أحداث غرداية: تنديد أمازيغي واسع ودعوات للتظاهر تزامنا مع انتشار الجيش

ghardayaسارعت التنظيمات الأمازيغية في المغرب والجزائر وأوربا إلى إصدار بيانات التنديد والدعوة للتظاهر على خلفية هجمات ضد الأمازيغ لم يسبق لها مثيل منذ سنتين بولاية غرداية الجزائرية، وأصيب الأمازيغ بالصدمة جراء العدد الكبير من القتلى والجرحى الأمازيغ والخراب المهول الذي لحق بممتلكاتهم في ظرف 48 ساعة، بمدن ولاية غرداية، في ظل غياب تام لقوات الأمن الجزائرية التي يتهمها الأمازيغ بالتواطئ مع ميليشيات عرب الشعانبة المشحونة بفتاوي تكفيرية ضدهم.

التنديد والإحتجاج امتد كذلك ليشمل التنظيمات السياسية والحقوقية بالجزائر التي اتهم عدد منها صراحة السلطات الجزائرية بالمسؤولية عما حدث.

ومن جانبهم دخل التجار المنحدرين من منطقة مزاب بكافة المدن الجزائرية في إضراب شامل، وأغلقوا محلاتهم التجارية وعلقوا عليها لافتات مضمونها “نحن في إضراب لا للإرهاب في غرداية”.

بدورهم أطلق النشطاء الأمازيغ المغاربة في المواقع الإجتماعية دعوات للتظاهر بعدد من المدن، تنديدا بالجرائم التي ترتكب ضد أمازيغ المزاب، كما تقاسموا مع أمازيغ من تونس وليبيا والجزائر حملة تضامن واسعة على الموقع الإجتماعي “فيسبوك”.

ما حدث بغرداية استنفر كذلك السلطة الجزائرية خاصة بعد استعمال واسع للأسلحة النارية حيث قام الرئيس بوتفليقة بتكليف قائد الناحية العسكرية الرابعة ب “الإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية المعنية من أجل استتباب النظام العام والحفاظ عليه عبر ولاية غرداية”.

وانتشرت يوم أمس الأربعاء حسب ما نقلته جريدة الشروق، فرق من نخبة القوات الخاصة وأحكمت سيطرتها نهائيا على الوضع  في جيوب المدينة، كما حلقت طائرات هيلكبوتر مزودة بكاميرات رقمية تابعة لجهاز الدرك الوطني لرصد تحركات الملثمين.

وأمر بوتفليقة كذلك، الوزير الأول ب”السهر بمعية وزير العدل حافظ الأختام على أن تتكفل النيابة العامة بسرعة وبحزم بكل خروقات القانون عبر ولاية غرداية لاسيما المساس بأمن الأشخاص والممتلكات”.

كما كلفت الحكومة ب”السهر تحت سلطة الوزير الأول على التسريع بتنفيذ البرامج المسطرة بهدف بعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية عبر إقليم ولاية غرداية”.

ولكن قرارات السلطات الجزائرية التي لم تخرج عن إطارها السابق بإستثناء تكليف الجيش بالأمن في المدينة ينظر إليها المزابيون الأمازيغ بحذر، خاصة وأن قرارات مشابهة اتخذتها السلطات الجزائرية فيما سبق لم تحل دون تجدد الهجمات ضد الأحياء الأمازيغية المزابية.

هذا وينذر التصعيد الأخير في ولاية غرداية بالخطر الكبير الذي قد يمتد خارج المنطقة إن استمر، خاصة بعد تنامي فتاوي تكفير الأمازيغ المزابيين من قبل عرب الشعانبة المالكيين، ولعل استغلال منابر المساجد من قبل الشعانبة للتحريض على العنف ضد الأمازيغ في الأحداث الأخيرة، من ضمن المؤشرات على تنامي نوع من الفكر التكفيري لدى الشعانبة الذي من شأنه أن يتطور مستقبلا بشكل خارج عن السيطرة، ويعتبر حجم الخراب والدمار وعدد القتلى والجرحى والمهجرين عقب الأحداث الأخيرة في غرداية وغياب الأمن الجزائري إنذارا حقيقيا بالخطر المحدق بالجزائر في حالة استمر النظام الحاكم في نهج نفس سياساته القمعية والعنصرية.

 ساعيد الفرواح

اقرأ أيضا

أكاديمية المملكة المغربية تنظم يوم دراسي حول التاريخ العالمي للمغرب

نظمت أكاديمية المملكة المغربية-المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، يوم دراسي حول التاريخ العالمي للمغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *