أربعة أسباب لانسحاب المغرب من جامعة الدول العربية

بقلم عمر العلوي

حتى لا يعتبرها البعض بأنها ضغينة عرقية أو توجه قومي، فلقد سبق لمصر القومية الخروج من هذه المؤسسة الإقليمية بعد اتفاقية كامب ديفيد، و هي – مصر- مشتل الفكر القومي.

كما أن سوريا الأكثر قومية من دول الجزيرة، صارت و إلى اليوم خارج حدود هذه المؤسسة. وهذا التلميح البسيط يكفي ليبرهن أن الإنتماء لجامعة الدول العربية هو انتماء تتحكم فيه مصالح إستراتيجية و سياسية و مصلحية يحددها ثمن البرميل من النفط في السوق العالمية اكثر من أي محدد آخر.

وإن عدنا لحالة المغرب و الأسباب الأربعة لخروجه من هذه “المنظمة” نقول بما يلي:

1- حين التأسيس في أربعينيات القرن الماضي، قدم المغرب ملف الانظمام و ثم رفضه من إحدى اللجن المخول لها البث في الموضوع بحجة أن المغرب ليس دولة عربية، قبل التدارك السياسي- و ليس الإنتماءي- للأمر.

2-الاصطفاف التاريخي للحركة القومية ضد مصالح المغرب و ضد نظامه الملكي( و نظامه الساسي الملكي هو من جعل الملكيات الخليجية تدعم استمراره داخل المنظمة، ليس حبا في المغرب بل خوفا من القوميين الانقلابيين ).

3- التزعم القطري للحركة الإخوانية و بدعم تركي، و من نتائجه معاكسة مصالح المغرب و تسخير الدرع الإعلامي ” قناة الجزيرة ” التي منحت طيلة عقدين مساحة إعلامية لقادة الانفصالين “بوليزاريو ” مساحة إعلامية واسعة و بثها المستفز و الدائم لخريطة المغرب المبثورة. دون نسيان دعمها للدراع الدعوي للإخوان داخل المغرب ماديا و إعلاميا و هو ما فضحه الإعلام مؤخرا من خلال الفضيحة الأخلاقية و المهنية لأحد اعلام الجزيرة…..( احمد منصور و سبه للمغاربة ).

4- تبرم المتحكمين الجدد من داخل النظام السعودي، أصحاب مناشير تمزيق اجساد الصحفيين، الذين يؤمنون بمنطق الحمية القبلية و عاطفة ابتزاز الاصطفاف. ويتم تصريف ذلك حاليا من خلال قناة “العربية”.

فمند البداية تم تحقير المغرب وشعبه، ثم تم تصنيفه قوميا أنه رجعي. وحين الموجة الإخوانية تم تصنيفه غربي الهوى وجب إسقاطه. و حينما اجتاحت الكراهية أنظمة الخليج بينها، لم يفهم ذوو الفكر القبلي أن المغرب تخلص مند قرون من هكذا نوع من تفكير الدول.

الجامعة العربية كانت ضد المغرب بداية، القوميون العرب صنفوا المغرب مملكة رجعية لاحقا. التوجه الإخواني القطري أعتبر المغرب فيما بعد حجر عثرة أمام رغبة الاكتساح العالمي ثم جاء أسياد السعودية الجدد ليرفضوا حياده في حرب داحس و الغبراء الجديدة التي ركبوا خيولها.

مشكلة هذه الرقعة الجغرافية أنها لم ولا تستطيع استساغة أن المغرب له تاريخ امبراطوري و ملكي و مجتمعي منحه مناعة و قوة الانفراد. و مادام هذا القوم غير قادر على استيعاب ذلك، أفليس من الأفضل الانسحاب؟

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *