احتفت أكاديمية المملكة المغربية، مساء أمس الخميس 26 أبريل الجاري، بالأستاذ والباحث والأب الروحي للحركة الأمازيغية بالمغرب، محمد شفيق، من خلال تنظيم حفل تكريم بمقر الأكاديمية، سلمت له فيه الجائزة التكريمية للأستاذ محمد شفيق وهو أيضا عضو الأكاديمية سابقا وأول عميد للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية مباشرة بعد تأسيسه.
ويعتبر مؤلف كتاب “لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين” الذي ولد سنة 1926 بمنطقة آيت سادن، أحد أبرز الشخصيات التي أسست للنضال الأمازيغي منذ الستينيات من القرن الماضي، وهو الذي بدا سلسلة المقالات حول اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية والغوص في بحر إرث الثقافة والحضارة والأعراف الأمازيغية. كيف لا، وهو الذي عين مفتشا عاما للتعليم منذ سنة 1959 ثم مساعدا للتعليم عام 1969، وفي نوفمبر سنة 1971 عين كاتبا للدولة لدى الوزير الأول ثم مكلفا لدى الديوان الملكي.
وفي أواخر السبعينيات، أعدّ الأستاذ محمد شفيق تقريرا مفصلا بعنوان “تقرير حول ضرورة العناية باللغة الأمازيغية وضرورة تدريسها للمغاربة كافة ” رفعه شخصيا للحكومة، بناء على طلب من الملك الراحل، الحسن الثاني الذي كان مستشارا له، حدد فيه شفيق الأسباب الموضوعية القاضية بوجوب تدريس اللغة الأمازيغية ودراستها، مقترحا من خلال تقريره الخطة الإجرائية التي ستنبني عليها عملية التدريس، تبدأ في مرحلة أولى بإحداث معهد وإحداث كراسي في كليات الآداب، ثم إدراج الأمازيغية في التعليم الثانوي كمرحلة ثانية، والتعليم الابتدائي، كمرحلة ثالثة”.
محمد شفيق عين كذلك، عضوا بأكاديمية المملكة منذ 1980 وكذلك بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وكان أيضا من حرر “البيان الأمازيغي” الذي سلم إلى الملك محمد السادس في عيد العرش لسنة 2001، وقع عليه حوالي 230 ناشطا من نشطاء الحركة الأمازيغية، ومن أبرز ما جاء فيه “إعادة الاعتبار إلى اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية وإصلاح التعليم وكتابة التاريخ المغربي من جديد”.
وكرس صاحب مقولة “إن زمن الشجاعة الجسمانية قد ولى وجاء زمن الشجاعة الفكرية” كل حياته للتأليف والكتابة عن تاريخ الأمازيغية والأمازيغ، عبر نشر مجموعة من الدراسات حول الأمازيغية بمجلة “البحث العلمي” ومجلة “الأكاديمية”، وفي سنة 1989 أنتج كتابا كسر من خلاله كل الأحكام السائدة حينها حول الأمازيغ، وهو الكتاب المعنون بـ”لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين”، وفي سنة 1991، أصدر كتابا أخر بعنوان “أربعة وأربعون درسا في اللغة الأمازيغية “، وفي سنة 1999 أصدر مؤلف آخر بعنوان”الدارجة المغربية، مجال توارد بين الأمازيغية والعربية”، وفيه عرض للعلاقات والأواصر اللغوية التي تجمع بين اللغة الأمازيغية والدارجة المغربية. إضافة إلى ” الأمازيغية: بنيتها اللسانية”، كما أغنى المكتبة اللغوية الأمازيغية “بمعجم عربي- أمازيغي” في ثلاثة أجزاء سنة 1990و1993و2000 وهو من إصدارات أكاديمية المملكة المغربية”. قبل ذلك أصدر كتابيين باللغة الفرنسية، الأول سنة 1972 ” أفكار متخلفة” والثاني “ما يقوله المؤذن سنة 1974”.
ونال محمد شفيق يوم 11 ديسمبر 2002 جائزة الأمير كلاوس الهولندي للثقافة والتنمية، وهي أرفع جائزة تمنح في هولندا للشخصيات المتميزة. كما نال القيدوم عدة جوائز في عدد من المهرجانات واللقاءات.
العالم الأمازيغي/ منتصر إثري