رسالة مفتوحة الى: الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، السيدة ستيفاني ويليامز
عزيزتي ويليامز،
في البداية دعيني أعرفك بنفسي. أنا إسمي أكلي شكا من أمازيع-الطوارق وحامل للجنسية البريطانية. انا مؤلف وصحفي وصانع أفلام واعمل كمخطط استراتيجي لدى مختلف المنظمات الدولية. لقد كرست اكثر من 20 سنة الماضية من حياتي دفاعا عن حقوق الطوارق ليس فقط في ليبيا ولكن في كامل منطقة الصحراء الكبرى. ففي 2009 قمت بتأسيس “جمعية تيفيناغ الثقافية” لهدف توعية وتثقيف المواطن البريطاني والاوروبي حول ثقافة ومعاناة الطوارق في العالم. وفي بداية 2012، قمت” بتأسيس منظمة إيموهاغ الدولية من اجل العدالة والشفافية” وهي منظمة دولية تسعى لتوسيع من دائرة الدفاع الحقوقي والقانوني والتعريف بمعاناة وحقوق شعبنا على المسرح والمنتديات العالمية. وفي 2014 قمت بأنشاء “قناة توماست الفضائية” للدفاع وكسر التعتيم الإعلامي المفروض على امازيغ الطوارق وكذلك على الأقليات اللغوية المهمشة في ليبيا والمنطقة.
كان لي الفخر الكبير بأني كنت أول من يعلن انضمامه جهارا على مستوى جنوب ليبيا (فزان) إلى صفوف ثورة 17 فبراير 2011. انا أيضا كاتب ومؤلف حقوقي، كتابي الثاني باللغة الإنجليزية : “رجل الصحراء: مسيرة طويلة نحو تكوين دولة الطوارق” سيخرج للنور مع نهاية شهر ديسمبر المقبل.
عزيزتي: ويليامز،
انا وجميع الليبيين نترقب عن كثب مجريات الحوار السياسي التي تنطلق اليوم في الجارة العزيزة، تونس ويتملكنا امل كبير ولكن في ذات الوقت، ينتابنا قلق وخوف اكبر حول ما سيخرج به هذا الملتقى من نتائج. هذا لا يعني بأي حال من الأحوال، التقليل من حكمتكم وحنكتكم السياسية التي اكتسبتموها خلال الخمسة سنوات الماضية من الصراع الليبي. بل بالعكس تماما، نحن نؤمن بانكم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم وكذلك على أعضاء الحوار السياسي. لا يسعنا بهذه المناسبة إلا نتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في مهمتكم العسيرة هذه.
السيدة ويليامز العزيزة،
انا حريص جيدا على عدم اضاعة هذه الفرصة التاريخية دون ان اخبركم بأن شريحة كبيرة من أبناء شعبي اليوم في ليبيا يعانون من التمييز العرقي والتهميش السياسي الممنهج المتراكم على مدى 45 سنة الماضية. هناك اليوم اكثر 10 الف عائلة اليوم من امازيغ الطوارق محرومين من حق تسجيل مواليدهم الجدد ومن حق العلاج وحق الوظيفة وحق حرية التنقل وحق التعليم وكذلك من حق التصويت في الانتخابات.
سيدتي العزيزة، انا وبقية الاحرار في ليبيا لم ننضم الى الثورة ونخاطر بحياتنا من اجل استمرار الظلم والأنظمة النرجسية التي تقوم بلا خجل من حرمان شعبنا من ابسط حقوقه الشرعية.
نحن وكل الليبيون نعمل جميعا اليوم على وضع جانبا آلامنا وخلافاتنا وذكريات الحرب المؤلمة وانهاء التشرذم الداخلي ، ولكن هذا لن يتأتى إلا من خلال بناء دولة مدنية تقوم بحماية ابناءها على مبدأ المساوة وتكافئ الفرص بغض النظر عن عرقهم ومعتقدهم او جنسهم.
في الختام، على الرغم من التمثيل السياسي الذي حصل عليه الطوارق من خلال مشاركة السيد حسين الانصاري وله منا كل الدعم و التقدير، إلا اننا نؤكد ان الحوار السياسي ما لم يرفع الظلم والتمييز الممنهج المفروض على شعبنا ومعاملتهم اسوة ببقية مكونات الشعب الليبي في الحقوق والوجبات، فإننا لا نرى أي أهمية او مخرجات قد تنجم عن هذا الحوار بل سيكون مصيره كمصير بقية الحوارات السابقة وسيكون استمرارا للظلم والاقصاء ضد شريحة مهمة واصيلة من شرائح الشعب الليبي.
لكم منا فائق الاحترام والتقدير,
أكلي شكا
حرر في لندن: 2020.11.09
وفقك الله وجعلك مصباحا لهادهي الأمة الأمازيغية
بتوفيق إنشاء الله
بالتوفيق …فهناك فئة كبير من الطوارق محرومة من حقوقها القنونية