صدر مؤخرا عن مطبعة المعارف الجديدة بالرباط، كتاب جديد يعزز المكتبة الأمازيغية للأستاذ محمد المهدي علوش ابن منطقة وكسان المجاهدة والعامل السابق لمدينة الناظور وعدة مدن أخرى المتقاعد.
كتاب “إسلام الأمازيغ: قراءة أخرى في تاريخ أسلمة المغرب” يكشف فيه مؤلفه القناع عن الأهداف الحقيقية لفتح المغرب والأفعال المشينة التي اقترفها “الفاتحون” العرب ضد الأمازيغ تحت غطاء الجهاد في سبيل الله، و يفضح زيف الشعارات التي تستر وراءها قواد الجيوش الأموية لنهب ثروات تامزغا، وسلب الأمازيغ أموالهم وممتلكاتهم واسترقاق أطفالهم وسبي نسائهم تحت ذريعة نشر الإسلام.
الكتاب الأول لمحمد المهدي علوش بعد إحالته على التقاعد، عبارة عن محاولة تهدف إلى تسليط الضوء على زوايا مظلمة من تاريخ بلاد الأمازيغ في العصر الوسيط بغرض استجلاء ظروف وملابسات فتح شمال إفريقيا وما صاحبه من تجاوزات وانتهاكات لا تمت بصلة إلى رسالة الإسلام. كما تروم الكشف عن الأسباب والدوافع التي أدت إلى قيام الأمازيغ بأعظم ثورة سجلها تاريخ المغرب الإسلامي ضد الولاة الأمويين، أسفرت عن اعتناق جل الأمازيغ للمذهب الخارجي، وعن انقسام البلاد إلى إمارات مستقلة بين خارجية ومارقة.
ويرمي الكتاب أيضا إلى إبراز الريادة التي اضطلع بها المغاربة في قيام إمبراطوريات أمازيغية كانت وراء تعميم نشر العقيدة الإسلامية بسائر “تمازغا” والتأسيس لإسلام مغربي متميز. وذلك من خلال اعتماد الكاتب لمقاربة جديدة معتمدا قراءة مختلفة لتاريخ الفتح الإسلامي لبلاد الأمازيغ.
وقد عاش الكاتب محمد بن المهدي علوش طفولته بقرية سيدي بوصبار مقر الشركة الإسبانية لمناجم الريف المعروفة بـ”وكسان” (إقليم الناضور). وبها فتح عينيه على جيران من جنس الإسبان كانوا يعيشون في قرية المنجم الذي كان يشتغل به والدة وإخوته وجميع أفراد قريته والقرى المجاورة.
وبعد دراسات ثانوية وعليا موفقة التحق السيد علوش بالإدارة المغربية التي مكث فيها حتى أدركه سن التقاعد. وقد أمضى حياته المهنية كلها كمسؤول في الإدارة الترابية، على مستويات عدة، حيث تنقل بين مختلف مناطق المغرب وخالط المغاربة بجميع فئاتهم الاجتماعية وانتماءاتهم الإثنية في سوس والصحراء والريف والأطلس وغيرها…
كان حلم الكتابة يراوده باستمرار وهو في خضم مشاغله المهنية الكثيرة. وما أن أحيل على المعاش حتى بدأ في نشر أولى مقالاته في إحدى الصحف الوطنية الحرة. وكانت مواضيع الحرية والهوية والحداثة والديمقراطية في قلب كتاباته. وبعد مرحلة المقالات قرر محمد علوش خوض غمار التأليف بنشر كتاب أول كتاب له تحت عنوان “إسلام الأمازيغ: قراءة أخرى في تاريخ أسلمة المغرب”.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني