“أدرار” ورهانات التنمية

منتصر إثري

جذب شعار “أدرار: التاريخ، الثقافة، التراث، السياحة الجبلية ورهانات التنمية، ” الأنظار، وهو العنوان الذي اختارته الجهات المنظمة لفعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الجوز بإقليم الحوز، احتضنته الجماعة الترابية لأسني، على مدى أيام 27-28-29 يناير 2023، الأنظار وخلق نقاشا هاما في صفوف الفاعلين بالمنطقة، وهذا ما من شأنه المساهمة في التركيز أكثر على أهمية «أدرار» ودوره الفعال في خلق التنمية المنشودة.

وتعد مثل هذه الأنشطة الثقافية والفنية فرصة للترويج للمنطقة والنهوض بها، وخلق تنمية محلية مستدامة وتشجيع الاقتصاد التضامني، وخلق القدرة على جذب الاستثمارات وتحريك عجلة التنمية المنشودة، باعتبار منطقة أسني تزخر:

أولا: بمؤهلات طبيعية وسياحية يمكن أن تلعب دورا هاما في جذب الاستثمارات المختلفة والمتنوعة،

ثانيا: بإمكانيات ثقافية وحضارية وتاريخية جديرة باستثمارها في التنمية المحلية والتسويق الترابي، وتحقيق الإقلاع التنموي المنشود اقتصاديا واجتماعيا،

ثالثا: باعتبارها بوابة جبال الأطلس الكبير الذي يعد أعلى قمة جبلية في المغرب وشمال إفريقيا.

تعرف المنطقة بتوفرها على مؤهلات طبيعية وسياحية وتاريخية وثقافية تؤهلها لجذب الاستثمارات، ومبادرة تنظيم هكذا تظاهرة إشعاعية والانخراط في الدينامية الرامية إلى “كسر الأغلال” التي تعيق التنمية، وتقف في وجه تحريك عجلاتها بالمنطقة، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، وتثمين المنتجات المحلية والمجالية للمنطقة، كما من شأن مثل هذه التظاهرات “كسر الجمود الثقافي بالمنطقة وجعل الثقافة في صلب التنمية المجالية”.

فالمهرجانات والأنشطة الثقافية أضحت “استثمارا ثقافيا واقتصاديا وسياحيا، وعنصرا فعالا في التنمية المستدامة المنشودة، باعتبارها تشد اهتمام الهيئات المنتخبة والسلطات العمومية والقطاع الخاص والفعاليات المدنية والجمعوية وتساهم في الترويج الاقتصادي والتسويق الترابي”، وهي في حد ذاتها “عنصر ثقافي يفرض نفسه ضمن أي استراتيجية أو سياسة ثقافية”.

ولجعل مهرجان الجوز قاطرة للتنمية المنشودة، وحدثا ثقافيا سنويا بارزا، وإعادة الاعتبار للمنطقة، فإنه من المنطقي أن يبقى مفتوحا ومنفتحا على جميع المساهمات والأفكار والتصورات التي تسعى لتطويره والدفع بهذا المهرجان ليضمن موقعة ضمن المهرجانات الوطنية الكبرى الداعمة للتنمية في تجلياتها المتعددة والمتنوعة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الانعكاس الإيجابي لهذه التنمية على الموارد البشرية الهامة التي تزخر بها أسني، والانفتاح أكثر على الجمعيات وفعاليات مدنية وثقافية مختلفة، والتي ستساهم بلا شك بأفكارها وتصوراتها في تطوير وتجويد الدوارات القادمة.

وإن كان الخلاف في الدوارات السابقة يدور حول الطريقة الأحادية التي كانت تدار بها، فالدورة الأخيرة، بشهادة الكثير من المشاركين والمتابعين، حققت نجاحا هاما، كمّا وكيفا ومن حيث المقاربة التشاركية والانفتاح أكثر على الفعاليات المحلية، وبرهنت على أن طريقة وصيغة تدبير المهرجان تطور بشكل ملحوظ، ونأمل في الجهات المنظمة والمشرفة على تطويره أكثر في المستقبل ووضعه في خريطة المهرجانات الوطنية ودمقرطتة من حيث طرق التدبير والتسيير والتنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المُنتخبة والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمدنيين، حتى يُصبح قاطرة فعّالة بقوة في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بأسني.

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *