أمازيغيو ليبيا يحتفلون بالسنة الأمازيغية الجديدة بالأكلات وزيارات و”أسوُقّاس أمقَاز”

احتفل الأمازيغ في ليبيا اليوم الأحد بحلول السنة الأمازيغية رغم الأزمة الاقتصادية وشح السيولة في البلاد.

ويعتبر الأمازيغ في ليبيا يوم 14 يناير أول أيام السنة الأمازيغية، ورغم الأزمة الاقتصادية وشح السيولة في ليبيا، إلا أن بعض سكّان “جبل نفوسة” احتفلوا ولو بشكل محتشم بحلول العام 2968 “بحسب التقويم الأمازيغي”.

وأعلنت المدارس الواقعة هناك اليوم عطلة رسمية لإعطاء الفرصة للاحتفال وتبادل التهاني والزيارات وطبخ بعض الأكلات الاحتفالية، ويقدم الأمازيغ التهنئة لبعضهم البعض في هذه المناسبة بعبارة “أسوُقّاس أمقَاز” والتي تعني “سنة مباركة”.

وبحسب رؤية الأمازيغ في ليبيا فإن العمل بالتقويم الأمازيغي بدأ قبل الميلاد بـ 950 سنة عندما استطاع الملك “شيشنق” تأسيس أسرة حاكمة في مصر امتدّت من 950 ق م إلى 817 ق م، فيما تعتبره بعض الدراسات تقويماً فِلاحياً مرتبطاً بتنظيم الزراعة الموسمية في شمال أفريقيا، وتُعيد أصله لبقايا الوجود الروماني.

ويشكّل الأمازيغ في ليبيا نحو عُشر السكّان، ويبدأ الوجود الأمازيغي من الحدود الليبية التونسية غرب البلاد ، ويتوزعون في اتجاه الشرق والجنوب، و يعيش أغلبهم في مدن متفرقة من سلسلة جبل نفوسة الواقع جنوب غرب طرابلس التي يقطنها أيضاً نسبة كبيرة منهم.

وفي الجنوب يستوطن الأمازيغ “الطوارق” من ذوي البشرة السمراء أغلب مدن الصحراء الكبرى، ويمتد وجود الأمازيغ شرقاً إلى مدينة “أوجلة” الواقعة /400 كم جنوب بنغازي/.

ومن أهم المدن الأمازيغية في ليبيا “زْوَارَة” و”يِفْرِن” و”نالوت” و”غْدَامس” و”جَادُو” و”كَابَاو” و”القَلعة” و”الرحيبات” و”الحرابة” و”غات” و”أوباري” و”أوجلة”.

وبعد عقود من عدم الاعتراف بهويتهم كأمازيغ ينحدرون من أصل سكّان شمال أفريقيا، وجد الأمازيغ بعد أحداث الثورة الليبية عام 2011 بعض المتّسع للحديث والفخر بتاريخهم وثقافتهم الضاربة في التاريخ، إلا أن كثيراً منهم مازالوا يشتكون من التهميش، ولعل هذا ما دفعهم لمقاطعة “اللجنة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور”، اعتراضاً على تخصيص “مقعدين” كحصة للمكون الأمازيغي في اللجنة المشكّلة من 60 عضواً، إضافة لمقعدين لـ”الطوارق” (أمازيغ الصحراء)، ومثلها لـ”التّبو” القاطنين في الصحراء أيضاً.

وبعد 2011 برزت مطالب الأمازيغ وظهر العلم الخاص بهم بألوانه الثلاثة المتوالية أفقياً من الأعلى “بداية باللون الأزرق الذي يرمز للبحر، والأخضر الرامز لمهنة الزراعة، ثم الأصفر والذي يرمز للصحراء الكُبرى، ويتوسط العلم أحد رموز اللغة الأمازيغية باللون الأحمر.

وبدأت مدارس عديدة في جبل نفوسة بعد 2011 بتدريس اللغة الأمازيغية التي تعتمد حروفا خاصّة بها تُسمى “التافيناغ”، في حين يطالب ناشطون أمازيغ بترسيم لغتهم في الدستور، وبآليات تسمح بإبراز خصوصياتهم الثقافية.

ولا تفرّق نصوص مشروع الدستور الليبي المنتظر التصويت عليه هذا العام بين الليبيين على أساس اللغة أو العرق أو اللون، وتنص مواده على الاعتراف بكل المكونات الثقافية في ليبيا “بما فيها الأمازيغ”، مع بقاء اللغة العربية لغة رسمية في البلاد.

* المصدر: د.ب.أ

شاهد أيضاً

ليبيا.. “حراك أمازيغ تينيري” يطالب الدبيبة بدسترة الأمازيغية

طالب “حراك أمازيغ تينيري” بليبيا، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة بدسترة اللغة الأمازيغية. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *