نظمت الحركة الثقافية الأمازيغية، بـ”موقع الشهيد” بجامعة القاضي عياض بمراكش، أيام الشهيد في دورتها الثالثة ما بين 26 و 31 مارس الماضي، تحت شعار “المخزن بين تفقير الشعب مع احتكار الثروة واﻹلتزامات الدولية مقابل اﻹنتهاكات الحقوقية. وتحديات إيمازيغن لتحقيق دولة الحق والمواطنة.”، استمرت على مدى أسبوعا كاملا من الأنشطة الثقافية، عبر تنظيم عددا من الحلقيات النقاشية والندوات واحتجاجات.. قبل أن تختتمها بأمسية فنية ملتزمة.
وافتتح المكون الطلابي الأمازيغي، “أيام الشهيد” يوم الاثنين 26 مارس، بحلقيتين مركزيتين، الأولى “قراءة في الشعار” والثانية حول “تمظهرات ذهنية الاستغلال في تدبير الموارد والثروات بالمغرب”، وعرفت باقي فقرات الأيام الثقافية مجموعة من الندوات والحلقيات والنقاشات أبرزها ندوة “إشكاليات الثروات بالمغرب: فقر أم احتكار الموارد”، وندوة “الوضع الحقوقي بالمغرب بين الاتفاقيات والنصوص وواقع الخروقات والانتهاكات”، إضافة إلى ندوة ” تحديات إيمازيغن لتحقيق دولة الحق والمواطنة”، وكذلك من أبرز ما ميز الأيام الثقافية للحركة الثقافية الأمازيغية، حلقيات مركزية تحت موضوع “الانتقال الديمقراطي بين النص والواقع” و أخرى بموضوع “البني الاجتماعية لايمازيغن من هدم الروح الديمقراطية للقبيلة إلى جعلها آلية تحكمية”، إضافة إلى حلقية مركزية بعنوان “الحركة الثقافية الأمازيغية: نقاش في مفهوم المواطنة والتحرر” ومائدة مستديرة حول موضوع “استقراء عقلانية تدبير الموارد في العرف الأمازيغي”، لتختتم “الإمسيا” أيام “الشهيد” السبت 31 مارس بأمسية فنية ملتزمة، كما تخللت أيام الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع “الشهيد”، رواق للكتب، ملصقات، وموسيقى ملتزمة.
وقالت ” mca ” في بيانها الختامي، بأن أيامها الثقافية تأتي “سيرا على درب الشهداء والمعتقلين وانسجاما مع مشروعها الفكري والتنويري من أجل الرفع من مستوى التأطير الفكري والوعي السياسي داخل الجامعة”، مشيرة إلى أن “الشعار الذي أقر الجميع من مواقع جامعية للحركة وكذا الفعاليات اﻷمازيغية المناضلة خارج الجامعة، بمسايرته للمرحلة التي يعيشها إيمازيغن والمغرب بالخصوص، لتنبثق عن هذا الشعار سلسلة من النقاشات الراقية والموجهة بمتطلبات المرحلة والواقع المعاش لدى إيمازيغن و كسيرورة في مسار النقاشات التي خاضها الموقع في الدورتين السابقتين من أيام الشهيد. هذه النقاشات التي تنوعت ما بين حلقيات، ندوات، قراءة في كتاب، طاولة مستديرة، دردشات، أمسية فنية مع موسيقى أمازيغية ومعرض للكتب طيلة اﻷسبوع كل هذا وفق البرنامج المسطر مسبقا”.
وأشار المكون الطلابي الأمازيغي إلى محاولات التضييق على أنشطة الحركة من طرف إدارات الكليات، ما “يشير إلى استمرار جيوب المقاومة التي تعيق أي مصالحة مع الذات والذاكرة التاريخية للمغاربة وإيمازيغن عموما. فبعد التصريحات العنصرية ﻷحد اﻷساتذة في كلية الحقوق سيتفاجأ مناضلي الحركة بتصريح لعميد نفس الكلية حينما اعتبر اﻷساتذة المؤطرين للندوة الحقوقية (أحمد أرحموش، محمد ألمو، عبد الرحمان الراضي) بأنهم مصدر تشويش على اﻹستقرار الوطني”.
وأضاف المصدر :”في خضم النقاشات المطروحة على مدار الأسبوع الثقافي تم التأكيد على أن المخزن مهما حاول تجميل المشهد السياسي والواقع الاجتماعي، لا يمكن أن يخفي الملامح البارزة للتسلط واﻹستبداد، فما تم تسويقه حول “اﻹنصاف والمصالحة” لم يستطع محو الجروح التي أحدثها المخزن، ما دامت البواعث التي بموجبها تتم التصفيات واﻹنتهاكات مستمرة في تحريك المشهد السياسي. ولن تسطيع كذلك سياسة الهبات والصدقات أن تغطي على مظاهر اﻹنفراد بموارد الوطن وغير قادرة على تحقيق الكرامة والعادلة اﻹجتماعية. ومن تم فعلى كل الفاعلين أفرادا وتنظيمات الراغبين في تشييد صرح ديمقراطي حقيقي، أن يكونوا في مستوى تحديات المرحلة.” يورد البيان
الحركة الثقافية الأمازيغية بمراكش ندّدت بـ”التضييق على أنشطة الحركة الثقافية الأمازيغية من طرف إدارات كليات جامعة القاضي عياض”، وكذا بـ”التصريحات المهينة و المشينة في حق الأساتذة المحاضرين الذين استضافتهم الحركة الثقافية الأمازيغية من طرف عميد كلية الحقوق”. وجدّدت التأكيد على أن ما وصفته بـ”ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺰﻧﻲ” هو من يتحمل مسؤولية ﺍﻏﺘﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬيد عمر ﺧﺎﻟق”إزم”، مؤكدة في ذات السياق على ضرورة ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺡ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ الحراك الاجتماعي ومن بينهم معتقلي الحركة الثقافية الأمازيغية ﻭﻛﺎﻓﺔ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻗﻴﺪ ﺃﻭ ﺷﺮﻁ.”
وشدّد المكون الطلابي الأمازيغي على ” ضرورة الإسهام الجدي و المسؤول في الانتفاضات و الاحتجاجات الشعبية المنادية بالكرامة و العدالة الاجتماعية”، مجدّدا تضامنه مع “عائلات ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻠﻴﻦ السياسيين، و كافة الانتفاضات الشعبية”، مندّدا في ذات السياق بما وصفه بـ”الأحكام ﺍﻟﺼﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ حق المعتقلين السياسيين، و قمع ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ، وكذا بـ” سياسة ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻔﻘﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﻨﻬﺠﺔ، وسياسة ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﻧﺰﻉ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻷﻣﺎﺯﻳﻐﻲ”. يورد بيان الحركة الثقافية الأمازيغية.
مراكش/ منتصر إثري