بوكوس يدعو البرجوازية الأمازيغية للاستثمار في الإعلام الأمازيغي

13116519_1023476844399195_8784534200207423933_o

دعا أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ما أسماها بالبرجوازية الأمازيغية، للاستثمار في مجال الإعلام والصحافة قائلا بأنه “مجالا مربحا”، جاء ذلك في تصريح لجريدة “العالم الأمازيغي” على هامش ندوة ” الإعلام في خدمة التنوع الثقافي” التي نظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مساء يومه الأربعاء 4 ماي 2015، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، دورة الراحل محمد امزار.

وقال بوكوس بأن مفهوم المقاولة الإعلامية مفهوم لا يزال غريب عند الطبقة البرجوازية الأمازيغية التي تتوفر على راس المال، والذي يمكن أن يساهم في الاستثمار في مجال الاعلام، مشدّدا على أن البرجوازية الامازيغية غير واعية بهويتها الامازيغية عكس بعض النخبة المثقفة التي وصلت إلى مرحلة أخرى، أي مرحلة الوعي الحداثي بالأمازيغية، وهذا لم تصل له بعد البرجوازية الامازيغية حتى يدفع بها هذا الوعي للاستثمار في الاعلام الامازيغي وهذا عامل اساسي.”

ويضيف عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية  أن العامل الثاني هو أن الدولة عليها واجب دعم الإعلام الأمازيغي، واذا نريد أن تحدث عن التنوع الثقافي في الاعلام والتنوع في المنابر الإعلامية فلابد أن تقوم الدولة بمجهود ضروري لمواكبة ترسيم الامازيغية في أرض الواقع وتقديم الدعم المالي والدعم في مجال التأطير والتتبع والتكوين للإعلام والإعلامين الأمازيغيين”.

وأكد بوكوس في رده حول مدى إبراز التنوع الثقافي في الإعلامي العمومي المغربي أنه”من الصعب جدا القول بأن التنوع الثقافي شيء بارز في الحقل الاعلامي الوطني، أو أنه فرض وجوده في الإعلام السمعي البصري وفي الصحافة المكتوبة لسبب بسيط هو أننا عندما نعاين الواقع نصطدم به، وإلى حد الساعة لا نتوفر ولا على جريدة وحيدة متخصصة بأكملها في الأمازيغية، باستثناء عدد ضئيل من الجرائد التي تكتب بعض صفحاتها باللغة الأمازيغية وحرفها تيفيناغ،  وهذا لا يكفي يقول بوكوس، ويضيف من “المفروض أنه بعد ترسيم اللغة الأمازيغية والاعتراف الرسمي بالثقافة الأمازيغية في دستور 2011،كان من المفروض أن نكون نتوفر على أكثر من جريدة متخصصة في الأمازيغية”.

وأضاف بوكوس في حديثة “للعالم الأمازيغي” أن واقع الأمازيغية لا يرتفع ولا يتقدم أكثر بالرغم من أننا أصبحنا اليوم نتوفرعلى عدد ولو قليل من المنابر الإعلامية التي تهتم بالأمازيغية، كما أصبحنا نتوفر على نخبة واعية بأهمية الإعلام وضرورة حضور الأمازيغية في المشهد الإعلامي الوطني، وهذا لا يمكن إلا أن نصفق له ونتمن  وجود نخبة من الشباب الذين يحاولون التخصص في مجال الإعلام الامازيغي”، وبالرغم من ذلك يضيف بوكوس، فالواقع لا يرتفع، والواقع هو أننا نسجل نوع من “البؤس” في مجال الإعلام ويطال بالدرجة الأولى الإعلام الأمازيغي، “أقصد البؤس المادي، لأننا اذا لم نتوفر على الأقل على جرائد أسبوعية وهذا ما لم نتوفر عليه ولا نتوفر على مقاولات إعلامية التي تستطيع أن توفر العيش الكريم للعاملين بها من الصحافيين والتقنيين، ولا على المؤسسة التي لا تتوفر على وسائل لوجيستيكية ووسائل تقنية لكي تشتغل في راحتها فهذا يعتبر من علامة البؤس ” يورد المتحدث.

