تم بإقليم الصويرة، إطلاق “قافلة التعبئة المجتمعية” للإدماج المباشر للأطفال غير المتمدرسين، برسم الموسم الدراسي الحالي، وذلك في إطار جهود محاربة ظاهرة الهدر المدرسي.
وستجوب هذه القافلة، التي تنظمها المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، تحت شعار “جميعا من أجل محاربة الهدر المدرسي”، وتتواصل إلى غاية متم أكتوبر الجاري، مختلف المؤسسات التعليمية، بجميع أسلاكها، التابعة لمختلف الجماعات الترابية بالإقليم. وفق ما اوردته وكالة الأنبتاء المغربية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق التعليمات الملكية السامية، المرتبطة بمحاربة الهدر المدرسي، وتفعيلا لأحكام القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخاصة المشروع المندمج 5 المتعلق ب”تأمين التمدرس الاستدراكي والرفع من نجاعة التربية غير النظامية، وكذا عملا على تحقيق غايات التعليم الإلزامي ومحاربة ظاهرة عدم التمدرس، والهدر المدرسي بكل أشكاله بمختلف الأسلاك التعليمية بهدف الاحتفاظ بالتلاميذ أكثر ما يمكن داخل النظام التربوي.
كما تندرج في إطار تنفيذ مقرر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي في شأن تنظيم السنة الدراسية 2021-2022 (قطاع التربية الوطنية) المحين رقم 21- 084 بتاريخ 21 شتنبر 2021 ، والمذكرة الوزارية عدد 21-0889 في شأن الانطلاقة الرسمية ل “قافلة التعبئة المجتمعية” للإدماج المباشر للأطفال غير المتمدرسين.
وقال المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالصويرة، نور الدين العوفي الغزاوي، في تصريح لوكالة المغرب للأنباء، إن هذه القافلة تسعى إلى التوعية بالمخاطر التي تمثلها ظاهرة الانقطاع عن الدراسة وانعكاساتها الوخيمة على الساكنة المستهدفة.
وأوضح أن هذه العملية تروم أيضا توحيد جهود مختلف الأطراف المتدخلة في المنظومة التربوية، للتحرك سويا قصد تحقيق النتائج المتوخاة، بحسب مخطط مضبوط من أجل إعادة إدماج التلاميذ الذين لم يلتحقوا بالمدرسة، والأطفال غير المتمدرسين في التعليم غير النظامي، أو إدماج أكبر عدد من هؤلاء المتعلمين والأطفال في مدارس الفرصة الثانية، دون إغفال تعزيز الدعم الاجتماعي للتلاميذ المنحدرين من أوساط معوزة.
وأضاف أن نجاح هذه العملية الضخمة يتطلب الانخراط والتعبئة المستمرة لكافة الأطراف المشاركة، موضحا أنه سيتم إيلاء اهتمام خاص للمناطق التي تسجل معدلات مرتفعة في التسرب والهدر المدرسي.
وشدد العوفي الغزاوي على أهمية الانخراط القوي لكافة مكونات المنظومة التربوية بإقليم الصويرة، والسلطات المحلية، وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وهيئات المجتمع المدني، والشركاء الآخرين لتوفير ظروف النجاح لهذه القافلة، مبرزا أن الهدف النهائي يتمثل في محاربة ظاهرة تهدد مستقبل أجيال صاعدة، بشكل ناجع وفعال.
واتخذت المديرية الإقليمية، من أجل بلوغ الأهداف المسطرة وضمان نجاح هذه العملية، مجموعة من الإجراءات، منها، على الخصوص، تنظيم ندوات، ولقاءات، وأنشطة تحسيسية في المؤسسات التعليمية، وكذا في الأسواق الأسبوعية، فضلا عن تعبئة أئمة المساجد من أجل حث الأولياء على تسجيل أبنائهم في المدارس.
وضاعفت المديرية الإقليمية، تمهيدا لإطلاق هذه القافلة، من اللقاءات التواصلية مع الفاعلين الجمعويين العاملين في ميدان التربية، ومع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وكذا مع الشركاء والسلطات، وقامت بتشكيل فرق عمل وبتوزيع مناطق التدخل على فرق تربوية مكونة على صعيد كل مؤسسة للاتصال المباشر بالتلاميذ غير الملتحقين وبأسرهم لإرجاعهم إلى المؤسسة.
وتتمثل الغاية النهائية في إثارة انتباه ساكنة إقليم الصويرة حول الخطر الذي تمثله ظاهرة التسرب المدرسي، والأهمية القصوى لتسجيل أطفالها في المؤسسات التعليمية، حتى يتمتعوا بحقهم كاملا في التربية، والنهوض بفعالية المدرسة، عبر الاحتفاظ، وإعادة إدماج الأطفال الموجودين خارج المنظومة التربوية.