ترأس والي جهة مراكش آسفي، مطلع أبريل الجاري، بمقر عمالة إقليم اليوسفية، اجتماعا خصص لاستعراض سير تنفيذ برنامج تثمين الموقع الإيكولوجي “أدرار إيغود” وتأهيل محيطه.
وتم خلال هذا اللقاء، تقديم عرض مفصل حول تقدم الأشغال المبرمجة والتي تعرف نسب إنجاز متقدمة.
وتتوزع الأشغال على أربعة محاور رئيسية تهم تأهيل وتثمين الموقع الايكولوجي بأربعة مشاريع بقيمة مالية تبلغ 50 مليون درهم، وتأهيل مركز جماعة إيغود من خلال 21 مشروع بقيمة 125 مليون درهم، وتوسيع وتقوية المحاور الطرقية من خلال 5 مشاريع بقيمة 135 مليون درهم.
كما قام رؤساء المصالح والقطاعات المعنية بإنجاز المرافق الاجتماعية بتقديم التصور المرتقب لتجهيز وتسيير هذه المرافق حتى تكون في موعد إعطاء انطلاقها.
وعلى إثر هذا الاجتماع، قام والي الجهة والوفد المرافق له بزيارة ميدانية للمشاريع في طور الإنجاز بمركز جماعة إيغود والمتمثلة في مركز تحويل النفايات المنزلية والقضاء على النقط السوداء، الملعب الرياضي، المحطة الطرقية، تهيئة المعبر الرئيسي، ملاعب القرب، دار الشباب، مقر الجماعة.
كما شملت الزيارة تهيئة ساحة عمومية، محلات بيع المنتجات المجالية، المركز الاجتماعي، خزانة للقرب، دار الأمومة، توسيع المركز الصحي، النادي النسوي، دار الطالب، السوق الأسبوعي، أشغال الانارة العمومية وكذا إنجاز أشغال تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز.
وخلال هذه الزيارة، أعطى والي الجهة تعليماته لاستكمال الأشغال في الآجال المحددة لتلبية انتظارات الساكنة والانخراط بصفة فعالة في الدينامية التنموية التي يهدف إليها البرنامج.
يذكر أن برنامج تثمين الموقع الإيكولوجي إيغود وتأهيل محيطه عرف تعبئة العديد من الشركاء بكلفة إجمالية تقدر بـ310 ملايين درهم، نظرا للخصوصية الإيكولوجية للموقع والأهداف التنموية المراد تحقيقها بجماعة إيغود.
وأكد المهندس بعمالة إقليم اليوسفية، حميد كمال، في تصريحات سابقة، أن هذا البرنامج الطموح والمندمج يضم أزيد من 30 مشروعا تروم تهيئة وتثمين الموقع الأركيولوجي لإيغود (50 مليون درهم)، وتأهيل مركز الجماعة الترابية إيغود (125 مليون درهم)، وكذا توسعة وتقوية المحاور الطرقية المتصلة بالموقع التاريخي ومحيطه (135 مليون درهم).
من جهته، اعتبر المدير الجهوي للثقافة بمراكش آسفي، عزوز بوجميد، أن هذا الموقع التاريخي المدرج منذ 20 نونبر 2017، ضمن قائمة التراث الوطني، يستحق أن يتوفر على مركز تراثي جدير بهذا الغنى والتفرد الأركيولوجي لموقع إيغود.
وأوضح بوجميد، في تصريح مماثل لوكالة الأنباء الرسمية، أن إحداث هذه البنية المندمجة ستشكل، إلى جانب دورها في صون وتثمين أحد الجوانب التراثية الوطنية، نقطة مركزية للأبحاث التاريخية على صعيد إفريقيا وستمكن من إشعاع أكبر للنتائج المحققة، لاسيما لدى منتظم الباحثين على الصعيد الدولي.
وسيتوفر هذا المركز، الذي سيكلف مبلغا يصل إلى 30 مليون درهم والمطابق للمعايير الدولية، على فضاء مخصص لاستقبال الجمهور (إعلام، تذاكر ومتاجر …) وفضاءات للعرض (دائمة ومؤقتة وتعليمية …) وفضاء بيداغوجيا (تنشيط وورشة) وفضاء للمطالعة والتوثيق، إلى جانب فضاء مخصص للطاقم الإداري والمستخدمين ولتطوير مهام المركز.
وسيشمل هذا المركز أيضا، فضاء للحفاظ على التحف والإعداد للمعارض، وفضاء للوجستيك وصيانة البناية، ومساكن وظيفية، إلى جانب مساكن مخصصة للأركيولوجيين المنقبين عن لقى أثرية بـ”دار الأركيولوجيين”.
وستهم تهيئة موقع جبل إيغود توطين لوحات إرشادية وإحداث ولوجيات للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتهيئة مسلك للزيارة، وتوطين مقر للموقع يتلاءم مع الجانب التراثي لهذه المنطقة، وذلك في احترام دقيق لبيئتها الطبيعية، إلى جانب إقامة نظام داخلي وخارجي للإنارة.
بدوره، أشار مدير وكالة العمران بآسفي – اليوسفية، حامت فرحاتي، الى أن المشاريع الممولة بقيمة 35 مليون درهم من طرف وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تهم تهيئة المسلك الرئيسي لمركز إيغود (16 مليون درهم) وتأهيل الأحياء وتهيئة الساحة المركزية.
وأضاف أن المجموعة ستشرف على مشاريع ممولة من قبل وزارة الصحة، من ضمنها توسيع مركز الصحة بالجماعة، مع إحداث مصلحة مستعجلات للقرب وبناء دار للأمومة.
من جانبه، أكد ممثل المديرية الإقليمية للتجهيز بآسفي، محمد أمين بدر التاج، أن ثلاثة مشاريع سترى النور على صعيد هذه الجماعة الترابية. ويتعلق الأمر أساسا، بتقوية المحاور الطرقية الرابطة بين إيغود ومدن شيشاوة وآسفي والصويرة، وكذا مشروعين لبناء منشآت فنية.
ويهم هذا البرنامج الطموح أيضا، مكونا بيئيا يتعلق بتهيئة المطرح العمومي لمركز إيغود وأشغال التطهير ومعالجة المياه العادمة، التي ستنتهي الأشغال بها قريبا.
من جهته، أبرز رئيس جماعة إيغود، خالد الخلادي، أهمية هذه المشاريع الهيكلية وآثارها الإيجابية، التي من شأنها أن تساهم في تنمية الجماعة وتقوية تحسين جودة البنيات التحتية على مستوى هذا الجزء من التراب الوطني، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتضمن إنجاز مقر جديد لجماعة إيغود.
بدوره، أشاد رئيس مؤسسة التراث والأبحاث الأركيولوجية بإيغود، نجيب بن علو، بإحداث هذا البرنامج الكبير، الذي يرمي إلى تثمين موقع جبل إيغود وتحقيق التنمية المستدامة المنشودة بهذه الجماعة.
وأشار بن علو إلى أن المشاريع المبرمجة في إطار هذا الورش الكبير تتواصل بوتيرة حثيثة، مذكرا بأن هذا البرنامج يستجيب لانتظارات ساكنة هذه الجماعة القروية.
وشدد على أن الجماعة القروية لإيغود أصبحت ورشا مفتوحا لمشاريع هيكلية ومندمجة، ستغير من مشهد هذا الجزء من التراب الوطني.
يذكر أن هذا التراث الأركيولوجي المتفرد يزخر بعدد من الحفريات البشرية التي تشمل جمجمتين للإنسان العاقل (إيغود 1 وإيغود 2) والفك السفلي وعظم عضد طفل (إيغود 3 وإيغود 4)، ما أتاح معطيات أركيولوجية جديدة مكنت من تحديد أصل الإنسان العاقل.
وتمكن فريق من الباحثين المغاربة والفرنسيين، سنة 2017، من العثور على جمجمة أقدم إنسان عاقل تعود لـ300 ألف سنة، وهو الاكتشاف الذي قلب المعارف العلمية التي كانت تؤرخ لأصل الإنسان العاقل عند 200 ألف سنة، وأدى هذا الاكتشاف إلى اعتبار هذه المنطقة مهدا للإنسانية.