أمينة ابن الشيخ.. مسار متميز من أجل النهوض بالأمازيغية

تعتبر أمينة ابن الشيخ نموذجا للمرأة المغربية التي أثبتت قدرة وريادة كبيرتين في مجال النهوض بالأمازيغية في الحياة العامة، لسانا وثقافة.

مسار حافل لهذه الإعلامية والناشطة، خريجة كلية الحقوق بالرباط، توج بتعيينها مستشارة في ديوان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، حيث أسند لها ملف تطوير اللغة الأمازيغية.

بابتسامتها المعهودة التي يكتنفها حزم وجدية كبيران، تتحدث أمينة ابن الشيخ، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن مشوارها في سبيل النهوض بالأمازيغية، مبرزة أنها وجدت نفسها حاملة لهذه الرسالة، نظرا للمشاكل التنموية التي تعاني منها القرية الصغيرة التي تنحدر منها.

وأوضحت سليلة منطقة تافراوت بجهة سوس، أن والدها الذي كان مقاوما للسلطات الفرنسية إبان فترة الحماية، وتم تعيينه مباشرة بعد الاستقلال، من قبل جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، قائدا على منطقة تافراوت ونواحيها، شكل مصدر إلهام لها، على الرغم من أنه ترجل عن الحياة سنة بعد ولادتها، بالنظر للصدى الطيب الذي تركه لدى سكان قرية “كدورت” بجماعة “أفلا إغير” (دائرة تافراوت).

أمينة ابن الشيخ كانت تطمح للالتحاق بمهنة المحاماة بحكم تكوينها القانوني، غير أنها عرجت على عالم الصحافة من خلال تأسيسها في 2001 لجريدة العالم الأمازيغي. تحول مثمر ساعدها بشكل كبير على المساهمة في دينامية الإنتاج السمعي البصري باللغة الأمازيغية.

تجربتها بـ”مهنة المتاعب” مكنتها، أيضا، من الإطلاع عن كثب، على أبرز قضايا الأمازيغية وسبل تطويرها داخل الحياة العامة، لاسيما وأنها عايشت أحداثا بارزة، من قبيل الخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بأجدير (17 أكتوبر 2001)، وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في نفس السنة. وتتذكر، في هذا السياق، بكل فخر واعتزاز، تعيينها من طرف جلالة الملك محمد السادس، كعضو بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث ساهمت إلى جانب زملائها آنذاك في وضع اللبنات الأولى لمأسسة الأمازيغية ثم تكليفها من قبل المعهد للسهر على إنشاء القناة الأمازيغية، وكذا إخراج القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.

وأشارت ابن الشيخ إلى أنها تطمح إلى المساهمة في تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، من أجل تكريس حضورها في جميع مناحي الحياة العامة سواء في الإدارات العمومية أو في مختلف التظاهرات، وذلك طبقا لمقتضيات الدستور.

وبخصوص التوجهات التي تدافع عنها كمستشارة لرئيس الحكومة مكلفة بملف الأمازيغية، أكدت أمينة ابن الشيخ أن هناك توجها واضحا نحو النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين وتطويرهما، مع العمل على أجرأة إدراجها في مجالي التعليم والوظيفة العمومية.

وعلى الرغم من جسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقها، تؤمن أمينة ابن الشيخ بنبل رسالة النهوض بالأمازيغية وتعزيز موقعها، كجزء لا يتجزأ من روافد الهوية الوطنية، لتجسد بحق نموذجا للمرأة المغربية، المكافحة والمناضلة، في سبيل خدمة قضايا الوطن.

المصطفى عياش
صحافي، رئيس القسم الأمازيغي
وكالة المغرب للأنباء

اقرأ أيضا

الإحصاء العام: استمرار التلاعب بالمعطيات حول الأمازيغية

أكد التجمع العالمي الأمازيغي، أن أرقام المندوبية تفتقر إلى الأسس العلمية، ولا تعكس الخريطة اللغوية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *