يعد الراحل كلود لوفيبير من كبار الباحثين الفرنسيين القلائل في الفترة المعاصرة الذين اختاروا إنجاز أعمال بحثية ودراسات أكاديمية ورصينة وعميقة في مجال الثقافة الأمازيغية لاسيما في شقها الاجتماعي والثقافي.
وسبق لمعهد دراسات الإسلام ومجتمعات العالم المسلم (IEISMM) في بلاغ منشور في موقعه الإليكتروني عن رحيل الباحث الفرنسي المرموق كلود لوفيبير (1945-2020) يوم 15 أبريل الماضي.
وحسب البلاغ ذاته، فقد اختار الراحل دراسة الإتنولوجيا في جامعة السوربون، ليتخصص بعدها في دراسة كل ما يهم مجال الأمازيغ حيث اختار أولا دراسة وتعلم اللغة الأمازيغية في المعهد الوطني للغات والثقافات الشرقية(INALCO). ليلتحق بعدها بالمغرب إذ عمل على إنجاز دراسات أكاديمية حول قبيلة ايت عطا حيث استقر به المقام مدة طويلة، ومن خلال ذلك اكتشف العديد من مكونات وعناصر الثقافة الأمازيغية لاسيما في أبعادها الثقافية والاجتماعية والتقليدية والأنتروبولوجية.
التحق كلود لوفيبير بالمركز الوطني للبحث الجامعي (CNRS) بفرنسا ابتداء من السبعينيات، واشتغل في إطاره ضمن فريق البحث الخاص بدراسة بيئة وأنتروبولوجية المجتمعات الرعوية، ليلتحق بعد ذلك سنة 2001 بمدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية (EHESS )التي أطر داخلها عددا من التكوينات الأكاديمية وكذا عددا من الملتقيات العلمية البحثية. وانطلاقا من سنة 2006، تولى إدارة مركز التاريخ الاجتماعي للإسلام المتوسطي.
شارك الراحل في العديد من الملتقيات العلمية حول الثقافة الأمازيغية داخل فرنسا وخارجها ومنها العديد من اللقاءات على مستوى جامعة ابن زهر بأكادير.
كما نشر العديد من الدراسات والمقالات العلمية ومنها ترجمات للشعر الأمازيغي إلى الفرنسية.
رشيد نجيب