بيان صادر عن اللقاء الوطني لحركة توادا ن امازيغن

نص البيان:

بعد تحية الشهداء الحقيقيين للشعب الأمازيغي شهداء المقاومة التحررية التي عرفها تاريخ شمال افريقيا مرورا بالمقاومة المسلحة وجيش التحرير، وكذا تحية النضال والصمود لمعتقلي القضية الأمازيغية القابعيين في سجون الذل والعار، وتضامننا المبدئي واللامشروط مع كل الشعوب المناضلة والتواقة للإنعتاق والتحرر من الأنظمة الشمولية التسلطية.

وفي سياق مواكبتنا المستمرة للمستجدات الوطنية، لاسيما ذات الصلة بالقضية الأمازيغية، وعلى ضوء كارثة الفيضانات الأخيرة التي شهدتها البلاد جنوب وجنوب شرق الوطن ، نجمت عنها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، نتيجة للسياسات المخزنية الارتجالية، انعقد يومه 30 نونبر 2014 اللقاء الوطني لحركة توادا ن امازيغن بمدينة تينكي/طنجة، من أجل استكمال النقاش في المشاريع الفكرية والتنظيمية لهذه الحركة الاحتجاجية الأمازيغية، حيث خلصنا نحن ممثلوا التنسيقيات المحلية لحركة توادا ن إيمازيغن بعد نقاش عميق ومستفيض إلى الحسم في كل النقاط المدرجة في جدول الأعمال، وفي مقدمتها المصادقة النهائية على النظام الأساسي لحركة تاوادا ن امازيغن، بعدما تمت المصادقة على الأرضية الفكرية للحركة في لقاء وطني سابق عقد بمدينة تامسنا يوم 22 دجنبر 2013.

وفي خضم ذلك، توقفنا مليا عند كارثة الفيضانات التي كانت مناطق عدة في الجنوب والجنوب الشرقي مسرحا لها، حيث أن الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها كانت نتيجة حتمية لسياسة مخزنية قديمة جديدة قائمة على مخطط استعماري يقسم بلاد أمورواكوش الى مغرب نافع ومغرب غير نافع، ادى ضريبته المغرب غير المنتفع من خلال التهميش والإقصاء الكلي من المخططات الاقتصادية والتنموية (البنيات التحتية، المشاريع التنموية٠٠٠)، أعقب ذلك انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وكرامته تمثلت في نقل جثث الضحايا على متن شاحنات نقل النفايات، شكلت استفزازا عميقا لمشاعر المواطنين وعائلات الضحايا، وهذا للأسف يحدث في ظل مجموعة من الشعارات الرنانة التي يهلل بها النظام المخزني، من قبيل: (حقوق الانسان، العهد الجديد، الانصاف والمصالحة، دولة الحق والقانون، التنمية البشرية٠٠٠)، من أجل تزيين وتلميع صورته أمام المنتظم الدولي، أما الواقع فهوخير دليل على مدى زيف هذه الشعارات٠

هذا، ولم تفتنا فرصة اللقاء، لنؤكد على استمرار المخزن في نهج سياسة الهروب الى الأمام، الغرض منها احتواء القضية الأمازيغية في قالب ايديولوجي مخزني (المعهد الملكي، ترسيم الأمازيغية…) كان الهدف منها افراغ حقوق ومطالب الشعب الأمازيغي من حمولاتها الخطابية والسياسية وفرملتها ومن ثم تفويت فرصة الترسيم الحقيقي للأمازيغية في دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يعترف بالهوية الأمازيغية الحقيقية للدولة، تبين هذا وبشكل واضح في الوضعية المزرية التي تعيشها الأمازيغية على جميع المستويات (التعليم، الاعلام، المؤسسات٠٠٠)، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على غياب ارادة سياسية حقيقية لدى المخزن للنهوض بالأمازيغية بمفهومها الشمولي (حضارة، لغة ،ثقافة ،هوية ، تاريخ٠٠.) بعيدا عن الفلكلرة الثقافوية الضيقة.

وبناءً على ما سبق، نؤكد ما يلي:

 تعهدنا الاستمرار في النضال إلى غاية إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا منبثق من إرادة الشعب، يقر بدولة أمازيغية، مدنية، فدرالية، علمانية وديمقراطية. وينص على فصل واضح للسلط، ويضمن التوزيع العادل للثروات، ويربط المسؤولية بالمحاسبة الفعلية.

تحميلنا مسؤولية الكارثة الوطنية التي وقعت جنوب وجنوب شرق الوطن للنظام المخزني جراء إقصائه المقصود للمغرب الغير المنتفع من كل البرامج التنموية وانعدام البنية التحتية، وإدانتنا الشديدة للطريقة اللاإنسانية التي تعاملت بها سلطات المخزن مع جثث شهداء الكارثة.

مطالبتنا الدولة بجبر الضرر المادي والمعنوي لعائلات الشهداء و المنكوبيين وتنمية هذه المناطق مساواة مع باقي مناطق البلاد.

استنكارنا لاستضافة ما يسمى ب “المنتدى العالمي لحقوق الإنسان” من طرف دولة المخزن، نظرا لأن هذه الأخيرة تعتبر من أكثر الأنظمة تفننا وإبداعا في انتهاك حقوق الإنسان على جميع المستويات.

 تأكيدنا على براءة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية، وتجديدنا المطالبة بالإفراج الفوري عنهم بدون قيد أو شرط، وتعويضهم عن سنوات اعتقالهم في سجن تولال سيء الذكر بأمكناس.

مطالبتنا بتدريس حقيقي، عمودي وأفقي للغة الأمازيغية، والتدريس بها، وبحرفها الأصلي تيفيناغ في جميع أسلاك التعليم، ولكافة المغاربة.

دعوتنا إلى إقرار مبدأ المساواة بين النساء والرجال، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة النهوض بحقوق المرأة الأمازيغية وتحسين مكانتها في المجتمع.

تأهبنا للتصعيد من أجل التعجيل بفتح ملف الغازات السامة للريف وفق مقاربة شاملة تتوخى الكشف عن جميع الأطراف المتورطة في هذا الملف الشائك، ودفعها في اتجاه تقديم اعتذار رسمي، ورد الاعتبار للضحايا وعائلاتهم، عبر تعويضهم عن الآثار الصحية والنفسية المزمنة المترتبة عن استخدام هذا السلاح الفتاك.

تنديدنا باستمرار النظام المخزني في سياسته الاستعمارية الرامية إلى نزع الاراضي من ملاكيها الأصليين وتفويتها.

تجديد تأكيدنا على أمازيغية الصحراء وبضرورة إشراك أمازيغ الصحراء في أي تسوية محتملة للقضية

 دعوتنا المفتوحة لكل الإطارات الأمازيغية المناضلة، وكافة الأصوات الحرة والصادقة من أجل الالتفاف جميعا حول قضايانا الجوهرية ورص الصفوف من أجل مواجهة المخزن الذي يسعى جاهدا لأجل إعادة عقارب الزمن إلى الوراء عبر التحكم والتسلط تارة، وعبر التركيع والتدجين تارة أخرى.

استنكارنا التعامل المخزني مع قضية معتصمي إيمضر المطالبين بالإستفادة العادلة من حقهم في خيرات أراضيهم، بدون تلقي أية إستجابة لمطالبهم ما عدى القمع والاعتقالات.

وعليه فإن حركة تاوادا ن إيمازيغن تعتزم تنظيم شكل نضالي إحتجاجي سيتم إعلان مكانه وتاريخه لاحقا.

عن اللجنة الوطنية للإعلام والتواصل

شاهد أيضاً

“تدريس اللغة الأمازيغية بين الخطاب الرسمي ومعوقات التنزيل” محور ندوة فكرية بخنيفرة

تنظم جمعية “أمغار للثقافة والتنمية” مساء السبت 20 أبريل 2024، بمركز تكوين وتأهيل المرأة بخنيفرا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *