جدّد الفاعل والمحامي الأمازيغي؛ أحمد أرحموش مطالبته كافة مكونات الحركة الأمازيغية “بحسم مواقفها السياسية فيما يتعلق بانتخابات 2021، وكافة الانتخابات المقبلة سواء انتخابات الغرف المهنية أو الجماعية..”.
واعتبر أرحموش في مداخلته بالندوة الوطنية التي نظمتها جمعية “تايري نوكال” صباح اليوم الأحد 12 يناير، بأكادير، حول موضوع “الحركة الأمازيغية بالمغرب: أي خيارات ما بعد الترسيم؟”، في إطار مهرجان تخليد السنة الأمازيغية الجديدة 2970، (اعتبر) أن هذا هو المدخل الرئيسي والأساسي لوقف “النزيف ووقف القصف الذي تتعرض له الأمازيغية ولو نسبياً”.
وقال أرحموش:”إن لم ننتقل لمرحلة استغلال الفرص السياسية المتاحة، فالأمور لن تسير في الاتجاه الصحيح”، وأضاف أن الأغلبية اليوم ” لديهم رؤية مشؤومة جداً بالنسبة لمستقبل الحركة الأمازيغية”.
وأضاف:” أنا متأكد أن العمل الجمعوي مهم ورائع وجميل وينتج ولكنه غير كافِ”، وزاد قائلا “الأمازيغية اليوم ليست هي الأمازيغية قبل دستور 2011″، والوسائل والطرق يجب أن تتطور وتنتقل إلى الممارسة السياسية”.
وذكر المحامي الأمازيغي، إقصاء الأمازيغ من مجموعة من اللجان التي تشكلت بعد ترسيم الأمازيغية؛ وأخيرها لجنة النموذج التنموي التي تضم 35 شخصاً؛ ولا يتواجد فيها أمازيغي واحد”.
من جهته؛ شدّد المحامي الأمازيغي، الصافي ممون على ضرورة التفكير في مستقبل ومصير الحركة الأمازيغية. لأنه اليوم “يُعتقد للجميع أن مشروع الحركة الأمازيغية انتهى بعد ترسيم الأمازيغية في دستور 2011”.
وقال الفاعل الأمازيغي، إن “الدستور استجاب كليا لمطالب الحركة الأمازيغية الواردة في ميثاق أكادير”. مؤكداً في معرض مداخلته “لكي تبرهن الحركة الأمازيغية على وجودها واستمرارها، لابد من وثيقة جديدة على غرار وثيقة أكادير تتضمن مطالب الحركة ومن التم التكثل حولها والنضال من أجلها”.
وأضاف المتحدث أن “بدون وثيقة تتضمن مطالب جديدة، سيعتقد للجميع بأن مشروع الحركة الأمازيغية انتهى”.
وقال الصافي ممون علي، إن “تركيز الفعاليات الأمازيغية على تفعيل رسمية الأمازيغية بعد ترسيمها وصدور القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، ليس مشروعا بديلاً، بل تنفيذ”.
وأشار إلى أن الأمازيغية أصبحت من “قضايا الدولة بعدما كانت قضية الحركة الأمازيغية”، وزاد “على الحركة الأمازيغية اليوم صياغة مطالب جديدة كي تطالب الدولة بدمجها كما قامت بدمج اللغة الأمازيغية”.
وأكد الباحث الأمازيغي أن هذا الميثاق “يجب أن يتضمن مجموعة من المطالب، من بينها الدفاع عن الأرض وتوزيع وحماية الثروات المعدنية من الاستغلال الجشع للشركات”، لأن هذا المطلب، يضيف “يبقى مطلباً “سوسياً” ويجب أن يعمم في كل الجهات والأقاليم ويصبح مطلباً وطنياً ولما لا مطلب يهم كل شمال إفريقيا”.
“كما يجب أن توضح هذه الوثيقة أن العلمانية لا تتناقض مع الإسلام، بدليل أن أجددانا كانت لهم كيانات سياسية علمانية يفصلون فيها بين الدين والدولة”. يورد المتحدث.
وحول الدعوات لانتقال الحركة الأمازيغية للممارسة السياسية. قال الصافي ممون علي “لا يجب أن تتوقع الحركة الأمازيغية في حزب سياسي”، لأنه إن “قمنا باختزال الحركة في حزب واحد سيعتقد البعض أننا أقلية، ومن تم سنعطي الفرصة للأحزاب الأخرى للتملص من الأمازيغية بحجة أن لها حزب يدافع عنها”.
وأضاف لا مانع في الانخراط في العمل السياسي أو تأسيس أحزاب سياسية من طرف نشطاء الحركة المقتنعين بذلك، لكن “من وجهة نظري يجب أن تبقى الحركة الأمازيغية حركة فكرية، تنويرية ونهضوية، بإمكانها أن تساهم بأفكارها ومواقفها سواء مع الأحزاب أو مع الدولة”.
الندوة شارك في تأطيرها كل من المحامي والفاعل الأمازيغي، الصافي مومن علي، والأستاذ والفاعل الحمعوي، الحسن أمقران، ومحمد أكوناض، رئيس رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية، بالإضافة إلى المحامي والفاعل الأمازيغي، أحمد أرحموش.
وعرف مساء أمس السبت، تنظيم عرض للأزياء الأمازيغية، شاركت فيه عدد من مصممات الأزياء الأمازيغية، تخلله فقرات موسيقية.
يذكر أن مهرجان “تايري نوكال” افتتح يوم الجمعة 10 يناير الجاري، بندوة دولية حول موضوع :“الأمازيغية بشمال إفريقيا” احتضنتها قاعة ابراهيم الراضي ببلدية أكادير، وشارك في تأطيرها كل من الأكاديمي الجزائري، ناصر جابي، والأديب التونسي، فتحي بن عمر، والسياسي الليبي، فتحي بن خليفة، والأستاذ الجامعي، الحسين بويعقوبي،
وعرف يوم الافتتاح تكريم عدد من الشخصيات في المجالات المختلفة. ووشحت “تايري نوكال” كل من الأستاذ محمد المودن بجائزة الحاج احمد اخنوش، وجائزة محمد اوزال عادت لعميد المدرسة العتيقة ازاريف الحاج محمد بن الحسن الشيبي.
فيما جائزة محمد مونيب عادت للباحث رشيد نجيب. ونال الشاعر والكاتب محمد فريد زلحوض جائزة ابراهيم اخياط، فيما عادت جائزة مبارك اوالعربي عادت للشاعر الأمازيغي، عمر الطاوس.
أما جائزة العربي ابن مبارك، نالها كل من ياسين الرامي مدافع فريق حسنية أكادير، ويوسف مستقيم المعروف بطقطوقة، مايسترو التراس ايمازيغن وجماهير حسنية أكادير.
ومن المرتقب أن يسدل الستار مساء الأحد 12 يناير؛ عن الدورة الثامنة للمهرجان بتنظيم سهرة فنية كبرى ستنقل مباشرة على القناة الأمازيغية.
منتصر إثري