نظمت جمعية أمزيان للمسرح لقاء تواصليا يوم الاثنين 28 فبراير 2022 بالمركب الثقافي بالناظور، بمناسبة استضافتها للفرقة البلجيكية المسماة رأس الحانوت، والتي مقرها بمدينة بروكسيل، منطقة مولنبيك سان جان.
لقد حضر اللقاء مجموعة من الكتاب والفنانين والمسرحيين والمهتمين بالشأن الثقافي عموما. وتم في البداية الاستماع إلى الفرقة البلجيكية التي قدمت نبذة مهمة عن أنشطتها وأعمالها، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقة تأسست سنة 2010، وتُعْنَى أساسا بالشأن المسرحي باعتباره وسيلة ناجعة للتواصل والحوار والتعبير عن الهوية، سيما وأنها تضم ممثلين وأعضاء من أصول أفريقية، وتتطرق هذه الفرقة بشكل أساس إلى شؤون الهجرة والاندماج والتعايش والتعدد الثقافي والخصوصيات الإثنية للمهاجرين، وسبق أن عرضت في هذا الصدد عملا مسرحيا في أكثر من موضع ببلجيكا بأمازيغية الريف يصور المجتمع الأمازيغي الأصيل بتآزره وارتباطه بالأرض، بعد هذه النبذة، شارك مجموعة من الحاضرين في نقاشات مهمة بلغات متعددة تزاوج بين الأمازيغية والعربية والفرنسية حول الوضع الثقافي لمنطقة الريف وللمغرب عموما مستحضرة تاريخ المسرح والفن الأمازيغيين وتطورهما، ودور العنصر النسوي في هذا المجال، وتمت الإشارة كذلك إلى مجموعة من العوائق التي تحول دون تنمية ثقافية مستدامة ودائمة بالمنطقة.
ويبدو أن هذا التنسيق بين الجمعيتين واعِدٌ جدا، ويفتح آفاقا رحبة في المستقبل لتبادل الخبرات والزيارات، وعقد شَرَاكات واتفاقيات، وهو ما ألحّ عليه رئيس جمعية أمزيان للمسرح السيد محمد أدرغال مصمما على ضرورة إيصال المسرح الأمازيغي إلى خارج المغرب، وإعطاء صورة مشرقة على خصوصيتنا الثقافية بعدما نجحت مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الأمازيغية نجاحا مبهرا لمحتواها الهادف والمعبر، بالغة بذلك إلى جمهور عريض في الضفة الأخرى بفضل وسائل الاتصال الحديثة.
وفي الحقيقة يسعى مجموعة من المهتمين بالمسرح الأمازيغي مؤخرا بمدينة الناظور إلى هيكلة هذا الفن وفق أسس قويمة، وتنظيمه، وإحياء ربرتواره، والاهتمام بإدارة الممثل من خلال الانخراط في نقابات، وتقديم ملفات للدعم. فبفضل مَأْسَسة هذا القطاع وجمع كافة فناني المسرح والمتخصصين فيه يمكن التّرافع عنه والبلوغ به إلى كافة الأرجاء.