وحول مدى رضاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على ما تحقق حتى الآن للأمازيغية في مجال الإعلام، قال أحمد بوكوس على أن أنه غير راضي بالمرّة على ما تحقق حتى الآن للأمازيغية، مضيفا ” رغم أن هناك بعض الوسائل التي تم تحقيقها إلا أنها لا تسمو إلى أن تشكل مثلا قاعدة صلبة للمرور إلى مرحلة أخرى، المرحلة  التي تكون فيها حقيقة مأسسة الأمازيغية لغة ثقافة حضارة وهوية على أرض الواقع”.

بدوره، أبرز إبراهيم بنحمو رئيس المصلحة الأمازيغية في وكالة المغرب الرسمية، ما قال عنه التنوع الثقافي الذي تجسده “لاماب” مضيفا بأنها تتوفر على مصلحة وبوابة أمازيغية تقوم بتغطية أنشطة لها علاقة بالشأن الأمازيغي،سوآءامنها الأنشطة التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية أو الجمعيات والفعاليات والمؤسسات الوطنية، وأوضح بنحمو في تصريحه “للعالم الأمازيغي” أن “لاماب” تقوم بتقديم هذه الأنشطة باللغة الامازيغية وبحرفها تيفيناغ، كما أنها هي أول وكالة أنباء في شمال إفريقيا بادرت إلى إنشاء بوابة خاصة بالأمازيغية وبحرفها تيفيناغبالإضافة إلى تقديمها كل الانشطة المتعلقة بالشأن الأمازيغي باللغتين العربية والفرنسية”.

وأضاف بنحمو، أن وكالة المغرب الرسميةتعمل كل ما في وسعها لإشعاعالشأن الأمازيغي في وسائل الاعلام الوطنية بحكم أن الوكالة لها امتداد والقوة في بث الأخبار الوطنية والدولية بالأمازيغية والعربية واللغات الاجنبية وأضن بأنها تقوم بالتعريف بالتعدد اللغوي والثقافي الذي يميز الهوية المغربية”.

من جانبه تحدث الصحافي عزيز أجهبلي، ممثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، عن غياب الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومي، مبرزا أن اللغة الأمازيغية أصبحت رسمية بقوة الدستور، مضيفا أنه يمكن تطوير الاعلام العمومي انطلاقا من القناة الامازيغية عبر تخصيص دعم مواتي لتطوير هذه الثقافة وتطوير الإعلام العمومي انطلاقا من القناة الامازيغية لأنها هي القناة الوحيدة التي تدبر التنوع الثقافي بالمغرب، بالإضافة كذلك الى الإذاعة الأمازيغية، وهنا يضيف المتحدث،  لا نتحدث عن الموارد البشرية لأن القناة والإذاعة الأمازيغيتان تتوفران على طاقات،وهناك حاجة إلى تطويرهما من قبيل البث على مستوى 24 ساعة في القناة الأمازيغية لأن البث المستمر للقناة الأمازيغية لايزال من بين الاشكال التي تمنع من تدبير التنوع في الاعلام العمومي”. 

وشخص أجهبلي في مداخلته بندوة “ليركام” واقع الصحافة المكتوبة بالمغرب مبرزا أبرز المعاناة التي تعاني منها، وحول التنوع الثقافي في الصحافة المكتوبة، قال أجهبلي بأن هناك بعض الجرائد التي تهتم بالأمازيغية كجريدة “العلم” التي تهتم بالأحداث التي يعرفها المغرب بخصوص الثقافة الأمازيغية وتصدر كل أربعاء، وتعمل على مواكبة جل الانشطة الجمعوية وأنشطة المعهد الملكي والقناة الأمازيغية، قبل أن يعود ويقول بأن جريدة “العالم الأمازيغي” هي الجريدة الوحيدة المتخصصة والمهتمة بالأمازيغية.

هذا، وعرفت ندوة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تكريم مجموعة من الوجوه الإعلامية الأمازيغية التي ساهمت في تطوير الإعلام الأمازيغي في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، كما عرفت الندوة تقديم عدد من الشهادات في حق الإعلامي المحتفى به المرحوم محمد أمزار، أشادت بالدور الذي لعبه المرحوم في التعريف بالإعلام الأمازيغي وبالثقافة والحضارة الأمازيغية.

منتصر إثري

شاهد أيضاً

أسماء لمنور سفيرة الثقافة واللغة الأمازيغية بالخليج والشرق الأوسط

عبرت الفنانة المغربية أسماء لمنور عن فخرها واعتزازها بلغتها وهويتها وحضارتها الأمازيغية. وقالت لمنور أثناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *