
وأبرز النداء، الذي صدر تحت عنوان «خلفية صفرية ومترشحون معفون من الانتقاء؛ هل تدمر المدرسة العليا للتربية والتكوين مشروع إدماج الأمازيغية؟»، أن التكوين الحالي يعاني من اختلالات بنيوية خطيرة ترتبط بثلاثة مستويات رئيسية: ضعف الخلفية اللغوية، وضآلة المحتوى المعرفي المتخصص، والإعفاء من الانتقاء في مباريات التوظيف.
وأوضح معدو النداء أن “جميع الطلبة الملتحقين بمسلك الأمازيغية داخل هذه المدارس يفتقرون إلى أي خلفية معرفية في اللغة، بسبب غيابها شبه التام في التعليم ما قبل الجامعي”، مشيرين إلى أن “هذا الواقع يجعل التكوين يبدأ من الصفر دون توفير وحدات تأسيسية كافية لتقوية الكفايات اللغوية“.
وأضاف النداء أن المجزوءات الخاصة بالأمازيغية لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من العرض التكويني الإجمالي الذي يمتد على ثلاث سنوات، في حين تطغى الوحدات العامة (بيداغوجيا، ديداكتيك عام…)، وهو ما يؤدي – بحسبهم – إلى “تخريج أساتذة يفتقرون إلى الحد الأدنى من التحكم في اللغة الأمازيغية المعيارية كتابة وتواصلا”.
كما نبه الأكاديميون إلى أن إعفاء خريجي المدارس العليا للتربية والتكوين من الانتقاء الأولي في مباريات التوظيف “يكرس الكفاءة الهشة”، لأنه يمنحهم “أفضلية غير منصفة” مقارنة بخريجي كليات الآداب الحاصلين على إجازات في الدراسات الأمازيغية، رغم عمق تكوين هؤلاء الأخيرين.
ودعا النداء إلى مراجعة هيكلية عاجلة لمسار التكوين، مقترحا خيارين لإصلاح الوضع:
-
إحداث مسار تأسيسي مكثف لمدة سنتين يخصص حصريا لبناء الكفايات اللغوية والمعرفية في الأمازيغية قبل الولوج إلى مرحلة التأهيل البيداغوجي.
-
الاقتصار في القبول على خريجي الدراسات الأمازيغية من كليات الآداب، لتمكين المسلك من التركيز على الديداكتيك والمهارات المهنية بدل إعادة التأسيس اللغوي من الصفر.
وختم النداء بالتأكيد على أن “استمرار الوضع الراهن سيعمق أزمة الجودة ويفرغ ورش إدماج الأمازيغية من جوهره، إذ لا يمكن بناء تعليم أمازيغي فعال بأساتذة غير متمكنين لغويا”.
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر