المغاربة داخل الوطن وخارجه ينتفضون ضد الحملة المسعورة التي تستهدف شركة واد سوس.

تضامن شعبي وإعلامي غير مسبوق مع الشركة الاجتماعية العريقة… 70 سنة من المصداقية لن تسقطها إشاعة عابرة.

أكادير: إبراهيم فاضل

في سابقة تؤكد حجم الوعي لدى المغاربة داخل وخارج الوطن، تفجّر خلال الأيام الأخيرة تضامن وطني واسع النطاق مع شركة معامل الزيوت بسوس، بعد أن تعرّضت لهجمة رقمية وُصفت بالمسعورة والممنهجة، استهدفت تشويه سمعة المؤسسة المواطِنة المعروفة لدى المغاربة باسم زيت الزيتون واد سوس بلحسن ، والتي راكمت خلال أكثر من سبعين سنة مساراً حافلاً بالعمل الجاد، والجودة العالية، والخدمة الاجتماعية المستمرة.

من داخل الوطن وخارجه، صدحت الأصوات بالتنديد والاستنكار، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التضامن والمساندة، مؤكدين أن واد سوس ليست مجرد شركة، بل رمز وطني وعائلي متجذر في وجدان المغاربة. فخلال ساعات، تحوّل الفضاء الرقمي إلى جدار صدّ منيع في وجه الإشاعة، وإلى منبرٍ للدفاع عن مؤسسة وطنية أثبتت التزامها بالشفافية والمواطنة الاقتصادية والاجتماعية.

رجال أعمال وفاعلون اقتصاديون اعتبروا أن ما تتعرض له الشركة هجوم غير أخلاقي على نموذجٍ من أنجح المقاولات المغربية في مجال الصناعات الغذائية، مشيرين إلى أن استهداف المؤسسات المواطِنة التي تشغل آلاف الأسر هو طعنٌ في روح المقاولة المغربية الحقيقية التي تبني الاقتصاد لا تهدمه.

وفي الاتجاه ذاته، عبّر فنانون وإعلاميون معروفون عن تضامنهم المطلق، من خلال تدوينات وتسجيلات مصوّرة تُشيد بتاريخ الشركة ومكانتها الرمزية، معتبرين أن “واد سوس” ليست مجرد علامة تجارية بل قصة نجاح مغربية خالصة، صمدت أمام الأزمات وتشبثت بجذورها في تراب سوس، حيث بدأ مؤسسها المرحوم بلحسن رحلة الإنتاج والنضال الاقتصادي منذ زمن الحماية الفرنسية.

أما الجمعيات المدنية والنقابات المحلية، فقد عبّرت عن استيائها البالغ من الحملة المغرضة، ودعت السلطات والهيئات المختصة إلى التدخل العاجل لمحاسبة من يقف وراء هذه الآلة الدعائية التي تحاول النيل من سمعة مؤسسة اجتماعية توفر الشغل لمئات الأسر وتساهم في التنمية المحلية و الجهوية وكذلك الوطنية.

وفي بيانها الأخير، أكدت إدارة الشركة أن “واد سوس” ستظل وفية لمبادئها وقيمها، ولن تنجر وراء المغالطات أو الحملات المدفوعة، مشددة على أن الثقة التي جمعتها بزبنائها وشركائها طيلة اكثر سبعة عقود لن تهتز بإشاعة عابرة، وأن الحقائق ستُفنَّد بالعمل والمصداقية، لا بالكلام الفارخ.

هذا التضامن الشعبي والإعلامي الكاسح عكس بوضوح أن المغاربة، أينما كانوا، لا يقبلون المساس بمؤسساتهم الوطنية الجادة، خصوصاً تلك التي بنت نجاحها على العرق والجدّ والالتزام. فقد تحوّل اسم “واد سوس” إلى عنوانٍ للثقة والجودة في البيوت المغربية، وإلى فخرٍ لمدينة أكادير وجهة سوس ماسة التي تحتضن هذا الصرح الاقتصادي والاجتماعي منذ عقود.

إنّ هذه الحملة المسعورة لم تُسقط الشركة كما أراد أصحابها، بل أسقطت الأقنعة عن من يديرون حملات التشويه الرخيصة ضد المقاولات المواطنة. وكما قال أحد النشطاء في تدوينة مؤثرة : ” من يريد أن ينافس واد سوس فليتنافس في الجودة… لا في الكذب والإشاعة”.

وهكذا، يثبت المغاربة مرة أخرى أن وعيهم الجمعي أقوى من الفتنة الرقمية، وأن الوفاء لا يُشترى بالإعلانات، بل يُبنى على الثقة والمصداقية عبر الزمن. فواد سوس ليست مجرد معصرة زيت الزيتون، بل إنها تاريخٌ من العمل الوطني، ورمزٌ للجودة المغربية الأصيلة… ومن يهاجمها، إنما يهاجم روح الإنتاج الشريف في هذا الوطن.

اقرأ أيضا

جبهة العمل السياسي الأمازيغي تشيد بالقرار الأممي رقم 2797 وتعتبره انتصارًا لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية

أعربت جبهة العمل السياسي الأمازيغي بالمغرب، عن تنويهها بالقرار الأممي رقم 2797، الذي أقرّ الحكم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *