إضاءات حول الحركة الثقافية الأمازيغية

بقلم: وليد البورماقي

الحركة الثقافية الأمازيغية هي حركة تتسم بالديناميكية والتطور ومواكبة عجلة التاريخ، وكذا تبني الفكر التنويري الظاهر حديثا، وكل ما وصل إليه الفكر البشري وعبقريته من خلال اختراعاته التكنولوجية والعلمية الحديثتين… لذلك سميت بالحركة في بادئ الأمر، أي مسايرة الإنتقال من وضع إلى آخر وفق شروط وظروف اجتماعية معينة قد تبرز وتظهر من جراء الإحتكاكات البشرية فيما بينها من جهة؛ ومن جهة أخرى من خلال الاحتكاكات بين البشر والطبيعة، لتخلص بنا إلى نتيجة مفادها التحديث: التغيير والتجديد في ثقافة شعب معين وتغيير طريقة تفكير في رقعة جغرافية ما.

ومن أراد أن يجعل منها حركة جامدة كجمود الجليد، تخضع للحتميات السلطوية وللأعراف القديمة التي تجاوزتها الظروف الاجتماعية الحالية، وتقديس مواقف فترة التسعينات وبداية الألفية الثالثة؛ فإما أنه لم يصل بعد إلى فهم واستيعاب جيدا العمق الفكري/المفاهيمي والسياسي لحركتنا، نظرا لصعوبة تحليل خطابها المعقد/المركب، بطريقة سلسة وبسيطة أو أنه لم يستوعب بعد مرجعيتها الفكرية التي تؤطرها.

إن بروز الحركات الاجتماعية الجديدة داخل أرض ثامزغا وداخل أمور نواكوش بشكل خاص، يضع بشكل شبه مباشر حركتنا أمام الأمانة التاريخية وأمام الواقع المعيش لإيمازيغن في القرن الواحد والعشرين، ويلزم عليها تحليل الأوضاع الاجتماعية بكل مسؤولية وعلمية من أجل تجسيد المبادئ والقيم التي تبنتها سالفا وتفعيلها على أرض الواقع أي ما يسمى ب”البراكسيس”.

إن تبني مجموعة من المبادئ والمواقف السياسية والتاريخية من طرف حركتنا إبان فترة التسعينيات من القرن الماضي، بمثابة دراسة علمية وملموسة للواقع الملموس وكذا استحضارا لسيرورة تاريخية تتمثل في قراءة نقدية لمقررات “أوطم” التي تم فيها الإنزلاق إلى مستنقعات لا محمودة ولا عقلانية، وتم فيها إقصاء كل ما هو أمازيغي والتشبث ب(الوطن العربي) من المحيط إلى الخليج… وغيرها من الأخطاء التاريخية (Izmbidhen) التي اعترف بها المنبهي نفسه باعتباره رئيسا شرفيا لأحد المؤتمرات للمنظمة النقابية الطلابية “أوطم”.

من لم يستطع استعمال خطاب حركتنا السلمية في تحليل الوقائع التي يعيشها الشارع السياسي في بلادنا، من حركات اجتماعية واحتحاجات شبه يومية وتظاهرات إبداعية من جراء القهر، الحكرة، التهميش، الاقصاء، الطحن والاغتيال والاعتقال السياسيين… وغيرها من الصفات البنيوية اللصيقة بالنظام المخزني، فاعرف نفسك بأنك ما زلت تعيش في القرون الوسطى ولم تواكب عجلة التاريخ وما وصلت إليه البشرية اليوم، فما عليك إلا أن تعيد النظر في جهازك المفاهيمي وطريقة تفكيرك واستراتيجية رؤيتك للعالم المعيش لأن الأزمنة تتغير وبالتالي يجب مسايرتها وليس القعود والركود الفكري القاتل.

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

تعليق واحد

  1. ابريد غايثران

    لا يجب ان يبقى خطاب ح.ث.ا. مجرد شعار وحسب .
    انما يجب ان يتفاعل به جل من يحمل او يؤمن بهذا الخطاب .
    النظرية لا تتعقلن حتى تثبت صحتها في الممارسة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *