أيت أورير..  الراخا يدعو إلى الانتقال من نقاشات “زوم” إلى تفعيل العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية

انطلقت أمس السبت 21 ماي الجاري، بأيت أورير، إقليم الحوز، فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني “تيليلي للموسيقى والثقافة الأمازيغية” من تنظم جمعية “تيليلي للثقافة والفنون “، بشراكة مع مؤسسة المستقبل والمنظمة الدنماركية “Dansk Ungdoms Fællesrå”.

وافتتح الأستاذ رشيد الراخا؛ رئيس التجمع العالمي الأمازيغي ومدير نشر جريدة العالم الأمازيغي، الدورة الأولى للمهرجان، التي اختير لها شعار “الأمازيغية حضن الفنون”،  بمحاضرة حول “أهمية الانخراط في تفعيل توصيات العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية” تماشياً مع العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022ـ2032) الذي أطلقته منظمة اليونيسكو، ومنتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بقضايا الشعوب الأصلية.

وشددّ رئيس التجمع العالمي الأمازيغي في معرض مداخلته على أهمية الانتقال من الوعود ومن نقاشات منصة “زوم”  إلى تفعيل العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022ـ2032) وإطلاق برنامج شامل مع المجتمع المدني والفضاء العمومي لتحسيس المواطنين والمواطنات بأهمية الحفاظ على لغات الشعوب الأصلية.

ودعا الراخا إلى “تمزيغ الفضاء العمومي” مشيدا في سياق كلامه بمبادرة “جمعية تيليلي” التي تعمل على الكتابة على الجدران ورسم رسومات فنية تضم حروف تيفيناغ والرموز الأمازيغية، داعيا في ذات السياق إلى إطلاق حملة توعية وتواصل مع أصحاب المحلات التجارية وغيرها في المنطقة لكتابة واجهة محلاتها باللغة الأمازيغية.

وأكد الراخا الذي بدأ مداخلته بما أثير حول مسلسل “فتح الأندلس” الذي نسب طارق ابن زياد والحضار الأمازيغية في الأندلس إلى المشرق،  أن الكتابة باللغة الأمازيغية وبحرفها تيفيناغ هي أنجع وسيلة وأهمها في التعريف بالحضارة والثقافة والهوية الأمازيغية والحفاظ على اللغة الأمازيغية وتنميتها، مضيفاً أن محاولة السطو على الحضارة الأمازيغية في الأندلس سببه هو أن”الأمازيغ حينها لم يكتبوا بلغتهم الأصلية رغم أنهم أمازيغ، إنما كتبوا باللغة العربية بعد الغزو العربي لشمال إفريقيا، لذلك يعتقد البعض بأنها حضارة العرب المشارقة”.

و قد تطرق الأستاذ المحاضر خلال هذه المحاضرة إلى الأسباب الباعثة على إصدار إعلان بينوس و من بينها “ظهور مشاكل مناخية و بيئية بسبب إهمال المفاهيم اللغوية الأصلية في التعبير عن المواضيع المرتبطة بالطبيعة و البيئة ، فلا يستطيع بالتالي أفراد الشعوب الأصلية إدراك و فهم عميق لبيئتهم و محيطهم بلغة يحسنونها و يدركون حمولة تعابيرها و عمقها القيمي”.

وأكد أن “فشل المخططات التنموية لاسيما تلك التي يسطرها البنك الدولي و المنظمات الخارجية كما الداخلية، و ذلك لكون هذه البرامج لا تسطر بلغات الشعوب الأصلية ، مما يحول دون فهمها و من تم الانخراط في تنزيلها ، إذ كيف سينزل المواطن برنامجا لم يفهم مغزاه و لم يدرك معانيه؟”.

وأرجع الراخا فشل المنظومة الصحية في بلدان الشعوب الأصلية إلى “تهميش اللغات الأصلية و بالتالي انقطاع حبل التواصل بين المنظومة الصحية و الأفراد، ونفس الشي بخصوص فشل المنظومة التعليمية لكونها لا تعتمدها على اللغة الأم للشعوب الأصلية”.

وأبرز رشيد الراخا أن أهمية الكتابة باللغة الأصلية تكمن في كونها “أثرا يخلد الذاكرة الحضارية لتلك الشعوب، و يجعلها ممتدة بجذورها في التاريخ ، و هنا تأسف الأستاذ المحاضر عن غياب الأثر الكتابي بيتفيناغ في الحضارة المعمارية للشعب الأمازيغي، مقابل وجود كتابات عربية على ذات الآثار، ما يجعله البعض دليلا لانتسابه للحضارة الإسلامية عوض الحضارة الأمازيغية.

و قد استشهد الأستاذ في هذا المضمار بالحضارة الأمازيغية بالأندلس و خصوصا بمدينتي قرطبة و غرناطة، و ما عرفتهما من ازدهار الحضارة المعمارية و الفلاحية الأمازيغية؛ و على نقيض هذا، فقد عزز رئيس التجمع العالمي الأمازيغي من طرحه بالإشارة إلى الحضارة اليهودية بالمنطقة المغاربية، إذا على الرغم من نذرتها ، إلا أنها موشحة دوما بكتابات عبرية تؤرخ لانتمائها”.

وخلص الأستاذ إلى كون الكتابة هي ” ذاكرة الشعوب و دليل وجودها في لحظات تاريخية معينة”، مشيرا إلى أنها “تعزز روح الانتماء للأرض و الارتباط الوجداني بالوطن، و كذا تقوية الشخصية الوطنية و إحساسها بالافتخار بما تمتلكه من قيم و رموز أصليه و منظومات عرفية و قانونية و نظم ديمقراطية وجب تثمينها لا تهميشها و استيراد بدائل غريبة عن أرضها و مجالها”.

وفي محور تنزيل توصيات العقد الدولي، شدد الراخا على ضرورة تعبئة المجتمع المدني و انخراطه في حماية اللغات الأصلية بالترافع و النضال من جهة، و بمقاربة تشاركية مع مؤسسة الدولة لتنزيل أوراش تفعيل كل ما يتعلق بالطابع الرسمي لهذه اللغات، و في مقدمتها الأمازيغية في حالة المغرب.

ومباشرة بعد انتهاء محاضرة مدير نشر جريدة العالم الأمازيغي، كان للحضور موعد مع أمسية فنية بالحديقة العمومية، شاركت فيها مجموعة من الفرق الموسيقي كمجموعة أحواش تمكونزي، إثران اوسامر -تنغير-، تبرات باند-منطقة تكارط يول باند -قلعة مكونة ومجموعة تغرمت-قلعة مكونة.

رابط المحاضرة بالفيديو:

https://fb.watch/d9XyXy03LC/

رابط الصور:

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *