يستمر مهرجان “ربيع المسرح” بتارودانت، في إقصاء اللغة الأمازيغية، بالمدينة المتجذرة في اللسان والثقافة الأمازيغية، في تغييب شبه كامل للغة الأمازيغية، ويشمل الاقصاء كل من الهوية البصرية والبرمجته الفنية.
عبر العديد من الفاعلين الثقافيين والجمعويين في الشأن الأمازيغي، عن إستيائهم من غياب أي تمثيل للغة أو الفن الأمازيغي في برنامج المهرجان، الذي من المفترض أن يحتفي بالتنوع الثقافي والتراثي للمنطقة. خاصة وأن إقليم تارودانت من المناطق ذات الحضور الأمازيغي القوي، حيث تشكل الأمازيغية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة وساكنتها، كما هو الشأن بالنسبة لعموم المغاربة.
وينظم مهرجان ربيع المسرح دورته الثالثة ما بين 26 و 31 ماي 2025، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل المجلس الجماعي لتارودانت تعاونية كوباك مجلس جهة سوس ماسة، وبتعاون مع عمالة إقليم تارودانت والمجلس الإقليمي لتارودانت، والكلية متعددة التخصصات بتارودانت، ومسرح محمد الخامس، والمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والقناة الثانية المغربية، ومؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتارودانت، وغرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة
هذا الإقصاء يتجاهل رسمية اللغة الأمازيغية وفق ما جاء به دستور المملكة، التوجيهات الوطنية الرسمية الصريحة التي تدعو إلى إدماجها في الفضاء العمومي، بما في ذلك المجال الثقافي والفني، وهو أيضا إجحاف في حق الفنانين الأمازيغيبن.
إن استمرار هذا الإقصاء، في الشكل والمضمون، لا يمكن اعتباره مجرد خلل في التنظيم، بل يعكس موقفًا ضمنيًا من قيم التعدد والانفتاح الثقافي، ويُشكل انتقاصًا من كرامة شريحة واسعة من المواطنين الذين تُشكّل الأمازيغية لغتهم الأم وفضاءهم الثقافي الطبيعي.
كما دعا الفاعلين إدارة المهرجان، والجهات الراعية له، إلى تصحيح هذا المسار، وإلى ضمان حضور متوازن ومنصف للأمازيغية، لغة وفنًّا، بما يعزز مبدأ العدالة الثقافية والمواطنة الكاملة.