بورتريه: محمد السعيدي
هو واحد من الأسماء والوجوه الفنية الشابة التي بصمت على مسار فني مميز وحافل، واستطاع أن يوفق بين المسرح والسينما والتمثيل التلفزي، وكذا العمل الجمعوي الهادف. كل شيء بدأ كما قال في حوار سابق “لما التحق بالميدان الفني في المرحلة الثانوية، حيث حضي بعدد من الدورات التكوينية في مجال التمثيل المسرحي والسينمائي، على يد مكونين مغاربة وأوروبيين، كما حضي بدورات تكوينية في مدينة مليلية، وشاركت على إثرها في عدد من التظاهرات الفنية الوطنية والدولية”. وفي ظرف وجيز، كانت خطواته وبصماته تتوالى واحدة تلو الأخرى، كأنه يقطع مسافة الألف ميل. خطوات شكلت بداية انطلاقة مسيرته الفنية منذ حوالي 15 سنة قبل الآن. مسيرة كان عنوانها التحدي والتألق والاستمرارية، والأمل في مستقبل فني واعد.
هو ذا الفنان فهد بوثكنتار المعروف في الوسط الفني بالريف وأوروبا ب “سيفاكس”، المزداد بآيت انصار بالناظور، ذات ربيع من عام 1987. في خطواته الأولى، كانت ترتسم علامات التألق. وبابتسامة فنية، كانت كل الطرق معبدة له نحو مزيد من الإبداع والحضور وحب الجمهور له.
في هذا الصدد، يقول “سيفاكس”: سبب اقتحامي لميدان الفن عموما، والميدان المسرحي والسينمائي خصوصا، هو انخراطي في جمعية «ثانوكرا» للثقافة والتنمية التي شكلت انطلاقة ثقافية وفنية حقيقية لحقبة من الزمن. وفي سنة 2005، أي بعد مرور خمس سنوات على انخراطي في الجمعية، قامت «ثانوكرا» بتنظيم ورشة تكوينية في إعداد الممثل، أشرف عليها الأستاذ «سعيد المرسي»، وقد كنت من بين المستفدين من هاته الورشة التكوينية، التي دامت لثلاثة أشهر، بعدها مباشرة قمنا بالتدريب على على مسرحية «ثسيث» (المرآة)، والتي شكلت بالنسبة لي أول تجربة مسرحية في حياتي الفنية، وهذه المسرحية كانت من تأليف وإخراج الأستاذ «سعيد المرسي .» بعد ذلك قامت فرقة «أبوليوس» للمسرح الأمازيغي والتي كانت يرأسها الأستاذ سعيد المرسي، بتنسيق مع جمعية «ثانوكرا»، بعرضها الأول لمسرحية «ثسيث»، وكان ذلك، لا زلت أذكر، يوم الخميس 20 أكتوبر 2005، أما عرضها الثاني فكان في مهرجان «ثافوكت» للإبداع المسرحي بالدار البيضاء سنة 2006. ثم بعد استراحة دامت حوالي سنة، قمت بعمل مسرحي جديد مع فرقة «أسام» للمسرح الأمازيغي، مسرحية تحت عنوان «ثازيري ثاميري» «القمر العاشق»، التي كانت من تأليف « بنعيسى المستيري» وإخراج «فاروق أزنابط»، العمل الذي شخصت فيه دورين اثنين، دور الفقيه ودور اليهودي.
وقد كانت مسرحية «ثازيري ثاميري» من بين المسرحيات الناجحة على المستوى الوطني لسنتين 2007 و2008، كما حظيت بعدة عروض في مهرجانات عدة، كمهرجان «ثافوكت» للابداع المسرحي بالدار البيضاء سنة 2007، مهرجان «تطاون» للابداع بتطوان سنة 2007، ومهرجان «شالة»، بالرباط سنة 2008،
كما حظيت بعدة عروض في مهرجانات عدة، كمهرجان «ثافوكت» للابداع المسرحي بالدار البيضاء سنة 2007، مهرجان «تطاون» للابداع بتطوان سنة 2007، ومهرجان «شالة»، بالرباط سنة 2008، كما كان هناك عروض أخرى في باقي المدن المغربية. إضافة إلى جولة في المملكة الهولندية، سنة 2011، بين المدن الثلاثة التالية: روتردام، تيلبوخ، وأوتريخت.
هذا بالنسبة للمجال المسرحي، أما على المستوى السينمائي فقد “كانت أولى تجاربي بالنسبة لميدان السينما والتليفزيون سنة 2007، مع فيلم قصير تحت عنوان «عيد الميلاد»، لمخرجه «سعيد السعيدي»، بعد هذا الفيلم القصير، جاء الفيلم السينمائي الطويل الذي كان تحت عنوان «مغيس» الذي كان من تأليف السيد «أحمد زاهد» وإخراج «جمال بن مجدوب» سنة 2009.
وقد كان الفيلم «مغيس» نقطة تحول وانطلاق لجميع الفنانين والفنانات بالريف، من أجل إثبات وجود لمسارهم الفني في الساحة الفنية بمنطقة الر يف، والتي كانت محرومة ومقصية ومهمشة ومفتقرة لمثل هذه المبادرات الفنية سواء كانت على المستوى السينمائي أو المسرحي أو الموسيقي أو الشعري أو الرسم …إلخ.
كما أعطى الفيلم التلفزي «إمزورن» دفعة قوية لمنطقة الحسيمة، وجاء بعده فيلم «مغيس» ليتمم ويعطي انطلاق شرارة العمل السينمائي والتلفزي والمسرحي بالريف، من أجل
استقطاب أعمال فنية وازنة على المستوى الوطني، تلاه تنظيم مهرجانات وملتقايات بأحجام ضخمة،كما نراها اليوم في مدن الريف مثل الحسيمة والناظور. وبعد هذين العملين قمت بمشاركة في فيلم تليفزيوني جديد مع الممثل المغربي المشهور «عبد الله فركوس» والذي كان تحت عنوان، «ثمنت أريري» (عسل القطران)، وكان من إخراج «علي الطاهري» سنة 2009. كما قمت ايضا بمشاركة في فيلم قصير تحت عنوان) «LA TRILOGIA DE NADOR» ثلاثية الناظور (من تأليف وإخراج «أكسيل فوزي» سنة 2009.
وفي سنة 2012 جاءت تجربة الفيلم السينمائي الضخم
_ «Adios Carmen»)وداعا كارمن( من سيناريو وإخراج محمد أمين بنعمراوي، وإنتاج شركة «ثازيري»، والذي كان بالنسبة لي وساما من ذهب في مساري الفني المتواضع، وهذا العمل بالذات لدي معه ذكريات جميلة جدا، كما كنت من بين المواكبين لمراحل هذه التحفة السينمائية الأمازيغية الريفية من البداية إلى النهاية. كما اشتغلت في هــذا العمل السينمائي الراقي، كممثل في دور «palito»، واشتغلت فيه أيضاً كمسؤول عن إدارة الممثلين الثلاثة الصغار «أمان الله بن جيلالي»، «مصطفى شرود» و»محمد المختاري» الذين كان لديهم ادوار رئيسية في الفيلم.
وكان فيلم «وداعا كارمن» بالنسبة للسينما الأمازيغية الريفية بمثابة بزوغ فجر مشرق أضاء عالم السينما الأمازيغية بشمال إفريقيا. كما اشتغلت أيضا، سنة 2013، في فيلم تليفزيوني تحت عنوان «Asusm Inqqen « )الصمت القاتل) من سيناريو وإخراج ومونتاج المخرج الشاب أكسيل فوزي، كما اشتغلت في عدد من الأعمال الأخرى لا يسع المجال لذكرها كلها.
هذا سيل من فيض فقط، بدليل الحضور المميز والمكثف للفنان “سيفاكس” في أعمال أخرى شكلت العلامات البارزة في سجل الفن الأمازيغي بالريف في العقود الأخيرة. كما شكلت العنوان الأبرز لمسار فني عنوانه التألق. تألق فنان جمع بين الأخلاق والمثابرة، والطموح. إنه باختصار سيفاكس، الطائر الذي شاء أن يحلق عاليا في سماء الفن.
هذا التألق تعزز مؤخرا بقرار مكتب جمعية “فن شباب بلا حدود” وإدارة مهرجان “تنغير الدولي للسينما”، في شأن منح الفنان فهد بوثكنتار المعروف بإسمه الفني بـ “سيفاكس، صفة المستشار الفني للمهرجان وسفيـرا له في كل من جهة الريف والشرق للمغرب وجهة اوروبا الغربية، مع الصلاحيات القانونية المسموح بها والتي تمنحها الجمعية، الأمر الذي يعد اعترافا وتنويها بالمسار الفني لهذا الفنان الذي أحب الفن أولا وأخيرا، وما القادم إلا قليل من كثير من التألق والنجاح الذي ينتظر “سيفاكس” في مسيرته الفنية.