أمازيغ النيجر يخوضون غمار السياسة كآخر بطاقة للاعتراف

Nigeria_political_party_p2كتب عليهم أن يناموا وأعينهم مفتوحة، كما كتب عليهم أن يتركوا مصيرهم للقدر، فهؤلاء أمام مستقبل سيصنعه لهم الآخرون.

هذا هو حال “تماجق” النيجر منذ توقيع اتفاقيات السلام 1994 مع حكومة نيامي، هدوء على جبهات القتال التي كانت تعرف اشتعالا. راسمة بذلك صورة الأمازيغي الثائرفي أذهان العالم، لكن اندماج العديد من “إيماجغن” في صفوف الجيوش المحلية وفي صفوف قوات الأمن، مع  تمويل  دولي من صندوق الأمم المتحدة للتنمية، وكذلك التعاون الفرنسي. دقت آخر مسامر نعش النضال برمال تنيري.

Nigeria_political_party_p4بين المطالبة بالاستقلال الذاتي والإبادة  العرقية، نحت مستقبل “تماجق” بلا ملامح واضحة،  فرغم  تطور المفاوضات مع الحكومة برعاية بعض الدول المعنية مثل الجزائر، التي كانت في سيناريوهات عدة،  طرفا ثانيا في إشعال فتيل الحرب  ضد القبائل الأمازيغية بالنيجر، والتي على إثرها تم  الاتفاق على لامركزية موسعة تعتمد التسيير الذاتي للشأن المحلي، إلا أن هاجس طمس هويتهم الأمازيغية وربطها بأعراق عربية وافريقية، دفعتهم وبنوع من التصميم، إلى التنسيق مع نشطاء القضية الأمازيغية  من المغرب والجزائر… للخوض في غمار الفعل السياسي كباقي أمازيغ  تمازغا، مطالبين بالاعتراف بحقوقهم كمجموعة لها خصوصيتها ولها لغتها الخاصة والتي تعتمد حرف تيفيناغ، ومطالبين بدمجهم سياسياً واجتماعياً لتحقيق التنمية الاقتصادية والمادية، لكن الإهمال والتهميش الذي تعرضوا له من قبل الحكومة المركزية، هذا بالإضافة إلى المظالم الناجمة عن الفشل في التنفيذ الكامل لاتفاقيات السلام، إستؤنف العنف واشتعلت انتفاضات جديدة سنة 2007، بموازاة مع حركة التمرد التي طالت شمال مالي، سنوات 2006/2007/2008…، ولم يتم تنفيذ سياسات السلام بصورة كاملة بل وضعت تلك السياسات جانبا في مالي بسبب الأجندة الأمنية التي تجسدت في البرنامج الخاص للأمن والسلام والتنمية في شمال مالي سنة 2011.

بقلم: هشام الحسين
بقلم: هشام الحسين

وفي حالة النيجر لم يكن هناك تغيرات هيكلية بل كان هناك نوع من النهج الذكي لحل الأزمة. لكن المطالبة  بالاعتراف السياسي لم يتوقف بقيام الرئيس النيجيري مامادو إيسوفو في تلك الفترة بتعيين أعضاء من”إيماجغن” مثل السياسي بريجي رافيني في مناصب حكومية رئيسية كمحاولة لتهدئة احساس تماجق النيجر بالإهمال.

ومنذ ذلك الحين أخذ نشطاء “تماجق” بهذا الشق من بلاد تمازغا  يتكتلون في تنسيقيات وطنية لتقديم صوت موحد لأمازيغ تنيري، وكان آخر تحرك لهم على الواجهة السياسية هو تأسيس حزب أمازيغي يحمل إسم  الحركة الديمقراطية من أجل التجديد، كبادرة أولى للمشاركة في الفعل السياسي وتعبيرا حقيقيا عن  إرادتهم السامية لإبراز الهوية الأمازيغي.

شاهد أيضاً

“منتدى أزواد السياسي” يطالب الملك محمد السادس بالتدخل لنجدة الشعب الأزوادي

طالب “منتدى أزواد السياسي”، بصفته الاجتماعية والثقافية، وباعتباره صوتا للشعب الأزوادي بكل أطيافه ومكوناته، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *