
هذا العرض الفني الذي افتتح بقراءة سورة الفاتحة ترحما على روح مايسترو الرباب الفنان لحسن بلموذن ، سافر فيه البركاوي أكثر من ساعة ونصف من خلال ريبيرتوار فني من مختلف الألوان مع الجماهير التي غصت بها جنبات مسرح الهواء الطلق ، ويأتي هذا الحدث في نسخته الثانية في إطار سعي البركاوي من أجل التجديد والرقي بالأغنية الأمازيغية نحو آفاق جديدة بعيدا عن الابتذال والإسفاف.

العرض الفني الناجح رغم محدودية الامكانيات احتفى بألحان لكبار ترويسا بدءا برائعة بالحاج بلعيد (مقار تلا توکا ار افود…..) مرورا بالقصيدة المشهورة في ريبيرطوار أغاني في ترويسا للمبدع الراحل الحاج المهدي بن مبارك وبين هذا وذاك حضر الإيقاع الهواري والصحراوي في أبهى صوره ليعطي العرض رونقا.

العرض يستحق ان يعرض ويشاهد لضمان متابعته من عشاق الفن الأمازيغي الراقي ، واظن أن الأمر مرهون بالتحفيز الرسمي لدعم الأعمال الخالدة .
و للإشارة فقد رفق البركاوي أعضاء فرقته الموسيقية التي ناهزت أكثر من 60 فنانا، من فناني الكورال وموسيقيي الآلات العتيقة في فن الروايس العريق، وموسيقى الآلات الكلاسيكية والأوركسترا، وهو فرصة لدمج عدد من الأغاني الأمازيغية مع موسيقى الأداء الكلاسيكي، بالاعتماد على عدد من الآلات الموسيقية الكلاسيكية كالكمان والساكسوفون والغيتار وغيرها من الآلات.

و”أمالاي أوركسترا” ليس مجرد عرض موسيقي، يضيف ، بل هو احتفاء بالهوية الأمازيغية حيث تنسجم الإيقاعات التقليدية مع الأوركسترا الكلاسيكية لخلق تجربة استثنائية تُثري الروح وتُلهم الأجيال.
و للإشارة فإن البرنامج الوثائقي الشهير “أمالاي“ هو بمثابة سفر فني وإنساني اكتشف فيه البركاوي تنوع مناطق المغرب الجغرافي وغناه الثقافي والتراثي، بالإضافة الى قصص تاريخية توثق التاريخ العريق للمغرب، الذي يتميز بالبساطة في العيش، والكرم، والأصالة، كما يقرب فيه معد البرنامج الجمهور المغربي والعالمي من عادات وتقاليد وتراث العديد من المناطق المختلفة، حيث تحظى حلقاته كل سنة بمتابعة كبيرة، ويتابعه جمهور عريض داخل المغرب وخارجه، حيث يسافر البرنامج بالمشاهد خلال 52 دقيقة، الى مختلف المناطق على شكل قافلة تتوقف عند مختلف الثروات والإمكانات والمؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المملكة المغربية.
ابراهيم فاضل
جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر