
استُلهم تصميم الكرة، وفق موقع الكاف، من فن الزليج المغربي بزخرفته الهندسية الدقيقة، ويتضمن نجمة مركزية، أشكالاً بتلاتية، وتناظراً دائرياً يعبر عن وحدة المنتخبات الـ24 المشاركة. وتعكس الألوان الحمراء والخضراء الهوية المغربية بما تحمله من دلالات الشغف والأمل والفخر. كما تبرز أنماط “تدفق الحركة” الإيقاع الديناميكي لكرة القدم الإفريقية.
وقال محمد غنيمي، مدير التطوير الإبداعي في الكاف، إن الكرة “تجمع بين الفن والحركة والروح الإفريقية والحرفية المغربية”، مؤكدا أن التعاون مع “بوما” أثمر منتوجاً يرمز للترابط بين بلدان القارة. ومن جهته، أكد بيتر دانغل، مدير التوزيع بمنطقة أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا في “بوما”، أن “إتري” تجسد توازناً بين الفن المغربي والتكنولوجيا المتقدمة، وتعكس التزام الشركة بدعم كرة القدم الإفريقية.
وانطلقت عملية تطوير الكرة منذ إعلان المغرب مستضيفاً للبطولة، عبر مسار من البحث الثقافي والتجريب التقني، مع اعتماد تكنولوجيا “أوربيتا 6” من “بوما” لتحقيق أداء يرقى للمنافسات الكبرى.
وسيتم استخدام كرة “إتري” لأول مرة في المباراة الافتتاحية لنهائيات كأس أمم إفريقيا، التي ستنطلق يوم 21 دجنبر 2025 بالمغرب، في محطة كروية ينتظر أن تجمع أفضل منتخبات القارة في أعرق مسابقاتها.
هذا، وقد وجهت أزيد من خمسين جمعية ومنظمة أمازيغية من داخل المغرب وخارجه، نهاية أكتوبر الماضي، عريضة إلى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تدعو من خلالها إلى تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في أنشطة الجامعة، وكتابة واجهات الملاعب والمنشآت الرياضية بالأمازيغية إلى جانب اللغة العربية، تطبيقًا لمقتضيات الدستور والقانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
ودعت الجمعيات، في المراسلة الموجهة إلى مقر الجامعة الملكية لكرة القدم بسلا، إلى ضرورة إدراج اللغة الأمازيغية في مختلف أنشطة الجامعة ومكوناتها الرسمية، من الشعارات والأقمصة الرياضية والحافلات الرسمية، إلى واجهات الملاعب والمنشآت الرياضية، معتبرةً أن غياب الأمازيغية عن هذه الفضاءات “يشكل تقصيرًا في احترام المقتضيات الدستورية والقانونية”.
كما ذكّرت العريضة بالمقتضيات الواردة في القانون التنظيمي رقم 16-26 الصادر في فاتح أكتوبر 2019، وخاصة المواد (2) و(27) و(28)، التي تلزم الدولة ومؤسساتها بـ“استعمال اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية في اللوحات والواجهات والمنشآت العمومية ووسائل النقل العمومي”، مؤكدةً أن الجامعة، باعتبارها مؤسسة ذات طابع وطني تمثل المغرب في المحافل الدولية، “مدعوة إلى أن تكون نموذجًا في احترام القانون وتكريس المساواة بين اللغتين الرسميتين للدولة”.
وفي الجانب الإعلامي، طالبت الجمعيات الأمازيغية بإشراك الصحافيين والمعلقين الرياضيين الناطقين بالأمازيغية في التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، وتعميم استعمال الأمازيغية في البلاغات والتغطيات الرسمية للجامعة، انسجامًا مع المقتضيات القانونية ذات الصلة بمجال الإعلام العمومي.
كما عبرت الهيئات الموقعة عن رغبتها في عقد لقاء قريب مع السيد فوزي لقجع لمناقشة مقترحات عملية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في أفق تنظيم المملكة لكأس إفريقيا للأمم المقبلة، واستعدادها لاحتضان كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وأكدت الجمعيات في ختام عريضتها أن تفعيل اللغة الأمازيغية في المجال الرياضي يشكل “خطوة رمزية وعملية لترسيخ المساواة اللغوية والثقافية، وتعزيز الانتماء الوطني الموحد في تنوعه”.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر