لقيت الإصلاحات الجديدة لنظام تعليم اللغة والثقافة الأصلية للجاليات الأجنبية المقيمة بفرنسا التي أقدمت عليها وزيرة التعليم الفرنسية ذات أصول ريفية نجاة بلقاسم، لقيت استياء كبيرا وسط الجالية الأمازيغية المقيمة بفرنسا، خاصة وأن هذا النظام الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداءا من السنة المقبلة، يقضي بتدريس اللغة العربية لأبناء جالية شمال إفريقيا ابتداءا من سن السادسة، مع إقصاء تام للغة الأمازيغية.
وفي ظل هذا الاستياء قامت مجموعة تدعى ريفيو فرنسا “RIFAINS de France“، مكونة خاصة من الباحثين واللغويين والأكاديميين والناشطين الفرنسيين-الريفيين، بإرسال رسالة مفتوحة لوزيرة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، نجاة بلقاسم، عبروا من خلالها عن خيبة أملهم الكبيرة في هذا الإصلاح، وجاء في الرسالة أن هذا “الإصلاح” “غير عادل تماما” ويتعارض مع المبدأ الذي يقوم عليه نظام تعليم اللغة والثقافة الأصلية، القائم على أن إتقان اللغة الأم شرط أساسي للنجاح في تعلم أي لغة ثانية.
وتسعى المجموعة من خلال الرسالة للفت انتباه الوزيرة ومعها الدولة الفرنسية على حقيقة أن “فرنسا تتجاهل اللغة الأمازيغية ولغات الأقليات في فرنسا بشكل عام”، كما طالبوا من الوزيرة باعتبارها هي نفسها أمازيغية وفرنكو-ريفية، “بالدفع من أجل أن تستفيد اللغة الأمازيغية من من الميزات التي تستفيد منها العربية، ومن أجل إدراجها في المناهج والمقررات الدراسية الأساسية المشتركة “، خاصة وأن اللغة الأمازيغية هي اللغة الثانية من حيث عدد المتكلمين بها في فرنسا.
كمال الوسطاني