مبادرة سنكتب تيفيناغ قراءة في الدلالات

زاهد أحمد عضو المجلس الوطني لحزب الاصالة والمعاصرة

في مؤتمره الثلاثين للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، تم الإعلان عن مبادرة “أنري تيفيناغ” من طرف رئيسة المجلس الوطني للحزب، السيدة نجوى كوكوس. ووفق منطوق تفسيراتها للمبادرة، يُفهم أنها موجهة إلى رؤساء الجهات، رؤساء المجالس المنتخبة، رؤساء الغرف المهنية، ورؤساء الجماعات الترابية، بغرض إدراج الأمازيغية بحروف تيفيناغ إلى جانب اللغة العربية على الواجهات وداخل مقرات المجالس والهيئات المنتخبة التابعة لحزب الأصالة والمعاصرة، بموجب تعهد ملزم، انسجامًا مع المادة 27 من القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، والتي تقول:

“يتم استعمال اللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، في اللوحات وعلامات     التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات الإدارات والمرافق العمومية والمؤسسات والمنشآت العمومية والمجالس والهيئات الدستورية والمجالس والهيئات المنتخبة”.

مبادرة سنكتب تيفيناغ تكرس الإرادة الجماعية لثاني قوة سياسية في المغرب    لإدراج الامازيغية في الفضاء العام، مما يجعل منها مبادرة استثنائية وريادية في تاريخ الأحزاب السياسية المغربية لما تحمله من رسائل ودلالات تفرض الشرح والتفصيل فقد أصبحت محطة اهتمام الكثيرين بعد ان تناولتها الصحافة الوطنية بكثير من الاهتمام:

لم تكن المبادرة وليدة نزوعات انتخابية بل استندت الى مرجعيات قانونية ملزمة منها بلاغ الديوان الملكي القاضي باعتماد حرف تيفيناغ للكتابة بالأمازيغية في 10 فبراير2003، علاوة على عدة فصول من الدستور المغربي التي تناصر المساواة وتكافئ الفرص وتدعوا لصيانة تلاحم وتنوع مقومات الهوية الوطنية، وتؤكد أن الأمازيغية لغة رسمية للدولة باعتبارها رصيدا مشتركا لكل المغاربة بدون استثناء …

إنها مبادرة تحترم الدستور المغربي، الإرادة الملكية، المواطن المغربي، التنوع الثقافي الذي يميز بلدنا، وتحترم أيضا تاريخنا العريق وأجدادنا العظماء.

مبادرة سنكتب تيفيناغ تكريس لمواقف إيجابية سابقة لحزب الاصالة والمعاصرة لا بأس أن أذكر جزءا منها نظرا لوزنها وانسجامها مع مطالب الحركة الثقافية الامازيغية:

– النضال من أجل التنصيص على الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية في دستور2011،

– النضال من أجل إقرار القانون رقم 40.17 المتعلق بالنظام الأساسي لبنك المغرب، الامازيغية في العملات والأوراق النقدية الى جوار العربية

– النضال بغرض إدراج اللغة الأمازيغية في البطاقة الوطنية، بموجب مقترح تعديل داخل البرلمان

– إحداث هيكل تنظمي ضمن اللجان الوظيفية للحزب يسمى “لجنة الامازيغية” مهمتها الدفاع عن اللغة والثقافة الامازيغيتين

–   تفعيل الوزير البامي عبد اللطيف وهبي  في الحكومة الحالية لمقتضيات المادة 36 من  القانون التنظيمي رقم 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية بإدراج الامازيغية في محاكم المملكة.

– بحث وزارة الثقافة في الاليات الممكنة لتسجيل التراث الامازيغي المادي واللامادي في لائحة التراث العالمي اليونسكو…

— تعزيز حضور اللغة الأمازيغية في تدبير أجهزة ومؤسسات الحزب، وكذلك في الحضور اليومي لعمل منتخبي الحزب بالجماعات الترابية التي يدبرونها وهي قناعة رسخها البيان الختامي البيان الختامي للدورة 30 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة…

مبادرة سنكتب تيفيناغ لها امتداد وطني يشمل كل مساحة وجغرافية بلدنا المغرب في بواديه ومدنه وفي شماله وجنوبه، لها استمرار في الزمان والمكان مما يرسخ اسم حزب الاصالة والمعاصرة في ذهنية المواطن المغربي خاصة الناطقين بالأمازيغية فهم سيلمسون في هذه المبادرة احترام للأرض، للإنسان، وللغة.

إن المواطن سيشعر بأن الدولة تعترف به، بلغته، بأصالته، بتاريخ أجداده مما يقوي لديه حس الانتماء. فهي – أي الدولة- ليست مفروضة عليه من فوق، بل هي امتداد لهويته.

مبادرة سنكتب تيفيناغ مثقلة بحس جماعي مشترك لدا كل مناضلي حزب الاصالة والمعاصرة، يقوم على تصورات واضحة تشهد على:

  • عزم وإرادة وتخطيط واستمرارية
  • تستحضر الامازيغية كموضوع وهدف وليس أداة إجرائية للكتابة فقط
  • توثق الانخراط الجماعي لإدراج الامازيغية في الفضاء العام بموجب التزام مكتوب
  • تعتمد أليات عملية تطبيقية وفق ازمنة محددة (سكرتارية، برنامج عمل…)

– تلزم الذين يهمهم الامر باحترام روح المبادرة وأهدافها، والسعي لتحقيقها     ميدانيًا.

– تحرص على احترام ضوابط الكتابة المعيارية وفق معايير مركز التهيئة اللغوية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية

  • تحترام حجم الكتابة بشكل متساو مع العربية أو الفرنسية وبرؤية بصرية موحدة.

مبادرة سنكتب تيفيناغ تأكيد على الاستقلال الرمزي للدولة المغربية وعراقتها، تحصين للدولة المغربية من الهيمنة الأجنبية، فيها ربط للغة بالأرض والذاكرة، تحقق التميز البصري والثقافي المغربيين، فيها مصالحة مع أقدم الابجديات المغربية، فقد منحها الحزب الحق في الظهور، فيها اعتراف بمجهودات مؤسسات الدولة المغربية خاصة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية الذي جعل من حروف تيفيناغ صنعا مغربيا يعتمد في كل بقاع العالم وفي كبريات شركات التكنولوجيات الحديثة في إطار مشروع عالمي موحَّد لتنميط الحروف والرموز.

مبادرة “أنري تيفيناغ” انخراط جدي في تفعيل مبدئ الامازيغية ملك لكل المغاربة بدون استثناء .

اقرأ أيضا

رسوم الإقصاء الثقافي: قراءة نقدية في القرار الوزاري حول كراء القاعات الفنية بالمغرب

 مقدمة يُعد القرار الوزاري المشترك القاضي بفرض رسوم مالية مرتفعة على استغلال الفضاءات والبنيات الثقافية …

تعليق واحد

  1. ⴰⵢⵢⵓⵣ ⵏⵏⵓ ⴼⵓⴱⴷⴷⴰⴷ ⴼⴽⵓⵍⵍⵓ ⵎⴰⵢⴳⴰⵏ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *