عقدت كل من جمعية «تويزة للتراث والتنمية» و«لم الشمل» والجمعية التونسية للتراث والبيئة ومرصد «آدرار» للأبحاث والتوثيق الرقمي للتراث ندوة صحفية للإعلان عن برنامج الدورة الثالثة لتظاهرة الأيام التونسية للثقافة الأمازيغية بفضاء نجمة المدينة بالمدينة العتيقة.
وسينطلق المهرجان في دورته الثالثة من 10 الى 14 جانفي ويقوم على التعريف بالموروث الأمازيغي والتأكيد على ثراء الموروث الثقافي لتونس، موروث ثقافي وحضاري عمره آلاف السنين وللأمازيغ جزء منه، وهم أبناء تونس لهم الحق في الاحتفال بخصوصيتهم ولهم الحق في الحفاظ على ذاكرة وطنهم كما جاء في الندوة الصحفية.
تونس للجميع
أشار السيد خالد خميرة رئيس جمعية «تويزة» أن المهرجان انطلق للمرة الأولى عام 2012 احتفالا برأس السنة الامازيغية ليكون في العام الثاني ثلاثة أيام وهذا العام سيكون لمدة أربعة أيام وأكد أن الهدف من هذه التظاهرة هو إحياء الثقافة الأمازيغية وخصائصها والتأكيد على مساهمة هذه الثقافة في إثراء النمط التونسي والتأكيد على تعدد مكونات الثقافة التونسية.
وأشار ان المهرجان هو فرصة لتعرف الصغار على تراث الأجداد فلا يمكن نكران ان تونس بلد اتحدت فيه وتمازجت كل الحضارات وللأمازيغ بصمتهم في هذا الوطن العزيز، وفي مداخلته أيضا اشار طارق المحضاوي عن «لم الشمل» أن تونس لكل التونسيين فالهوية التونسية مكونة من الأمازيغ والعرب والأتراك والأندلسيين والرومان والوندال وكل الحضارات التي تعاقبت على هذه الارض الصغيرة، واكد المحاضرون انه لا يمكن المزايدة على هوية الامازيغ فهم تونسيون والوطن يهمهم بالدرجة الاولى ولكن لكل منا خصوصيات يريد المحافظة عليها ومن خصوصياتهم احياء الثقافة الامازيغية التي كان يمنع الخوض فيها قبل الثورة.
ونشير الى ان الامازيغ نشطوا بعد الثورة وبعثوا عددا من الجمعيات بعضها يعمل بصدق للبحث في التراث الأمازيغي وإحيائه ماديا ولا ماديا وبعضها الاخر استغل كلمة «امازيغ» للمتاجرة وكسب عطف واموال المنظمات الدولية.
مهرجان متعدد الفقرات
تنطلق الدورة الثالثة لأيام الثقافة الامازيغية يوم السبت 10 جانفي في الثالثة ظهرا في فضاء نجمة الشمال بالعاصمة مع ندوة علمية «الزي الامازيغي» تقدم من قبل طاهر منصوري و عبد الرزاق فقيه، يليها عرض «ايدار» AYDAR وهي كلمة امازيغية تعني «اللّباس» او موكب تلبيس العريس زي العرس ومعها تكون انطلاقة الاحتفالات.
اليوم الثاني الموافق للأحد 11 جانفي سينقسم البرنامج الى جزئين اول في نجمة المدينة من التاسعة والنصف صباحا الى منتصف النهار ويقوم على ورشة للخط العربي والخط الامازيغي بالإضافة الى ورشة للوشم خاصة وان الوشم ظاهرة اجتماعية ونفسية وأنتروبولوجية وحضارية وثقافية ووجودية وهوياتية.
فالوشم عند الامازيغ عبارة عن وثيقة مكتوبة ومدونة وشهادة حقيقية وصادقة عن مسار الإنسان الأمازيغي وهويته وكينونته ووجوده الحضاري،.
كما يعبر الوشم ثقافيا وفلسفيا عن رغبة التخلص من سلطة الدليل الصوتي وسيادة المركز باستبدالهما بسلطة الكتابة التي تعني التحرر الوجودي، وإثبات الذات، والانتماء الهوياتي، والرفض المطلق للتهميش والتغريب والإقصاء والنظرة الدونية والوشم وسيلة للتعبير عند البربر او الامازيغ.
والجزء الثاني سيكون في شكل جولة سياحية ثقافية للتعريف بالموروث الامازيغي لاكتشاف تكرونة وجرادو والزريبة العليا وهي قرى بربرية لاتزال تعاند الزمان وتحافظ على صورتها متحدية قسوة الطبيعة وقسوة الحضارات التي تعاقبت على تونس.
اليوم الثالث من المهرجان يخصص للباس الامازيغي و الاكلة التقليدية بالإضافة الى الاحتفال بالعام 2965 الامازيغي المتوافق مع العام الفلاحي، ولا يمكن للتظاهرة إلا الاعتراف بفضل الثورة على المهتمين بالتراث الامازيغي لذلك خير المشرفون على التظاهرة تنظيم حفل الاختتام بشارع الحبيب بورقيبة تزامنا مع الذكرى الرابعة للثورة، فدماء الشهداء هي من منحتهم فرصة العمل الجمعياتي والتجول للتعريف بالموروث الثقافي والحضاري للامازيغ.
برنامج المهرجان متنوع الفقرات وجلها ينبع من خصوصية امازيغية فأين وزارة الثقافة في هذا المهرجان الم يسبق للسيد الوزير ان صرح ان الوزارة ستدعم التظاهرات ذات الخصوصية والمميزة عن غيرها من التظاهرات؟.
طارق المحضاوي: (شبكة لمّ الشمل)
من حق الشبيبة التعرف على موروث الأجداد
اكد الاستاذ طارق المحضاوي في تصريحه أنّ لمّ الشمل هي شبكة تضم عددا من العاملين في مجال المواطنة والمدافعين عن حق التونسي في الثقافة وأشار ان «لمّ الشمل» سبق وان شاركت مع تويزة وآدرار في اليوم الاحتفالي براس السنة الامازيغية منذ عامين وفي العام الفارط كانت شريكا فاعلا في ايام الثقافة الامازيغية. وأكد انهم عملوا على احياء التراث الامازيغي قبل الثورة بطريقة غير قانونية. وأنهم يعملون على التعريف بالموروث الثقافي الزخم الذي ورثوه عن الاجداد قبل اندثاره لأنه من حق الشبيبة معرفة تاريخ القدماء. وأشار أنهم تونسيون ويفتخرون بهذا الوطن ولا يمكن التشكيك في هويتهم ولكن من حق كل مجموعة التعريف بخصوصياتها كذلك يعمل المشرفون على التعريف بالتراث الامازيغي.
خالدخميرة: جمعية تويزة
كلنا نفتخر بالتخليلة والملية وهما من أصل أمازيغي
اشار خالد خميرة ان جمعية تويزة هي «حلمة» وهي جمعية ولدت بعد احداث جانفي 2011 وتحديدا في شهر افريل و هي حلمنا منذ الثمانينات بالعمل الجمعياتي الذي نرغب معه في التعريف بالموروث الامازيغي ودوره في اثراء الهوية التونسية.
وأشار ان «تويزة» او «رغّادة» كلمة امازيغية وتعني عمل اجتماعي تطوعي وأشار انهم يعملون ليحافظوا على تراث الجدود الامازيغي فهم جزء لا يتجزأ من الموروث الثقافي التونسي وأكد انهم يستعملون كلمة «امازيغ» في سياقها الثقافي الحضاري لا السياسي لان الامازيغ وُجدوا من جبل الابيض في بنزرت لجبل نفّوسة أقصى الجنوب فلا وجود لمنطقة في الجمهورية تخلو من التخليلة والملية والخلال والكسكسي وهي مكتسبات امازيغية وهم اثروا في الهوية والموروث الثقافي لهذه البلاد.
وأكد محدثنا انه وجب التدخل لحماية الموروث اللامادي من الاندثار فكبار السن هم حاملو حضارة وتاريخ وبموتهم سيندثر لذلك وجب تكاتف الافراد والمبادرات لحماية هذا الموروث بأرشفته، فكلما حافظنا على ذاكرتنا كلما كانت تونس متميزة بين الدول فمن لا ماضي له لا مستقبل عنده.
سهيل لغلوغ: نجمة المدينة
الفضاء مفتوح لكل الجمعيات دون مقابل مالي
اكد السيد سهيل لغلوغ المسؤول عن فضاء نجمة المدينة ان الفضاء مفتوح لكل الجمعيات التي تريد المساهمة والتاثير في المشهد الثقافي التونسي وأكد ان «ابواب النجمة مفتوحة لكل الجمعيات التي لا تملك مقرًا لتمارس نشاطها دون مقابل مادي والفضاء مكان لتلاقي المهتمين بالنشاط الفكري والفني» وأكد ان التظاهرة تزامنت مع الذكرى الاولى لفتح الفضاء وأشاد بأهمية الفعل الجمعياتي داخل الفضاء ف «النجمة حيوط والأفراد والجمعيات روحها، ولا قيمة للجسد دون روح» وأشار الى ان تونس تزخر بالعديد من الروافد التي تمازجت لتشكيل الهوية الحضارية للبلاد ومنها الامازيغ ومن حقهم علينا ان نساعدهم للحفاظ على خصوصيتهم.
ودعا الى ضرورة المصالحة بين الدولة التونسية وأبنائها الامازيغ لأنهم جزء لا يتجزأ من الدولة وهويتها المتباينة التركيبات.
سيف الدين بيباس: المنسق الجهوي لنوادي لم الشمل تونس
جمع كل المهتمين بديمقراطية تونس
لم الشمل هي شبكة جمعيات مواطنة تأسست في 29 افريل 2011 لها عدد من المبادئ الاساسية وهي احترام النظام الجمهوري وقيم الحداثة للبلاد التونسية و احترام الحريات العامة والمساواة الكاملة بين الجنسين وحرية المعتقد والفصل بين الدين والسياسة كضمان اساسي للعمل الديمقراطي واحترام حرية الاختلاف واحترام الحرية الثقافية، وأكد ان «لم الشمل» منفتحة على كل الجمعيات التي تشترك معها في هذه المبادئ واشار انها تعمل للسنة الثالثة مع تويزة وآدرار حول المحافظة على الثقافة الامازيغية واكد ان لم الشمل شاركت في المسار الديمقراطي للبلاد عبرCYCLE VOTE اين تجول اكثر من 24 منخرط في الجمعية في كامل تراب الجمهورية عبر الدراجات لتشجيع التونسيين على التسجيل في الانتخابات اولا ثم حثهم على التوجه الى مكاتب الاقتراع لان ابناء الجمعية هم من الشباب المؤمن بأهمية الفعل الجمعياتي في البلاد.
أحمد الطرابلسي: الجمعية التونسية للتراث والبيئة
الزيارات الميدانية وسيلة للتصالح مع التاريخ
الجمعية التونسية للتراث والبيئة جمعية فتية تأسست في جانفي 2013 تعمل على التعريف بالموروث الثقافي والتراث في تونس نشاطنا موجه بالأساس الى الشباب لدفعهم للتعرف اكثر على بلادهم واكتشاف مكوناتها الحضارية والثقافية وفي هذا السياق يتنزل برنامج الاحد 11 جانفي الذي ستتوفر فيه الفرصة للشباب للتعرف على تكرونة وجرادو والزريبة العليا وبإطلاعهم على المكان سيعرفون تاريخ القرى الجبلية ويكتشفون خصائص البربر ومميزات الامازيغ في سياق مصالحة الشباب مع تاريخهم.
عن يومية المغرب