إرهابيو البوليساريو

بقلم: منتصر إثري

“ضربني وبكى، سبقني وشكى”، ذلك ما ينطبق تماماً على من يطلقون على أنفسهم “الطلبة الصحراويين” في الجامعات المغربية. هؤلاء الانفصاليون الذين يرعدون ويزبدون ويهددون بالويل والثبور وعظائم الأمور، كل من يختلف معهم في الرأي والمواقف والتوجهات ويدحض تخاريفهم وخرافتهم وشعاراتهم المردود عليها، بل ويواجهون الطلبة المختلفين معهم بالسيوف و”الزبارات” والهجومات المسلحة المنظمة والمخطط لها بعناية في غرف “مزوقة” بأعلام جبهة البوليساريو الانفصالية.

هؤلاء الارهابيون الذين يستفيدون من كل أنواع الريع والامتيازات، ويعيشون في الجامعات حياة الأمراء، يمارسون ارهابهم طوال السنة في حق الطلبة، طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية بالخصوص، ويهدودن صباح مساء، الطلبة البسطاء القادمين من المغرب المنتفع به من أجل الدراسة والتحصيل العلمي. يقومون بسرقة هواتفهم، يفتشونهم، ويمارسون عليهم عنصريتهم وآناتهم وعجرفتهم و”ضسارتهم” حتى صار يخيل لباقي الطلبة أن هذه الشرذمة التي تعيش على الفوضى والقتل والدماء، تعيش فوق القانون؛ ولا قانون فوق قوانينهم!، وعندما يدافع الطلبة الأمازيغ على أنفسهم من جراء ما يتعرضون له من إرهاب وإجرام منظم بتحالف مع بقايا ركام اليسار العروبي الفاشي؛ يهرولون للبكاء والمظلومية ويتهمون أحرار ناضلوا وضحوا بحياتهم في سبيل الحرية والتحرر والاستقلال بمحاباة “المخزن” الذي يحلبونه ويستفيدون من ريعه وحدهم. في المقابل ينال الأمازيغ مزيد من الإقصاء والتهميش والمنع والاعتقالات…

وما جرى في جامعة “ابن زهر” بأكادير، صباح السبت، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسميه “مواجهات” بين “فصائل”، بل هو هجوم منظم ومخطط له من طرف “أزلام البوليساريو”. ولا عجب أن نتابع هذا الهجوم المنظم والمنسق إعلاميا على الحركة الثقافية الأمازيغية، ومحاولة نقل للقارئ أحداث غير كما وقعت، وكما يجب أن تروى، لأنه ببساطة، عندما يتعلق الأمر ب”إيمازيغن” ف”العروبيين” بيمينهم ويسارهم وإعلامهم.. يتخندقون في خندق واحد ويحشدون أقلامهم المأجورة، من تم يفرغون سمومهم وحقدهم البغيض على المكون الأمازيغي الذي دحض كل الأساطير والأوهام التي ظلوا يروجون لها في الجامعات المغربية.. وطعن المكون الطلابي الأمازيغي الذي يحمل مشعل القضية الأمازيغية ويقدم من أجلها شهداء ومعتقلين.

والهجوم الإرهابي المنظم على طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية، لم يبدأ يوم السبت، ولن أعود للوراء كثيرا، لكن كذلك لن أنسى الجريمة البشعة التي ستبقى تطارد إرهابي “البوليساريو” مدى الحياة، جريمة إغتيال الشهيد عمر خالق “إزم” بجامعة مراكش مطلع يناير 2016، فالهجوم الإرهابي الذي تعرض له طلبة شعبة الدراسات الأمازيغية بأكادير، سبقه نفس الهجوم على الطلبة الأمازيغ بوجدة، تازة، مكناس ومراكش.. هذا كله حدث في أقل من شهر! بالتالي هجوم اليوم هو امتداد لخطط محبوكة للإيقاع بالمكون الأمازيغي وجره لمستنقع العنف، ولأن الحركة الثقافية الأمازيغية فطنة لهذه الخطط المفضوحة والتزمت أقصى درجة ضبط النفس، والتركيز على امتحانات نهاية الموسم، فلم يبقى أمام “المأجورين” إلا التخطيط ليلا -مع الإعلان عن ذلك صراحة- للهجوم ب”الزبارات” والسيوف وكل أنواع الأسلحة البيضاء على الطلبة العزل الذين لم يجيدون غير القلم للتصدي به للسيوف وهي تنهال على أجسادهم.

العجيب، رغم أن لاشيء عجيبا عندما يتعلق الأمر بشرذمة لا تخفي مناصرتها للطرح الانفصالي بل وترفع علم الانفصال في الجامعات، وتصف المغرب “بالمحتل”، هو أن هؤلاء الارهابيون دخلوا بالسيوف للكلية ومنعوا الطلبة من اجتياز امتحاناتهم كما تناقلت صفحات كثيرة صورهم وهم مدججين بالأسلحة البيضاء، في غياب تام لإدارة الجامعة وللدولة التي كان من المفروض والمفترض أن توفر الأمن والأمان للطلبة، وللمواطنين عامة!.

ولأن المؤامرة والمسرحية انفضحت، وانكشفت خيوطها، واصطدمت شعارات الإرهابيين، قتلة الشهيد “إزم” بقوة وصلابة مواقف وقناعات الطلبة الأمازيغ. ولأنهم فشلوا في مواجهة الحركة الثقافية الأمازيغية بالحجج الفكرية وبقوة الحجة، لا حجة “الزبارات”، فلم يبقى أمهامهم سوى إلصاق تهمة “القتل” الذي يجيدونه، بمكون طلابي أمازيغي، طالب ومنذ سنة 1999 بصياغة ميثاق الشرف لنبد العنف بين الطلبة وجعل الجامعة مكانا للمقارعة الفكرية والمواجهة العلمية.

اقرأ أيضا

“اللغة الأمازيغية بالمغرب: تحديات البقاء ومخاطر الانقراض بعد إحصاء 2024”

تقف اليوم اللغة الأمازيغية بالمغرب، باعتبارها ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية المغربية، أمام تحدٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *