أبحاث أثرية تؤكد استقرار جنود أمازيغ بفرنسا منذ القرن الثامن ميلادي

d172fb78-ce20-4338-9e21-f49fc36e1891

كشفت تحاليل وراثية أجراها فريق من الباحثين الفرنسيين بمعهد الدراسات والبحوث الأثرية الوقائية INRAP، على ثلاث جثث وجدت بالصدفة ضواحي مدينة نيم الفرنسية، أنها تعود للجنود الأمازيغ الذين تشكلت منهم الجيوش الإسلامية التي غزت جنوب أوروبا إبان فترة المد الإسلامي، وأنه تم دفنها في مقابر إسلامية ترجع إلى الفترة من القرن السابع إلى القرن التاسع الميلادي.

إذ بعد أخذ عينات من العظام وأسنان الهياكل العظمية، أجريت تحاليل على الحمض النووي، وتبين أنها تحمل كلها الصفة E1b1b1b ذات النمط الفرداني M81 وهي الصفة المميزة لجينات الأمازيغ بشمال أفريقيا، وأن أعمار اثنين منهم تتراوح بين 20 و 30 سنة، فيما سن الثالث تجاوز 50 سنة، ولم تكن عليهم آثار إصابات، ما يعني أن الجثث ماتت موتة طبيعية مما يبين أن الكثير من جيوش الأمازيغ فضلوا العيش بجنوب فرنسا رغم عودة الأغلبية لشبه الجزيرة الإيبيرية المعروفة بإسبانيا و البرتغال.

وقد استخدم الباحثون تقنية الفحص بالكاربون المشع لتأريخ 5 شظايا عظمية من رفات الأشخاص الثلاثة، ليتوصلوا إلى أنهم دُفنوا زُهاء القرن الـ 8 ميلادي، في حين أن أقدم قبور إسلامية اكتُشفت سابقاً في فرنسا، تعود إلى القرنين الـ 12 و الـ 13 ميلادي. وكان أكاديميون فرنسيون قد أشاروا إلى كون المسلمين شرعوا في دخول الأراضي الفرنسية في زمن سابق على ما يُعتقد، اعتماداً على مخطوطات إسلامية سابقة، تذكر وُلوج فيالق أموية جندت أمازيغ شمال إفريقيا إلى منطقة “نيم” بالذات، ما بين عامي 719 و 752 للميلاد.

عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي (إيف كليز) العضو في المعهد الفرنسي للبحوث والآثار، والذي يشرف على البحث، قال في تصريح نشر في مجلة “بلوس وان” الأمريكية خلال الأسبوع الماضي “إن هذه القبور تعتبر أول دليل مادي على الوجود الإسلامي في فرنسا خلال القرن الثامن، وأضاف كنا نعلم أن المسلمين وصلوا إلى فرنسا خلال القرن الثامن ميلادي، لكن لم يكن لدينا أي دليل أو أثر على مرورهم”.
وأردف قائلا: “كان لدينا قليل من القطع النقدية والقطع الفخارية ولوحات من التجارة ولكن لا شيء أكثر من ذلك، على عكس ما هو موجود في شبه الجزيرة الإيبيرية جنوب جبال البرانس، التي ظلت تحت الحكم الإسلامي لقرون”.

وكان فريق من علماء الآثار الفرنسيين، الذين يجرون تنقيبهم في مدينة نيم الفرنسية منذ 2006، قد اكتشفوا -مؤخرًا- ثلاث مقابر تحترم الطقوس الدينية الإسلامية، وبها عدد من الجثث، وفقَا لما ذكره المعهد الوطني للأبحاث الأثرية الوقائية.

كمال الوسطاني/أمضال بريس

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *