
وعلى امتداد أشغال هذا اللقاء، تم تسليط الضوء على “الدبلوماسية الحضارية”، كمفهوم جديد قيد التشكل، ضمن ما يعرف بالمسارات الجديدة للدبلوماسية التي ترمي إلى العودة إلى مداخل جديدة، تسهم في ترسيخ مبادئ السلم والتعايش والحوار، وتثمين قيم التعاون والتبادل والتفاهم.
وقد انصبت المداخلات المقدمة، وفق البيان الختامي، على قراءات ومقاربات متنوعة للموضوع، عكست تباين الحقول المعرفية للمتدخلين، وأهمية وراهنية الدبلوماسية الحضارية، في مرحلة مفصلية من تطور العلاقات الدولية، حيث همت المحاور التالية:
1 – مساهمات في التأصيل النظري لمفهوم الدبلوماسية الحضارية؛
2ـ الأدوار المفترضة لمختلف الفاعلين في الدبلوماسية الحضارية؛
3ـ دور منظمة الإيسيسكو كفاعل مؤسساتي، في تشكيل مفهوم الدبلوماسية الحضارية.

كما تمّ التأكيد على أهمية وضرورة المضي قدما في الاتجاه الذي يعزز استثمار السياسي بالقدر الكافي لما هو ثقافي وقيمي.
ويعتبر هذا اللقاء الذي استضافته إحدى أهم وأعرق الجامعات المغربية، تجسيدا لانخراط المغرب بوصفه “بلد المقر” مع “الإيسيسكو”، في إغناء النقاش العلمي، وتطوير الأداء الدبلوماسي وجعله أكثر فعالية وانفتاحا.
وقد توج هذا الملتقى بالإعلان عن تأسيس كرسي علمي للإيسيسكو يخص الدبلوماسية الحضارية إيمانا من المنظمة في شخص مديرها العام، بضرورة انفتاح المنظمات الدولية على المؤسسات التعليمية، اعتبارا لكون الجامعة هي الوعاء الأكثر موثوقية وصلة بتحديات العصر، ويعد هذا الكرسي الذي يعتبر السابع والعشرين من الكراسي المائة التي تعتزم المنظمة إنشاءها في أفق 2025 و2026، والأول من نوعه في هذا الموضوع، والذي يعزز انخراط الجامعة في مواكبة مهن الغد وبناء شراكات موضوعاتية .

هذا التثمين سيتوج من قبل جامعة القاضي عياض بفتح تكوينات وإحداث ماستر متخصص يعنى بالبحث وسبر أغوار المفهوم بمعية منظمة الإيسيكو التي أصبحت شريكا وذلك بغية إحداث نقلة نوعية للتواصل الحضاري وتقريب وجهات النظر ليس كبديل ولكن كطرح جديد يستفيد من التراكمات في الميدان.

جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر