أمازيغ العالم يناقشون تطور الملف الأمازيغي خلال أشغال الجلسة الثانية لمؤتمر إفران

IMG_0341خلال الجلسة الثانية من أشغال المؤتمر الثامن لأمازيغ العالم الذي ينعقد بإفران من 27 إلى 29 نونبر الجاري، والتي يستمر الأستاذ ميمون الشرقي في تسييرها، أكد الناشط الأمازيغي محمد الشامي على أن “الحركة الأمازيغية في قمة الحركات التحررية التي دافعت عن الثقافة والهوية”، وقال بأن مثل هذه اللقاءات مهمة في توحيد الرؤى لدى الأمازيغ في جميع المناطق، وأضاف أن تنامي عدد الجمعيات في استمرار مستمر حيث وصلت لحدود 5000 جمعية، وأضاف “أن تكون مغربيا معناه يجب أن تعتنق اللغة والثقافة المغربية”، ممثلا بالرئيس الفرنسي الذي اعتنق الفرنسية “جيدا” قبل أن يكون رئيسا لفرنسا، مؤكدا أن عددا من الأمازيغ استطاعوا ولوج  مراكز القرار في أوروبا، لكن بعد انصهارهم في هوية البلدان المستقبلة. فيما أشار إلى أن حضور عدد من أمازيغ العالم من أزواد والمزاب وغيرهم، هو دليل على أنهم ينتظرون من التجربة المغربية الشيء الكثير.

  وفي مداخلته أكد محمد حسين الملكي المحامي بهيئة المحامين بالرباط على أن أهمية مؤتمر التجمع العالمي الأمازيغي يكمن في كونه يعقد في منطقة أمازيغية مائة بالمائة، وأشاد بأهمية ودورالجمعيات التنموية في حل المشاكل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية التي تعاني منها معظم المناطق الأمازيغية خاصة سكان الجبال، فهذه الجمعات، حسب ملكي، تستمد أفكارها ومرجعياتها التنموية من الثقافة الأمازيغية، فالأمازيغ عرفوا بمبادراتهم الذاتية في حل مشاكلهم الداخلية بدل انتظار مبادرات اجنبية.

  وأكد الملكي على أن مفهوم الوحدة عند الأمازيغ لا تعني السلطة ولا تعني تكوين “دويلة أمازيغية”، وإنما تعني التضامن في إطار تدبير الاختلاف، وأضاف بأن الثقافة الأمازيغية قوية وغنية بتنوعها واختلافها والعالم في حاجة إليها، فالثقافة الأمازيغية لا تؤمن بالثقافات ذات البعد الوحيد والتي تتبنى الإرهاب والغلو، على عكس  الثقافة الأمازيغية التي تتبنى ثقافة الإنقتاح.

   ومن جهته دعا الناشط الأمازيغي محمد مهيدري  إلى أهمية الاستثمار في الشعب الأمازيغي وتنمية قدراته، كما دعى إلى تشجيع الحريات الفردية والجماعية. وأضاف على أن  الأمازيغية في المغرب مغيبة في الوثائق الرسمية (على سبيل المثال البطاقة الوطنية)، رغم التنصيص عليها في دستور 2011 كلغة رسمية ووطنية، وتستعمل بدلها اللغة العربية والفرنسية.

  فيما تناولت حليمة الإدريسي ممثلة النساء السلاليات بالخميسات، مسألة أراضي الجموع، وقالت بأن هذه الأرض تمثل الهوية الأمازيغية، و”الإنسان بدون أرض لا هوية له”، فالإنسان حين تسلب منه أرضه تسلب منه هويته، وتحدثت الإدريسي عن تعرضها للاعتقال بسبب دفاعها عن الحق في أراضي الجموع.

   وعن أمازيغ المزاب بالجزائر، تحدث خضير السكوتي مندوب التجمع العالمي الأمازيغي بغرداية، عن المعاناة التاريخية التي عاناها الأمازيغ من النظام الجزائري، قبل أن ينتقل للحديث عن الأحداث المأساوية الأخيرة التي عانتها منطقة المزاب من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها أجهزة القمع الجزائرية في غرداية، عن طريق قطع الماء وأخذ أراضي الجموع وإنشاء مستوطنات عربية من أجل تعريب المنطقة، وانتهاءا بالتصفية العرقية للمزابيين باستعمال الرصاص الحي، واعتقال مجموعة من الناشطين الأمازيغيين، من بينهم عضو التجمع العالمي الأمازيغي كمال الدين فخار الذي كان يطالب بحكم ذاتي لمنطقة مزاب، وعرض خضير مجموعة من الصور تبين حرق منازل المزابيين ومصانعم، إضافة إلى تدمير المنشآت التاريخية بمساهمة القوى القمعية، كما يتم تخريب القبور وحرق وتشويه الأموات.

  وفي مداخلته دعى ممثل أمازيغ أزواد محمد الأنصاري نيابة عن حما أك محمود، الذي تعذر عليه حضور أشغال المؤتمر، دعا إلى إخراج مجتمع أزواد من الصورة النمطية التي تروج عنه رغم كون الإنسان الأمازيغي الأزوادي يستطيع تقديم الشيء الكثير للأمن في منطقة الصحراء خاصة وأن مجموعة من المجرمين يتخذون من المنطقة ممرا لمجموعة من ثروات العالم من قبيل المخدرات التي تتواطئ فيها مجموعة من الدول، ومن الناحية الثقافية فللشعب الأزوادي موروث كبير قد يفيد الإنسانية جمعاء، ومن جهة أخرى قال الأنصاري أن هناك تمويلا قطريا للإخوان المسلمين من أجل نشر الفكر الوهابي الإقصائي العنصري ضد الأمازيغ، كما أن معالم الأمازيغيين بمنطقة التوارك تعرضت وما تزال لمحاولة الطمس والتخريب والتهميش، خاصة تامبوكتو.

   ومثلت أمازيغ تونس بالمؤتمر كل من أولكا عربية نور الباز ومريم الأحمر عن جمعية المرأة الأمازيغية في تونس، وتحدثت مريم الأحمر عن دور مثل هكذا لقاءات في توحيد صفوف إمازيغن كما تحدثت عن دور المرأة الأمازيغية التونسية في الحفاظ على اللغة والثقافة الأمازيغية، ومن جهتها تحدثت نور الباز على أن الرئيس التونسي السابق بورقيبة كان  يقصي اللغة والثقافة الأمازيغية، وأعطى مكانة للعربية، واستمر ابن علي على نفس النهج حتى 2011 حيث تحرر الأمازيغ من جديد،  و طالبت نور الباز بإحياء الثقافة الأمازيغية عن طريق ترسيم الأمازيغية، والاعتراف بالسنة الأمازيغية، وتسمية الأطفال بأسماء أمازيغية.

  وعن أمازيغ ليبيا أكد نصر الدين بوزخار أن “الحراك الأمازيغي الذي شهده المغرب، والذي توج بترسيم الأمازيغية في الدستور، كان ملهما لأمازيغ ليبيا من أجل الدفاع عن حقوقهم الثقافية واللغوية، خاصة بعد إسقاط الطاغية القذافي”. كما أشار بوزخار إلى التطهير العرقي الذي كان يسعى له القذافي لولا المساعدة التي قدمها الشعب التونسي. وبخصوص الوضع الحالي لأمازيغ ليبيا، فهم يشكلون نصف سكان طرابلس، وقد دخلوا مرحلة الحراك السياسي عن طريق تشكيل حزب أمازيغي من أجل تمكين الأمازيغ من حقوقهم في ليبيا ما بعد الثورة، ودعى بوزخار إلى التفكير في إسلام أمازيغي حر وغني، وأكد بوزخار في ختام مداخلته على أن أمازيغ ليبيا لن يسلموا السلاح قبل أن يتمكنو من كافة حقوقهم.

  وكانت آخر مداخلات الجلسة الثانية لرئيسة فرع المغرب للتجمع العالمي الأمازيغي أمينة ابن الشيخ، والتي استنكرت من خلالها العنصرية والتماطل الذي تنهجه الحكومة المغربية في إخراج القانون التنظيمي للأمازيغية رغم دخولها الدستور رسميا منذ أزيد من أربع سنوات، كما نددت بالسياسة القمعية التي تنهجها وزارة التربية الوطنية ضد تدريس الأمازيغية، قبل أن تنتقل ابن الشيخ لعرض البرنامج الذي اشتغل علية التجمع العالمي الأمازيغي طيلة السنتين الماضيتين.

 كمال الوسطاني/يونس لوكيلي

شاهد أيضاً

ندوة دولية بأكادير حول أهمية التربة في التنمية المستدامة

افتتحت يوم الاثنين فاتح يوليوز بأكادير ندوة دولية حول موضوع “متجذرة في القدرة على الصمود: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *