أعلنت وزيرة الثقافة والتراث التاريخي الإسبانية، باتريسيا ديل بوثو، على إطلاق متحف أمازيغي كبير ودائم في موقع قصر الحمراء بمدينة غرناطة، ابتداء من السنة المقبلة، وذلك بتعاون مع المملكة المغربية، وبتمويل من الدكتورة ليلى مزيان بن جلون.
وجاء الإعلان على هذا المتحف الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة الإسبانية، بعد اجتماع للوزيرة الإسبانية مع وزير الثقافة المغربي، محمد الأعرج، في إطار الرحلة المؤسسية التي قام بها رئيس إقليم الأندلس، خوانما مورينو، إلى المملكة المغربية مع وفد من الحكومة الأندلسية، يوم الثلاثاء الماضي.
وقبل موعد افتتاح هذا المتحف، أعلنت وزيرة الثقافة، أنه سيتم تنظيم معرض حول تراث الأمازيغ في قصر الحمراء، ابتداء من شهر دجنبر القادم، والذي سيظل سيظل مفتوحًا حتى أبريل 2020، بواسطة أنطونيو مالبيكا، الذي سيتلقى الأموال التي تبرعت بها ليلى مزيان بنجلون.
وأبرزت ديل بوثو “استعدادها للتعاون”، وهذا يُظهر تقاليد وتاريخ الأمازيغ في غرناطة، “مدينة تمثل الاتحاد القوي بين الأندلس والمغرب”.
مكتبة “الدكتورة ليلى مزيان” بغرناطة
أنشأت مؤسسة الدكتورة ليلى مزيان بنجلون، في فبراير 2016 بمقر المؤسسة الأوروبية العربية بغرناطة، مكتبة “الدكتورة ليلى مزيان”، وهي مكتبة متعددة اللغات ومتخصصة في ثقافات ومجتمعات منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مع التركيزعلى الثقافة الأمازيغية بشكل خاص.
وتتمثل المهمة الرئيسية لمكتبة “الدكتورة ليلى مزيان”،التي أقيمت من أجل المجتمع الجامعي والعلمي (طلاب، معلمين وباحثين)، ومهنيين للتعاون الدولي، والصحافة والاتصالات، فنانين وعامة المهتمين في منطقة الشرق الأوسط وفي الثقافة الأمازيغية، في نشر ومعرفة ثقافات منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، موفرةً بذلك للجمهور وثائق علمية، ومعززةً البحوث ومنظمةً للقاءات علمية وأكاديمية تشجع النقاش ونشر نتائج البحوث.
وتعد هذه الاتفاقية جزء من الأعمال التي يقوم بها الكرسي الدولي للثقافة الأمازيغية، الذي نشأ في ديسمبر 2014، من قبل المؤسسة الأوروبية العربية ومؤسسة الدكتورة ليلى مزيان، بمثابة أداة للدبلوماسية الثقافية غير الحكومية لتعزيز جميع جوانب الثقافة الأمازيغية في أوروبا وشمال إفريقيا، مشجعاً بذلك التعاون الأوروبي الأمازيغي، والترويج للبحوث التابعة لهذه الثقافة.
ويعتبرتنفيذ هذا الكرسي خطوة مهمه لتعزيز الثقافة الأمازيغية، ولبناء شراكة أوروبية أمازيغية مستدامة وربط شبكي بين خبراء وباحثين مشهورين عالمياً من جامعات ودول مختلفه.
قصر الحمراء: من المتحف الإسلامي إلى المتحف الأمازيغي
يعتبر قصر الحمراء في غرناطة جنوب إسبانيا، من أهم المعالم السياحية في إسبانيا، ويقع جغرافيا على بعد 430 كيلومترا جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، وفي سنة 2007، اختير قصر الحمراء ضمن قائمة كنوز إسبانيا الإثنى عشر في استفتاء صوّت فيه أكثر من تسعة آلاف شخص .
وقد بدأ الاهتمام بتحويل القصر الذي يعد تحفة معمارية إلى متحف في عام 1870، حيث أولت الحكومة عناية خاصة لما به من مفروشات وراحت تجمع كل قديم منه في قاعات الطابق الأول، وفي النصف الأول من القرن العشرين كشفت الحفائر بقصبة الحمراء عن العديد من الآثار الأندلسية التي جمعت بالقصر ليفتتح أول متحف بالقصر العتيد في عام 1940 باسم المتحف الأثري لقصر الحمراء، وتم تعديل الاسم في عام 1962 ليصبح المتحف الوطني للفن الإسلامي الأسباني، وبدءا من عام 1994 عرف باسم متحف قصر الحمراء ووضع تحت إشراف إدارة قصر الحمراء ويعتبر من أهم المزارات السياحية في العالم سيما وأنه يروي قصة ازدهار غرناطة وسقوطها.
ورغم أن القصر ظل يعرف رسميا باسم قصر الملك كارلوس الخامس، فقد تم مؤخرا الرضوخ للحقيقة التاريخية ليسمى مرة أخرى باسم قصر الحمراء تماما كما كان يعرف منذ وضع لبناته الأولى السلطان الأمازيغي باديس بن حبوس في بداية القرن العاشر الميلادي، أي قبل ألف سنة من الآن.
وبعد هذه الاتفاقية بين حكومتي المغرب والأندلس، وبتمويل من مؤسسة الدكتورة ليلى مزيان، سيصبح قصر الحمراء ابتداء من أبريل 2020، المقر الرسمي الدائم للمتحف الأمازيغي بغرناطة.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني