لفتت جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف” انتباه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لوضعية العديد من التعابير الأمازيغية القليلة الانتشار بالمغرب التي لازالت تعاني من التهميش والتغييب على المستوى المؤسساتي، مما أدى إلى تراجع عدد المتحدثين بها لصالح “الدارجة”.
وأوضحت الجمعية في رسالة وجهتها إلى رئيس الحكومة، أن “أمازيغية صنهاجة سراير: يتحدثها سكان دائرتي تركيست وكتامة وبعض دواوير دائرة بني بوفراح بإقليم الحسيمة، كما أن نسبة مهمة من المنحدرين من هذه المنطقة مستقرون بتطوان، طنجة، العرائش، فاس والدار البيضاء… ويبلغ عدد المتحدثين بها قرابة 200000 نسمة؛ فيما أمازيغية غمارة: يتحدثها سكان جماعتي بني بوزرا وبني منصور بإقليم شفشاون، ونسبة مهمة من المنحدرين من هذه المنطقة المستقرين بتطوان وطنجة، حيث يبلغ عدد المتحدثين بها قرابة 10000 نسمة”.
وقالت في نص الرسالة “بالرغم من دسترة الأمازيغية كلغة رسمية سنة 2011، وبدء تدريسها في المرحلة الابتدائية منذ سنة 2003، وانطلاق بث القناة الأمازيغية سنة 2010؛ إلا أننا مازلنا نلاحظ استمرار اعتماد الجهات الرسمية على تقسيم مغلوط للأمازيغية يختزلها في ثلاث تعابير (تريفيت، تمزيغت وتشلحيت) فقط، وذلك انطلاقا من معياري التقسيم الجغرافي (الريف، الأطلس وسوس) والتمثيلية العددية”.
وأشارت إلى أن “هذا المعيار الأخير جعل الجهات الرسمية تلخص أمازيغية الريف مثلا في التعبير الذي يتحدث به سكان إقليمي الناظور والدريوش، ودائرة أكنول بإقليم تازة، ودائرة بني ورياغل وقيادة بني عمارت بإقليم الحسيمة فقط، وسمته “تريفيت” بالرغم من أن الاسم الذي يطلقه الناس محليا على لغتهم هو “تمزيغت”. ليتم بذلك إقصاء أمازيغ صنهاجة سراير (دائرتي تركيست وكتامة ودواوير من دائرة بني بوفراح بإقليم الحسيمة)، أمازيغ غمارة (إقليم شفشاون)، أمازيغ الواحات الزناتيون (إقليم فكيك)، وأمازيغ الشرق الزناتيون (أقاليم بركان، تاوريرت وجرادة) من حقهم الدستوري المتمثل في استخدام لغتهم في وسائل الاعلام والإدارات والمؤسسات العمومية للدولة”.
وأمام هذه المعطيات، أكدت جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف” بأن “الأمازيغية في المملكة المغربية لا يمكن اختزالها في ثلاث تعابير فقط لا لشيء سوى لأن عدد المتحدثين بها مرنفع مقارنة بالتعابير الأخرى”.
والتمست من رئيس الحكومة “حث الجهات المختصة (وزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) على إنجاز خريطة لسانية دقيقة ومحكمة للتعابير الأمازيغية بالمغرب ووضع آليات للحفاظ على التعابير القليلة الانتشار من خطر الاندثار وعلى رأسها أمازيغية صنهاجة سراير وغمارة.
كما طالبت بـ”تخصيص حيز زمني لأمازيغية صنهاجة سراير وغمارة، ضمن فترة البث المخصصة لأمازيغية الشمال والشرق (الريف) على أمواج الاذاعة الأمازيغية؛ وحيز زمني لأمازيغية صنهاجة سراير بإذعة الحسيمة، تطوان وطنجة الجهوية؛ وكذلك حيز زمني لأمازيغية غمارة بإذاعتي تطوان وطنجة الجهويتين”.
ذات المصدر طالب “بتخصيص حلقات من برامج القناة الأمازيغية لاستضافة أشخاص يتحدثون بالتعابير الأمازيغية المهددة بالاندثار وأخرى لتسليط الضوء على مشاكلهم وحياتهم الاجتماعية والثقافية، وكذا حصة من المناصب المالية الخاصة بتوظيف مكلفين بالترجمة أو التواصل بالأمازيغية في الادارات والمؤسسات العمومية للمترشحين الناطقين بأمازيغية صنهاجة سراير (خصوصا المناصب الموجهة لدوائر تركيست وكتامة وبني بوفراح بإقليم الحسيمة) وأمازيغية غمارة (المناصب الموجهة لإقليم شفشاون).”
ودعا نص الرسالة بـ” تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس المتواجدة بمنطقتي صنهاجة سراير وغمارة، وإلغاء التقسيم الثلاثي للأمازيغية (تريفيت، تمازيغت وتشلحيت) من جميع الوثائق الرسمية للدولة والاكتفاء بذكر “الأمازيغية” حتى لا يتم إقصاء التعابير القليلة الانتشار كما حصل بسبب استمارة إحصاء سنة 2014.
وجدير بالذكر، تختم جمعية أمازيغ صنهاجة الريف رسالتها بـ” أن جميع الأمازيغ في المملكة المغربية يسمون لغتهم إما “تمزيغت” أو “تشلحيت” (تسمى “الشلحة” لدى صنهاجة سراير وغمارة). كما أن الاختلافات اللسانية للغة الأمازيغية مرده الانتماء الاثني-القبلي (صنهاجة، زناتة ومصمودة) وليس الجغرافي (الريف، الأطلس، سوس)، مما يفسر لنا مثلا تقارب تعبير آيت سرغوشن وآيت وراين بالأطلس المتوسط مع تعبير الريف الشرقي لأنهم ينتمون للأصل الزناتي؛ وقس على ذلك تقارب لسان غمارة بالشمال مع لسان سوس بالجنوب نظرا لأصلهم المصمودي المشترك…”.