليد أخرى قد اندثرت بمنطقة “صنهاجة سراير”، لذلك”ارتأت جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف” تنظيم مهرجان خاص بالسنة الأمازيغية تحت اسم “باشيخ” من أجل توثيق هذا الموروث الثقافي الصنهاجي الأمازيغي العريق وإعادة إحياءه حفاظا على التنوع الثقافي المغربي.

شاهد أيضاً

مقاومة ترسيم ومأسسة الأمازيغية والتعدد اللغوي والتنوع الثقافي والهوياتي الوطني

نود التقدم بجزيل الشكر للأستاذ والناقد الروائي سعيد يقطين على مجهوداته الكبيرة والمتواصلة مند أكثر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *