أنا نموذج بسيط بين المئات و ما خفي أعظم…
مند سنين وأنا أكافح، أشتغلت مند صغري، امتهنت عدة حرف من غاسل صحون في “محلبة” إلى مساعد تاجر، ثم عامل بسيط في آلة “ترياش الدجاج” و…، كل هذا إلى جانب مواصلتي للدراسة و الانخراط في النضال الجمعوي و الممارسة الفنية، فاستطعت أن أوافق بين الدراسة و العمل و الفن، لأختار بعدها طريق الفن بكل كرامة و ثقة في النفس…
كافحت من أجل تلميع صورة الفنان الأمازيغي و لم أمد يوما يدي لأتسول من أحد، أكتفي بالصوم عن كل بعيدة المنال و أسعى للوصول لها بكل ابتسامة و نخوة…
أسست شركة إنتاج وفرت لي و لعدد كبير من الفنانين فرصة شغل كافحت من أجلها علي أعيش رفقة عائلتي بكرامة…، كل هذا و أنا أحاول جادا خلق صورة ايجابية عن الفنان الأمازيغي المكافح الذي لم و لن يمد يده متسولا ضعيفا، فقاومت كل الضربات و العراقيل بعيد كل البعد عن بحر الصفقات العمومية و استغلال المعارف و المأدوبات والصداقات و الركوع من أجل الفوز بفرصة شغل…
فجأة أجد نفسي مضطرا للتوقف عن الإنتاج و توقيف نشاط الشركة و حتى المنصات أصبحت حكرا على المتلونين سياسيا، الملجمي الألسنة البائعين ضمائرهم…، وإلى حدود الساعة لا أزال صامدا مكافحا من أجل ضمان قوت أسرتي بكل عزة و كرامة…
واليوم أحمل مسؤولية محاولة قتلي لمسيري هذه المدينة، أحملكم مسؤولية خلق العنف في داخلي البريء المحب للسلم… أحملكم مسؤولية قتل الفن داخلي و محاولة زرع الذل مكانه… أحملكم مسؤولية محاولة قتل حب هذا الوطن في أعماقي… لهذا و من أجل هذا سأحتج يوم الخميس.