جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
خلال اليوم الدراسي الوطني حول “إدماج اللغة الأمازيغية في التشريع: الفرص، الإمكانيات، والتحديات”، المنظم يومه الثلاثاء 22 يوليوز 2025 بالعاصمة الرباط، من طرف الأمانة العامة للحكومة، بشراكة مع وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبمشاركة عدد من المسؤولين الحكوميين والخبراء القانونيين وممثلي المجتمع المدني. حيث أكدت كريمة خلدون، مديرة تنمية استعمال اللغة الأمازيغية بالوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة على “أن المغرب في خطوة تاريخية تعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز هويتها المتعددة وتراثها الثقافي الغني تشهد البلاد حراكا وطنيا واسع النطاق لترسيخ مكانة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للدولة”
قدمت كريمة خلدون نبذة عن بداية تفعل الطابع الرسمي للأمازيغية منذ ترسيمها في دستور 2011 بهدف إدماجها بشكل فعال في جميع مجالات الحياة العامة بما في ذلك الإدارة والإعلام والتعليم والثقافة لضمان استفادة جميع المواطنين من ثمار التنمية الشاملة، وع وضع إطار قانوني ومؤسسي متين لدعم الأمازيغية.
وفي معرض مداخلتها أكدت على أن الحكومة تعمل على وضع إطار قانوني ومؤسسي لضمان تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية تميزت هذه الجهود بإصدار المرسوم رقم 223245 بتاريخ 8 ماي 2023 الذي يحدد الدوائر الإدارية التي سيتم فيها اعتماد اللغة الأمازيغية كما يعد إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤشرا قويا على الإرادة الملكية السامية لدعم هذه اللغة.
أضافت “ولتعزيز هذه الدينامية تم تخصيص صندوق خاص بميزانية تبلغ مليار درهم على مدى خمس سنوات 2025-2029 لدعم الأنشطة المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يتجلى هذا الالتزام المالي في رؤية واضحة تهدف إلى تسريع وتيرة الإدماج الفعلي للأمازيغية في الحياة العامة”
كما تم وضع محاور العمل الرئيسية لإدماج شامل وتدريجي
لضمان تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتشمل تمكين الموظفين العموميين من استخدام اللغة الأمازيغية في تعاملاتهم اليومية وتوفير تكوينات متخصصة لضمان إتقانها ويجري العمل حاليا على نشر أدلة ووثائق تنظيمية لضمان استخدام الأمازيغية في الواجهات الرسمية والاستقبال والإرشاد ومراكز الاتصال.
وأكدت كريمة خلدون على أن التنظيم يطال الإعلام والتواصل لتعزيز حضور الأمازيغية في وسائل الإعلام العمومية والخاصة ودعم إنتاج المحتوى الأمازيغي المتنوع بما في ذلك البرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، دون إغفال التعليم وإدماج اللغة الأمازيغية في المناهج الدراسية بمختلف المستويات التعليمية وتكوين أطر تربوية متخصصة لتدريسها
بالإضافة لدعم الثقافة والإبداع الفني والأدبي بالأمازيغية وتثمين التراث الثقافي الأمازيغي اللامادي والمادي
البحث العلمي تشجيع البحث العلمي في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية.
وأكدت على أن مجموعة من المؤسسات الوطنية تلعب دورا محوريا في هذا المسار يبرز المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية كفاعل أساسي في البحث والتدريس والترويج للغة الأمازيغية إلى جانب وزارة الثقافة والشباب والاتصال وقطاعات حكومية أخرى كما تساهم الجهات الترابية العمالات والأقاليم والجماعات في تفعيل هذا التوجه من خلال مبادرات محلية.
تعزيزا لمبدأ المقاربة التشاركية تسعى الحكومة إلى إشراك فعاليات المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالثقافة الأمازيغية في تنفيذ هذه الاستراتيجية الوطنية وذلك من خلال توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون مع مجموعة من المنظمات والجمعيات
آفاق واعدة لمستقبل الأمازيغية.
وختمت مداخلتها بخلاصة حول المسار الذي تتبناه المملكة المغربية في إدماج اللغة الأمازيغية، والذي يمثل نموذجا رائدا في المنطقة، لأنه يتميز برؤية شاملة لمستقبل المغرب كمجتمع متعدد الثقافات حيث يتم الاعتراف بجميع مكونات الهوية الوطنية وتثمينها ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز اللحمة الاجتماعية ودعم التنمية المستدامة وتقديم نموذج يحتذى به في الحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي وتعزيزه…
