تحدى مصطفى أوسايا، المعتقل السياسي المفرج عنه، بعد زهاء تسع سنوات من الإعتقال بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، تحدى الدولة المغربية بكل مؤسساتها الأمنية والمخابرتية أن تأتيه بدليل واحد يؤكد أو يتثبت تورط المعتقلان السياسيان للقضية الأمازيغية مصطفى أوسايا وحميد أعضوش في أي جريمة قتل، التي على أساسها تم الحكم عليهما بتسع سنوات سجنا نافذا.
وأكد أوسايا في حوار مطول له مع “العالم الأمازيغي” سينشر كاملا في العدد المقبل من الجريدة، أكد أن التهمة الجنائية الموجهة له إلى جانب رفيق دربه حميد أعضوش، هي تهمة مفبركة واهية لا أساس ولا وجود لها إلا في مخيلة المخزن، مبرزا أن “المخزن فعل ما يريده وما كان يخطط له وليس ما وقع”، مضيفا بأن المعتقلان يتوفران على الأدلة الكافية التي تؤكد بأن المخزن “يقتل الأمازيغ ويقوم بفبركة التهم والقضايا الجنائية ضدهم”.
وأضاف نحن أبرياء من التهم الجنائية الموجهة إلينا، وفي نفس الوقت نتوفر على الأدلة التي تثبت على أن اعتقالنا كان من أجل النيل من مناضلي القضية الأمازيغية، وفرملة النضال الأمازيغي الذي انطلق بقوة في تلك المرحلة، وهو اعتقال جاء للنيل والضرب في القضية الأمازيغية وتشويه صورة إيمازيغن، مشددا على أن الأدلة التي يتوفر عليها موجودة وجاهزة وجزء منها مدون في المذكرات “الطريق إلى تامزغا” الكتاب الذي أصدره مباشرة بعد خروجه من السجن.
وأوضح أوسايا أن “الأدلة التي نتوفر عليها تؤكد بأننا أبرياء وبأننا لم نقتل أحد، وعندما نقول بأننا أبرياء من تهم القتل فهذا لا يعني أننا نخشى أحدا بقدر ما نقول للجميع بأننا لسنا جناة”، واليوم وبعد 9 سنوات من السجن الظلم نؤكد بأننا أبرياء من التهم الجنائية وأبرياء من دماء أحد، وزاد قائلا: “المخزن يتلاعب بالقانون ويلفق التهم كما يشاء لكل من يغرد خارج سربه وكل من لا يسايره في مساره”.
وشدد أوسايا في حواره على أن “اعتقالنا كان من أجل الضرب في القضية الأمازيغية وكسر شوكة النضال الأمازيغي وتشويهه” وبالتالي يضيف أوسايا سلكوا طريق تلفيق التهمة الجنائية، موضحا أن اعتقالهما كان واضح ومخطط والدليل هو أن كل الأسئلة الموجهة لهما كانت تتعلق بالحركة الثقافية الأمازيغية وأنشطتها ومصدر تمويلها وشبكات علاقاتها، بعد أن قاموا بالحجز ومصادرة كل الملفات والأقراص وأرشيف الحركة الثقافية الأمازيغية، الذي كان يتواجد بمكان اعتقالنا.
وتحدث أوسايا عن حيثيات وتفاصيل الاعتقال والمحاكمة وعن هول التعذيب الذي تعرضوا له أثناء التحقيقات، وكيف أرغموه على التوقيع على محضر لا يعرف مضمونه، كما تحدث عن تجربته داخل السجن وعن الحركة الأمازيغية والحركة الثقافية الأمازيغية، وعن الجمعيات الحقوقية المغربية في تعاملها مع ملف المعتقل السياسيين للقضية الأمازيغية.
هذا، واستقبل مصطفى أوسايا إستقبال الأبطال في قريته فزو، التابعة لتراب إقليم وعمالة تنغير، مباشرة بعد الانتقال في قافلة من مكناس مكان إستقباله صباح الاحد 22 ماي 2016. مرورا بمسقط رأس المعتقل السياسي الأمازيغي حميد أعضوش الذي لا يزال يقبع في السجن بنفس التهمة، وصولا إلى قرية أوسايا فزو، وعرفت مراسيم الإستقبال حضور الآلاف من أبناء بلدته ونشطاء الحركة الأمازيغية، كما عرف الإستقبال تنظيم عدد من الندوات واللقاءات والأنشطة الفنية إستمرت لمدة ثلاثة أيام.
فزو: منتصر إثري