أمازيغيات يبرزن الأدوار الريادية للمرأة الأمازيغية في الأدب والفن والنضال الحقوقي

أكدت أمينة ابن الشيخ، رئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب، ومديرة جريدة العالم الأمازيغي، أن المرأة الأمازيغية عادت لتحتل مكانتها الحقيقية في المجتمع، بعدما أبانت عن قوتها في قيادة الحركات الاحتجاجية بالمناطق التي تعرف حراكا اجتماعيا كالريف وجرادة وإميضر، وكذا نضالات النساء السلاليات من أجل انتزاع حقهن في أراضي الجموع.

وقالت ابن الشيخ، في ندوة حول “ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ” نظمتها ﺟﻤﻌﻴﺔ “ﺃﻣﻮﺩ” للثقافة ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻ‌ ﺑﺎﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﻳﻮﻡ ﺍﻷ‌ﺣﺪ، 18 ﻣﺎﺭﺱ 2018، ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺐ ﺍﻻ‌ﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ثرﻳﺎ ﺍﻟﺴﻘﺎﻁ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ البيضاء، أن جزءا كبيرا من المسؤولية في تدني وضعية حقوق المرأة يتحملها الرجل باعتباره شريكا للمرأة في كل المجالات.

وتحدثت ابن الشيخ عن جينات القوة والشجاعة التي تتوارثها المرأة الأمازيغية عن جداتها اللواتي حضين بمكانة كبيرة في المجتمعات الأمازيغية القديمة “حيث كانت الجدات في الأسر الأمازيغية القديمة هي من توكل إليها إدارة شؤون الأسرة، وتملك مفاتيح خزائن المؤونة، مؤكدة على ضرورة استحضار ذلك التاريخ المشرف للمرأة الامازيغية وأخذ الدروس منه خصوصا عند وضع القوانين والمخططات التنموية والتصورات العامة للنهوض بأوضاع المرأة، “وكذلك إدراج هذا التاريخ في المناهج التعليمية”.

ووجهت ابن الشيخ انتقادا للصورة النمطية التي يروجها الإعلام المغربي عن المرأة، واتقدت النساء البرلمانيات، وقالت أنهن لا يأثرن بشكل إيجابي في سن القوانين التي تخدم قضية المرأة، بل أكثر من ذالك، تضيف ابن الشيخ “نجد هذه المرأة البرلمانية وزميلتها المستشارة لا تحضر حتى في مناسبات المناقشة والتصويت على مشاريع القوانين، المقترحة لصالح وضعيتها، المعروضة على السلطة التشريعية”.

من جهتها تطرقت الكاتبة والشاعرة الأمازيغية، خديجة إيكن، لدور المرأة الأمازيغية في حفظ الأدب الأمازيغي ونقله عبر الأجيال من خلال الحكي والسرد الشفهي، واصفة إياها بشهرزاد الأدب الأمازيغي، وقالت أنه لولاها لما استطاع أحد منا كتابة ولو رواية واحدة باللغة الأمازيغية.

وأضافت خديجة إيكن، الحائزة مؤخرا على الجائزة الأولى في صنف الإبداع الأدبي بالسودان، أن الأدب الأمازيغي المكتوب بالعربية أو بالفرنسية ليس أدبا عربيا ولا فرنسيا “كما كان يدعي ذلك أعداء الأمازيغية”، بل هو أدب أمازيغي، مستدلة في ذلك برواية “في الطفولة” للكاتبة الأمازيغية ليلى أبو زيد، التي كان النقاد المغاربة، إلى حد قريب، يصنفونها “كأول رواية مغربية تكتبها امرأة”.

وأكدت أن المرأة الأمازيغية اهتمت بنظم الشعر منذ الأزل “فتغنت به في شتى المناسبات ونسجت قصائد شعرية رائعة في جميع الأغراض الشعرية، إلا أن هذا الشعر تطغى عليه الشفوية كباقي الآداب الأمازيغية وقد جمع بعض الباحثين الامازيغ والأجانب أبياتا وقصائد رائعة”. مضيفة أن كان على الأدب الأمازيغي النسوي المكتوب الانتظار حتى نهاية القرن العشرين، حيث بدأت بعض الأقلام النسائية في الظهور وكتبت قصائد شعرية نسائية في العديد من الجرائد الأمازيغية، وقامت الشاعرة الأمازيغية عائشة بوسنينة بإصدار ديوان “عاذ أخفي ترزود” بالناظور سنة 1998.

وفي ختام الندوة تم تكريم بعض الوجوه النسائية البارزة، إلى جانب الإعلامية الأمازيغية أمينة ابن الشيخ، والكاتبة خديجة إيكن، والفنانة التشكيلية حبيبة حواسي، كما تم تقديم مجموعة من الفقرات الموسيقية والغنائية، بمشاركة فرقة “ترابوت فاميليا”، ساسبو وسالكي، ميستر إيكس وبودولي، أرتوف بوميصر سيفاو، أمازيغ فيون، حفيظة تماورت، حبيبة حواسي، ومجموعة أحواش “أعواد تزنيت”، تنشيط فاطمة بوركيبة وزيري أوبريك، إضافة إلى معرض الأكسسوارات الأمازيغية لمحند عشار.

أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *