محمد علوش: الغاية من “إسلام الأمازيغ” هو الكشف عن الحقيقة

أكد محمد المهدي علوش، العامل السابق عن إقليم الناظور، وصاحب كتاب “إسلام الأمازيغ: قراءة أخرى في تاريخ أسلمة المغرب”، أن كتابه ليس ضد العرب ولا المسلمين، “وإنما غايته الكشف عن الحقائق والأفعال التي قام بها بعض الغزاة، والتي لا تمت للإسلام بصلة”.

وأضاف علوش في حفل تقديم كتابه بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء أمس، الجمعة 15 مارس 2019، أن الإسلام دين رحمة، وأن ما اقترفه “الغزاة” باسمه، إنما هي جرائم صرفة، مشيرا إلى قصة عقبة بن نافع الذي جذع أذن ملك ودان بعد استسلامه، فلما سأله الملك عن سبب ذلك، قال “متى مسست أذنك تذكرت فلم تحارب العرب”.

وأوضح رجل السلطة الأسبق، أن القصد الحقيقي من وراء الغزوات التي توالت على قبائل شمال إفريقيا وغيرها، إنما هو جمع الغنائم والسبايا، مشيرا إلى أن ذلك كان سببا في ارتداد الكثير من المسلمين عن دينهم.

وأكد ذات المتحدث أن عقبة بن نافع وموسى بن نصير وجيوشهما، عندما دخلوا المغرب وجدوا الدولة البيزنطية مفككة، “ولكنهم واجهوا في المقابل مقاومة شرسة من قبائل الأوراس وإفريقية، التي دامت 60 عاما”.

وتساءل علوش، لماذا لم يتوحد الأمازيغ بعد ذلك، حيث كانوا يؤدون الجزية رغم دخولهم في الإسلام، وأصبحوا يتسابقون حول نسب أسمائهم للعرب، ورفضوا الاتحاد وفرضوا الشتات، مشيرا إلى أن الأمم لا تبنى بالتشتت.

وبخصوص أسماء الشخصيات والأماكن التاريخية الواردة في الكتاب، عبر علوش عن حريته في اختيار الأسماء الأصلية والحقيقة، قائلا “لست مختصا في التاريخ، ولكنني أرفض استعمال الأسماء الأمازيغية المحرفة”.

ومن جهته ثمن الوافي النوحي، الباحث بمركز “الأبحاث التاريخية والبيئية” بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مؤلف المهدي علوش وقال إنه كتاب موجه لعموم القراء، يتضمن تفسيرات مقنعة ولغته تفي بالعرض في إيصال الأفكار، واعتبره لبنة تسد بها ثلمة من الفراغ، ورؤية من خارج حقل التاريخ، وقراءة أخرى تنضاف لمجموعة من الدراسات التي أعدت حول تاريخ أسلمة شمال إفرقيا.

وقال النوحي إن البداية الأولى لوصول الإسلام إلى المغرب هي النقطة المفصلية لما سيأتي بعدها من الأحداث، مشيرا إلى أن فهم كيف وصل المسلمين إلى المغرب، وفهم الحالة الدينية المعاصرة للمغاربة، يستوجب العودة إلى تلك الفترة وإلى كتابات لمؤرخين لأحداث هم أقرب الناس إليها.

وأكد عضو مكتب الجمعية المغربية للبحث التاريخي، أن المصادر التاريخية لم تتحدث ولا عن معركة واحدة لعقبة بن نافع في المغرب الأقصى، وقال إنه دخل إلى المغرب سلميا “وتجول فيه حتى بلغ المحيط الأطلسي وقال جملته الشهيرة “اللهم لو كنت اعلم ان وراء هذا البحر أرضاً لخضته إليها في سبيلك”.

وتحدث النوحي عن استثناء مغربي في هذه المرحلة، “ففي الوقت الذي واجه فيها عقبة مقاومة شرسة في شمال إفريقيا، دخل المغرب سلميا، وجلس مع حكامه، وطلب منه المغاربة أن يعلمهم الدين، وترك عندهم شاكر الذي لا يزال ضريحه موجودا لحد الآن بالمنطقة الشرقية “سيدي شيكر”، وبنى عددا من المساجد بأغمات والقيروان وسوس”.

أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني

 

اقرأ أيضا

“الصحافة والإعلام في ظل الثورة الرقمية: قضايا وإشكالات” شعار المؤتمر الدولي الأول بوجدة

تنظم شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *